مواطنون يتحسرون على البيض المزيّن و لعبة الطرطاق و الزربوط
تعود عبارات الحسرة مع حلول كل مناسبة دينية مهمة، لا سيّما لدى الأشخاص الذين يعيشون مع ذكريات الماضي الجميل، أين يستعيد الكثيرون في مثل هذه الأيام صورا عن الأجواء المتميّزة و يعبّرون عن حنينهم إليها، و لا يتوانون عن انتقاد العادات و السلوكات الجديدة التي أفقدت مناسبة المولد النبوي الشريف مغزاها الروحاني و باتت تشكل مصدر إزعاج وخوف بعد أن كانت مصدر بهجة و احتفاء. و لا زال بعض أبناء المدينة القديمة بقسنطينة، الذين رغم انتقالهم إلى أحياء سكنية جديدة، يتذكرون أهم العادات و الطقوس الممارسة في هذه المناسبة، لما كان يميّزها من خصوصية، حيث استرجع المواطن موسى بن السدراتي الذي كبر بحي رحبة الصوف، ذكريات عن مرحلة قال أنها مفعمة بالحس الجمالي الراقي، لما ميّزها من غرس للحماس و المنافسة في نفوس الصغار لأجل تقديم الأجمل و الأفضل سواء فيما يتعلّق بتزيين و تلوين البيض لتعليقه على جدران القسم قبل إلصاقه على عصا لا يزيد طولها عن 20سم و التجوّل بها من باب الفخر بما صنعت أناملهم الصغيرة، كما توّقف عند محطة قال أن الكثير من الصور لا زالت راسخة في ذهنه، خاصة عن الكتاتيب و مسجد سيدي بومعزة و سيدي لخضر و جمعية التربية و التعليم، وزاوية بن عبد الرحمان و غايرها من الأماكن التي كانت تبرز فيها مظاهر الاحتفال بهذه الذكرى العزيزة على قلوب المسلمين. و تذكر محدثنا كيف أن الألعاب النارية كانت تعد جزء مهما في احتفالات الكثير من العائلات و بالأخص الميسورة، متذكرا كرم أحد جيرانهم كانوا يدعونه عمي الطاهر الذي كان يعمل بالثكنة العسكرية الفرنسية بالقصبة و الذي كان يمطر الأطفال بالمفرقعات، و التي تذكر أسماء بعضها، كالطرطاق الذي كانوا يستعينون بالحجارة من أجل الطرق عليه لإحداث صوت مسل حسبه، بالإضافة إلى النجوم و الزربوط الناري و المحارق التي كانت صغيرة الحجم و غير مفزعة كما هي عليه اليوم. من جهتها تذكرت الحاجة رملة بن سبعيني كيف أن شقيقيها كانا يرافقان والدها إلى زاوية بن عبد الرحمان لحضور الوليمة المعدة بالمناسبة و التي تشارك في إعدادها نساء العائلات العريقة على شرف طلبة الكتاتيب. أما هي فكانت تخرج مع بنات الجيران و هن يحملن البيض الملّون، في الصباح و يلتقين بوسط الدار مساء للغناء و بأيديهم شموعا تزينها أمهاتهن بأشرطة ملوّنة، يستعملونها أيضا لإشعال النجوم، و يضيئون المكان عندما تحضر النساء المسنات الحناء لخضب أيدي النساء و الفتيات دون استثناء. و تحدث المواطن عمار فيلالي عن تطوّر الألعاب بين الأمس و اليوم، قائلا بأن الألعاب المستعملة في هذه المناسبة على بساطتها كانت تخلق البهجة و السرور، أما اليوم فهي تحدث الفزع و الإزعاج دون فائدة في رأيه لأن أبناء اليوم، لا يتوّقفون عن التذمر حتى و هم يبذرون آلاف الدنانير في ألعاب تعرّضهم و غيرهم للمخاطر و علّق:»في الأمس كنا نضحك من أعماقنا و لم يكن ذلك يكلّف العائلة المال الكثير، عكس اليوم الذي بات فيه البعض يصرف الملايين، و قد ينتهي به الأمر بقسم الاستعجالات أو الشرطة». و اعتبر مواطن آخر التسميات التي باتت تطلق على بعض أنواع المفرقعات و الألعاب النارية، مرآة عاكسة لحالة العنف التي باتت تميّز يوميات و سلوكات شبابنا و أطفالنا، مستدلا باسم «طرطاق» الذي كان يطلق على لعبة قديمة ، تصدر صوتا بسيطا لم يعد لها وجود بأسواقنا المحلية التي غزتها أنواع جديدة باتت تحمل أسماء لأسلحة أو شخصيات يكثر تداولها في الأحداث الإرهابية.
م/ب
انتقدوا الألعاب المتفجرة بمناسبة المولد
- التفاصيل
-
موجهة لأصحاب الحرف والمصانع وقطاع الصحة: طلبة بجامعة قسنطينة يبتكرون آلة ذكية للقطع و التصميم
ابتكر طلبة جامعيون بقسنطينة، آلة ذكية للتحكم الرقمي، تقوم برسم مختلف التصاميم على مواد صلبة مختلفة على غرار...
فقدوا آلاف المتابعين: حملة حظر واسعة ضد مشاهير عالميين بسبب غزة
أحدث وسم «احظروهم» “2024 Blockout” الذي انتشر على منصات التواصل الاجتماعي ضجة كبيرة، بعد أن زلزل...
لتروي حكايات من تاريخنا: دعوة لإدراج التراث المحلي في كتابة القصة المصوّرة
تلعب القصص المصوّرة دورا حيويا في تنمية مهارات الأطفال الاجتماعية و الفكرية والثقافية، فهي تساعدهم على فهم...
تحدث لأول مرة في الجزائر: مصور يوثق لظاهرة الشفق القطبي من سكيكدة
تمكن المصور الهاوي، همام خليلي، ابن ولاية سكيكدة، من توثيق صورة للشفق القطبي الذي ظهر لأول مرة في...
بمشاركة 400 شخص: تظاهرة ربيع جيـجل تكشف عن سحر غابة سيدي صالح
نظمت أول أمس جمعية السفير للسياحة الطبعة الخامسة لتظاهرة ربيع جيجل، بغابة سيدي صالح بأعالي منطقة إراقن...
نجم برنامج المواهب الروسي وليد هني للنصر: أطمــــح أن أكــــون مدربـــا محترفـا لتقنيات الذاكـرة والحساب الذهنـي
صنع الشاب الجزائري وليد هني، الحدث مؤخرا بفضل تألقه في برنامج روسي للمواهب، وخطف طالب الإعلام...
المخرج ياسين تونسي للنصر: انتظروا الكوميديا الغنائية الراقصة «إزميرالدا» على مسرح قسنطينة
كشف المخرج ياسين تونسي، عن تحضيره لكوميديا غنائية راقصة موجهة للمراهقين، بعنوان «إزميرالدا»، ستعرض في الفاتح...
أصبحت منبعا للتنمر والعنصرية: "الميمــــز" مـن السخريــــة إلى تحريــف الحقيقــــة
تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات لأشخاص وقعوا في فخ «الميمز» ليتحولوا إلى حديث لدى...
تحذيرات من سوء استخدام التكنولوجيا: تحذيرات من سوء استخدام التكنولوجيا: التوحّـد الافتراضـي يهـدّد الأطفـال وإعـدادات المراقبــة ضـرورية لحمايتهـم
يشدد أخصائيون، على ضرورة اعتماد آليات مراقبة إلكترونية للتحكم عن بعد في استخدام الوسائط الاجتماعية والتكنولوجيات الحديثة،...
سيتم استعمالها في إقامات جامعية بقسنطينة: طبيب شاب يبتـكر آلة لغسيل الملابس تعمل بنظام دفع أوتوماتيكي
تمكّن طبيب شاب من ابتكار آلة غسيل ملابس ذات دفع آلي، تُمكن الطلبة الجامعيين من غسل ملابسهم، وذلك...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)