تشكيل فرق نسوية تحترف «فتل»عدة أنواع  من الكسكسي بالطريقة التقليدية
تزايد الطلب على الكسكسي المحلي»المفتول» بالطريقة التقليدية من أجل إحياء الأفراح و مختلف المناسبات الاجتماعية، نظرا لشكله الجذاب و ذوقه المتميز بعد منافسة مؤقتة و غير متكافئة مع كسكسي المصانع و المطاحن، عاد ليحتل مجددا الريادة، فتشكلت مجموعات نسائية محترفة من أجل الإسراع في إعداده بكميات كبيرة و بأنواع عديدة، على غرار الممزوج بالبلوط أو الزعتر و نباتات طبية و عطرية أخرى و كذا كسكسي القمح الصلب و كسكسي الشعير أو النخالة و غيرها، من أجل  تلبية الطلبيات الكثيرة.

رهان المذاق المميز

يعتبر «الكسكسي» الذي يعرف بوسط البلاد ب»الطعام» و بالمناطق الشرقية ب»النعمة « أو «البربوشة» الطبق الرئيسي المفضل بالنسبة للعائلات في مختلف المناسبات العائلية و في الأيام العادية، لكن يظل «المفتول «، وفق الطريقة التقليدية المفضل لديها، لأنه يتميز بمذاق يختلف عن الكسكسي الذي تسوقه المطاحن و المصانع كما أن نوعيته جيدة، و يعد في نظر الكثيرين مصدر فخر و اعتزاز وتمسك بالعادات و التقاليد الأصيلة.
و لم يتأثر الإقبال المتزايد على»الكسكسي المفتول» بارتفاع ثمنه و مدة  إعداده، حيث أن عملية «الفتل» و التحضير تتطلب أسابيع و تتم الاستعانة بذوات الخبرة و الاختصاص من النساء اللائي يقمن على مدار السنة بهذه العملية في منازلهن لتلبية طلبيات زبائنهن، فيبعن بمبلغ يصل إلى ألف دج كيسا من الكسكسي المفتول  وزنه 25 كلغ ، كما هو الشأن بالنسبة لمجموعة خالتي «الزهرة»  المتكونة من 6 نساء يعكفن يوميا على إعداد كميات معتبرة من الكسكسي في فضاء تابع لمركز النسيج ببلدية جندل بولاية عين الدفلى، و هو فضاء ملائم جدا للقاء أهل الحرفة التي تورث آليا لكل من تريد اكتساب حرفة يدوية مربحة.
 و تراهن هؤلاء النسوة على صمود هذه الحرفة أمام منافسة المطاحن و مؤسسات إنتاج العجائن و من بينها الكسكسي المصنع، فالميزة الأساسية في «المفتول» مذاقه بشهادة الكثير من المستهلكين، حيث تشير خالتي زهرة و هي أرملة و أم لخمسة أبناء، بأن سبب تواجدها في هذا المكان مع مجموعة من النساء  ل»فتل» الكسكسي، هو ضمان دخل شهري يقدر ب 7 آلاف دينار جزائري ،وكلما بذلت جهدا أكثر و حضرت كميات أكبر، زاد مصروف الدار و الأبناء ،و يقاس معدل الإنتاج بتحضير  50 كلغ من الكسكسي يوميا على أن يحضر الزبون المادة الأولية و هي السميد المتوسط الحجم.
الكسكسي الذي يتم تحضيره عدة أنواع ، فهناك الممزوج بالزعتر  و «الحموم « و «القمح « و البلوط « ، وهذه الأنواع تعبأ في أكياس من 500 غ إلى 1 كلغ و توجه للتسويق ، بأسعار تتراوح بين 150 إلى 200 دج للكلغ الواحد، فيما يعبأ الكسكسي المفتول العادي في أكياس من 25 كلغ، أو تحت الطلب، من أجل إقامة الولائم و الأفراح.
و الملاحظ أن معظم  العائلات، خاصة في المدن، تخلت عن عادة الاعتماد على نسائها و بعض القريبات في تحضير «عولة» الكسكسي المفتول في فصل الصيف لتلبية احتياجاتها الخاصة طيلة السنة ، و أصبحت تشتريه من نساء محترفات، في ظل خروج عدد متزايد من النساء للعمل خارج البيت.

كسكسي  الزعتر لعلاج الزكام و كسكسي النخالة لمحاربة السمنة

و يزداد الإقبال على الكسكسي المفتول خلال شهر رمضان الكريم لإعداد الوجبات الشهية، خاصة و يظل «المسفوف» الأكثر طلبا من أجل تحضير و جبة السحور، و تبقى أنواع الكسكسي التقليدي المفتول باليد عديدة، حيث  أخبرتنا السيدة فاطمة 55 سنة، التي تسترزق أيضا من هذه الحرفة، بأن الكسكسي المفتول و الممزوج بنبتة الزعتر، يساهم في علاج بعض الأمراض خاصة بعلاج الزكام و طرد بعض أنواع الديدان المعدية وتطهير ‏الأمعاء من الطفيليات و كما أنه مفيد، كما أكدت في تلطيف احتقانات الكبد و يخفف من آلام المفاصل.‏
أما كسكسي النخالة فيساعد على إنقاص الوزن لقلة سعراته الحرارية ويعطي  إحساسا بالامتلاء والشبع، كما يعالج الإمساك لأنه يتوفر على ألياف السيليلوز التي تعمل كقطعة إسفنج تمتص الماء .
هشام ج

الرجوع إلى الأعلى