آثار و مناظر قسطل بتبسة تبهر الزائرين
استقبلت هذا الأسبوع منطقة قسطل السياحية بولاية تبسة قافلة كبيرة من الأدباء و الفنانين  ورؤساء جمعيات و مسؤولي مؤسسات رسمية و إعلاميين في إطار السعي لرد الاعتبار للسياحة المحلية و التعريف بما تزخر به ولاية تبسة من معالم و مناطق سياحية خلابة.
على مدار يوم كامل استمتع ضيوف قسطل بأجواء و مناظر طبيعية ساحرة  وقد تخللت الرحلة نشاطات ثقافية وفنية، كان للشعر فيها نصيب  من خلال إلقاءات شعرية و مقاطع غنائية.  
و كانت الفرصة مواتية لأعضاء القافلة لزيارة المنبع المائي و حوانيت قسطل، فضلا عن المرور على الجر الروماني  فكانت الرحلة تاريخية أيضا، حيث حط الزوار الرحال في عصور ما قبل التاريخ و نهايته و ظهور فجر التاريخ بالنسبة للمؤرخين و الباحثين و بالضبط في الحقبة القفصية، حيث تظهر شواهد من هذا العصر من خلال العديد من النقوشات، ومنها النقش الكبير لثور على سفح جبل بوسمان.
 و الملاحظ أن الكثير من آثار المنطقة يغلب عليها المعمار الجنائزي الذي يعكس حقبا مختلفة من قبور الدولمان و حوانيت و تيملوس و بازينات، إلى غاية قبور الرومان، و لم يبق أمام سكان المنطقة و الغيورين على السياحة بتبسة، سوى رفع  نداء لكل المسؤولين، من أجل تصنيفها وصيانتها.
يقول الشاعر و الإعلامي حسين صحراوي، مهندس هذه الرحلة « إن قسطل القطعة الهاربة من التاريخ، تلك الحقبة التي تعود إلى حوالي 6 آلاف سنة قبل التاريخ، تتيح للزائر السير في المنطقة الجبلية، أو ما يعرف بالغرف الجنائزية المحفورة في جلمود جيري صلب، حيث قدر عددها بنحو 36 غرفة في هذه المساحة، مركبة فوق بعضها البعض، أما الغرف العلوية فيصعب الدخول إليها، وهو الأمر الذي حافظ على شكلها الأول القريب من شكل المستطيل، وتضم أبوابا مثبتة بإحكام في الأعلى بواسطة عوارض مهيئة في الصخر، وهي العوارض التي تكسر أغلبها، وغير بعيد عن ذلك، تتواجد بالوعات محفورة فوق المداخل لمنع تسربات المياه إلى الداخل، وتبدو المقبرة من بعيد للرائي كأن أساساتها عشوائية، غير أن التدقيق فيها يمكنه من رؤية أساسيات المدينة كاملة»..
و يضيف» تحتضنك الجبال إلى الأعلى والتي تحوي دواميس و مغارات حجرية ذات أبواب مربعة في الأعلى، يفترض الزائر بأنها قبور رومانية قديمة، لكن هذه الآثار تعود إلى العصور الأولى، ما قبل التاريخ ونهايته وظهور فجر التاريخ عند الباحثين، وبالضبط في الحقبة القفصية le capésien أو الحقبة الجيرية وتعود للعصور الحجرية القديمة”. 

إن منطقة قسطل التي لا تبعد كثيرا عن عاصمة الولاية “تبسة” لا تزال تائهة نائمة على أنقاضها، فلا اهتمام ولا أبحاث ولا دراسات من شأنها رفع الغبن عن تراث لا أحد آبه به.
علما بأن مديرية السياحة لولاية تبسة سبق و أن خصصت غلافا ماليا بقيمة 3 ملايير سنتيم لتهيئة منطقة قسطل، لتجعل منها منطقة سياحية بامتياز، و ذلك من خلال تهيئة الطريق و توفير ألعاب للأطفال و بعض المرافق و الفضاءات والمنتزهات التي ستجد فيها العائلات متنفسا سياحيا متميزا.   

   ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى