قرية السكري تحط رحالها بقالمة
وصلت قرية السكري المتنقلة إلى ولاية قالمة قبل 3 أيام و بدأت نشاطها الرسمي أول أمس الخميس بالملعب الجواري لحي قهدور الطاهر الواقع بالضاحية الجنوبية للمدينة ، وسط إقبال كبير للمواطنين الذين زاروا القرية الطبية في بداية الافتتاح الذي أشرفت عليه سلطات ولاية قالمة التي لعبت دورا كبيرا في جلب القرية لمساعدة السكان على الكشف المبكر عن السكري و تلقي العلاج و النصائح اللازمة بالنسبة للأشخاص المصابين.  
و تعد قالمة الرحلة الواحد و العشرين لقرية السكري التي بدأت نشاطها من ولاية البليدة سنة 2011 في مسيرة مستمرة لمواجهة الداء الذي يواصل انتشاره بقوة وسط الجزائريين متسببا في مشاكل صحية و اجتماعية و اقتصادية كبيرة.  
و قد افتتح والي قالمة القرية صباح الخميس بحضور ممثلين عن وزارة الصحة ، و أعط إشارة فتح الأبواب للمواطنين الذين تدفقوا بقوة على مختلف أقسام القرية المجهزة بأحدث تقنيات الكشف و متابعة الحالات المصابة و تحديد حجم الأضرار التي يكون قد خلفها المرض على الأجهزة الحساسة للجسم.  
و تم تقسيم القرية إلى قسمين الأول يستقبل الأشخاص الذين يريدون الكشف عن حالتهم الصحية لأول مرة، و القسم الثاني مخصص للأشخاص المصابين الذين يتابعون العلاج ، و يخضع هؤلاء المرضى إلى فحوصات مجانية دقيقة للقلب و جهاز الرؤية و الجهاز البولي و الأطراف لمعرفة ما إذا كان المريض يعاني من مضاعفات تتطلب العلاج.  
و عند اكتشاف حالات جديدة يتم توجيهها إلى أقسام المتابعة و تقيد على سجلات المصابين لتبدأ مسيرة العلاج الطويل.  
و تعد أجنحة الغذاء و الرياضة من أهم أقسام قرية السكري ، و عرفت هذه الأجنحة إقبالا كبيرا للمواطنين الذين تلقوا شروحا حول دور الغذاء و الرياضة في مكافحة السكري و التقليل من أثاراه الجانبية ، و قال المشرفون على هذه الاجنحة بأن علاج السكري لا يقتصر فقط على الادوية بل يتعداها إلى الغذاء المتوازن و الرياضة و هو نظام فعال يساعد المرضى و يخفف من الآثار الجانبية المترتبة عن تطور المرض بمرور الزمن.  
و قال مدير الصحة بقالمة مسعود بوحنة للنصر بأن عدد المصابين بالسكري بولاية قالمة يتجاوز 68 ألف شخص مضيفا بأن العدد قد يكون أكثر لأن بعض المواطنين لا يعلمون انهم مصابون و لا يكتشفون ذالك إلا عن طريق الصدفة أو بعد أن يتطور المرض و يعلن عن نفسه.    
و تعاني ولاية قالمة من نقص كبير في الهياكل الصحية و المعدات و الكوادر البشرية المتخصصة في علاج السكري ، و حسب مدير الصحة فإن قالمة تتوفر حاليا على بيت واحد للسكري و هي في حاجة إلى هياكل أخرى بكبرى الأحواض السكانية بينها وادي الزناتي بالجنوب و بوشقوف بالإقليم الشرقي.  
و سيخضع الأطباء و الممرضون بقالمة إلى عمليات تكوين مكثفة على يد الكوادر الطبية المرافقة لقرية السكري لتطوير معارفهم و مهاراتهم و تدريبهم على مواجهة الوضع و تحسين الخدمات المقدمة لسكان الولاية و خاصة المصابين بهذا الداء الذي يشغل بال الجميع لكنه أصبح تحت السيطرة بفضل تطور العلاج و أساليب الوقاية من الإصابة المبكرة.
و تدوم قرية السكري بقالمة 10 أيام كاملة و تفتح أبوابها كل يوم من 8 صباحا إلى الخامسة و النصف مساء ، و يأمل المشرفون على القرية المتنقلة في استقطاب أكبر عدد من سكان الولاية حتى يستفيدوا من الفحص المجاني المتطور و يكشفوا عن وضعهم الصحي قبل فوات الأوان.   
و قالت حليمة إيمامي ممثلة وزارة الصحة للنصر بأن ما لا يقل عن 140 ألف شخص قد زاروا القرية منذ انطلاقها سنة 2011 ، و استفاد اكثر من 45 ألف شخص من الكشف المبكر ، و 40 ألف شخص مصاب أجريت لهم فحوصات على مستوى القرية المتنقلة التي تعمل تحت شعار «لنغير داء السكري .
 
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى