أطفال يدرسون في غياب الكهرباء و الوسائل البيداغوجية
يستقبل المركز النفسي البيداغوجي الواقع بالوحدة الجوارية 13 بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، عشرات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، في غياب معظم الوسائل البيداغوجية الضرورية، و كذا انعدام الكهرباء و الغاز والإطعام، و نقص المؤطرين، في حين يطالب الأولياء بتسوية هذه الوضعية قبل قدوم فصل الشتاء.
و لا يبدو المركز النفسي البيداغوجي “عبد الحميد جاب الله”، لأي شخص يراه من الخارج، على أنه مؤسسة تربوية، فلا توجد أي تسمية على بوابته أو لافتة تشير إلى أنه مرفق لتدريس الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، غير أن من يشاهدهم و هم يغادرون مع أوليائهم عند منتصف النهار، يدرك بأن هذا المكان يستقبل عشرات الأطفال المصابين بإعاقات ذهنية من أجل التعلم.
و قد لاحظنا بأن المركز يفتقر إلى الكهرباء، التي لم يزود بها منذ نهاية الأشغال به في سنة 2016، على حد تأكيد بعض المصادر، كما وقفنا على غياب الغاز و انعدام التدفئة المركزية، فحتى أجهزة التدفئة و التوصيلات الخاصة بها لم تركب، حسب ما شاهدناه في عين المكان، أما الأقسام، فهي خالية تماما من أي وسائل بيداغوجية باستثناء الطاولات و الكراسي، و حتى أبسط شيء كالسبورات و الأوراق المستعملة في الأشغال اليدوية، غير متوفرة.
و حسب ما استقيناه من معلومات في ذات المكان، فإن المربين لا يمكنهم القيام بالشيء الكثير مع الأطفال، بسبب غياب وسائل العمل الخاصة، المستعملة مع هذه الفئة من الأطفال من ذوي الإعاقات الذهنية، على غرار”متلازمة داون”، أو الصم، حيث أكد لنا مصدر مطلع بأن الأطفال يأتون لقضاء الوقت، من دون الخضوع لأي نشاط تعليمي أو تربوي، كما أنهم لا يتناولون أي وجبات، بسبب انعدام وسائل الإطعام، حسب مصادرنا التي تحدثت عن وجود تشققات على مستوى إحدى الحجرات، ما قد يهدد سلامة العمال و التلاميذ معا.
و حسب ما علمناه فإن هناك نقصا في المؤطرين، حيث لم يتم قبول سوى 40 طفلا في الوقت الحالي، في الوقت الذي يتسع فيه المركز لمئات الأطفال، فيما توجد قائمة انتظار تضم عشرات الأسماء، الذين تم تسجيلهم من دون أن يتمكنوا من الالتحاق بالمرفق، و ذلك لعدم توفر العدد الكافي من المؤطرين، و قد تحدثنا إلى بعض الأولياء عن هذه الظروف، فأكدوا بأنهم لا يملكون خيارا آخر، في ظل غياب البدائل، فيما حاولنا الاتصال بمديرة النشاط الاجتماعي لولاية قسنطينة، من أجل معرفة رأيها حول هذه القضية، غير أنه تعذر علينا ذلك.
عبد الرزاق.م

الرجوع إلى الأعلى