عميد الأغنية التبسية قدور الكويفي يتماثل للشفاء ويستعد للعودة إلى الغناء
كشف الفنان قدور كلاع المعروف في الوسط الفني التبسي والوطني، باسم قدور الكويفي " للنصر" ، بأنه بدأ يتماثل للشفاء عقب خضوعه مؤخرا لإجراء جراحي لتوسيع شرايين القلب اضطره للمكوث لفترة بمستشفى عنابة، و قال صاحب رائعة " ياساري عقب الليل " بأن المحنة التي مر بها أبانت عن حجم الحب و الاحترام الذي يحظى بها في الوسط الفني وهو ما زاد من عزيمته على مواصلة الغناء و العطاء خدمة للتراث و حفاظا عليه.
 وأكد الفنان قدور الكوفي بأنه يستعد فعليا للعودة إلى الساحة الفنية الجزائرية، إذ ضبط مؤخرا برنامجا خاصا لمباشرة  تسجيل أغاني جديدة يتوقع أن يضمها ألبوما كاملا، فضلا عن اتفاقه مع عدة من العائلات للعودة إلى نشاط إحياء الأعراس و المناسبات الخاصة التي تكون دائما فرصة للقاء الأحبة و الجمهور، و من المنتظر حسبه، أن تنطلق عملية التسجيل الصوتي للاغاني الجديدة في الأستوديو  يوم 24 أوت الجاري . أما عن طبيعة الأعمال المنتظرة و التي ستوقع عودته للغناء ولجمهوره،  قال الفنان بأنه حظر توليفة متنوعة من  الأغاني في الطابعين الشاوي و النايلي  أبرزها أغنية " جاني الغرب بعيد ، ثلاث سنين من سدري إنلاجي ،أنت قلبك بايت فارح " وغيرها من الأغاني التراثية، التي أعاد إلى غاية الآن توزيع أغنية واحدة منها على أن يواصل العمل إلى غاية استكمال باقي أعمال الألبوم.
وأضاف محدثنا بأنه يتولى كتابة وتلحين الأغاني بنفسه بإعانة من الأستاذ فيصل حمدي والمطرب عزيز عزيزي، حيث يحاول دائما أن يتوغل في عمق التراث الغنائي لمنطقة الأوراس لينهل من هذا الموروث القديم الراقي الذي لا يزال إلى اليوم يحظى بشعبية كبيرة بين الجزائريين و حتى التونسيين و يحقق في كل مرة النجاح بفضل كلماته النظيفة و الجميلة، حيث كانت للفنان مشاركات عديد في كثير من الفعاليات الفنية في البلد الجار أين تجد الأغنية التراثية الجزائرية دائما أذنا ذواقة بفضل التقارب الثقافي بين الشعبين، كما سبق له وأن أدى أغاني تونسية كثيرة وسجل مشاركته في مناسبات ثقافية و فنية مغاربية على غرار  منتدى الشعراء في ليبيا  و مهرجان الأغنية الفلكلورية عام 1984،  فضلا عن مشاركته الدائمة في الأسابيع الثقافية بعدد من دول المغرب العربي.
 وقال محدثنا بأنه و بعد الوعكة الصحية التي اجتازها بنجاح مؤخرا، يحس بأنه يملك ثقة كبيرة في قدراته الصوتية و متأكد من استعداده الجسدي و النفسي للعودة إلى الساحة الفنية لتقديم الجديد و الأحسن خصوصا وأن  الحفاظ على التراث و ترقية الفلكلور الغنائي هي مسؤولية الفنانين من أبناء جيله، معلقا بأن الواقع الثقافي عموما لا يخدم الفنان و لا الأغنية نظرا لشح الفعاليات الثقافية ونقص التشجيع الرسمي، الذي من شأنه أن يساهم حسبه، في تطوير الموسيقى الجزائرية و الحفاظ على الأغنية التراثية وتقديمها بشكل مستمر للجمهور، فالقائمون على التظاهرات الفنية في الجزائر لا يوجهون الدعوات للفنان المحلي كما عبر، متسائلا عن سبب تهميش الفنانين التبسيين و إقصائهم من الحفلات و المهرجانات الوطنية و مضيفا بأن بعض وسائل الإعلام أيضا تتحمل جزء من المسؤولية لأنها لا تهتم بالفنان المحلي و لا تمنحه فرصته للبروز.
 للتذكير فإن قدور الكويفي قد أطلق ألبومه الحادي عشر قبل سنتين، وقد تضمن 6 أغاني من تأليفه وألحانه ، إذ اختار له عنوان إحدى أغنياته "لا من يجيب دوايا " ، حيث كان قد سجله في العاصمة، و بالعودة للحديث عنه، قال الفنان بأنه يعتبره لبنة جديدة تضاف إلى مسيرته الفنية الممتدة لأزيد من 4 عقود، متمنيا أن يستقر حال الفن و الفنانين في الجزائر و أن يرقى المنتج الثقافي المقدم لمستوى تقديم رسائل هادفة، كما طالب وزارة الثقافة بالالتفات أكثر للفنان المحلي و نشاد وسائل الإعلام بتخصيص مساحة اكبر للفن الراقي الأصيل حتى لا ينسى هذا الموروث و يضيع في زحمة الأغاني الشبابية الجديدة.
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى