تسربـات مـائيـــة تكبـد  تجـارا خسـائـــر بقسنطينة القـديمة
خلَّفت التقلبات الجوية التي شهدتها قسنطينة مؤخرا، أضرارا متفاوتة بالمدينة القديمة، مست حوالي 30 محلا بشارع "الجزَّارين" الشعبي، جرَّاء تسرُّب مياه الأمطار إليها، فيما يرجع التجار الأمر إلى عدم اكتمال أشغال الترميم بجامع سيدي لخضر، بعد نزع سقفه القديم.
و تبعا لما أدلى به التجار المتضرِّرون، الذين وجدناهم بصدد ترتيب محلاتهم و إعادة وضع السلع التي تلف جزء منها ليلة الأحد الماضي، فإنَّ المشكل بدأ بعد قرار إعادة تهيئة وترميم جامع سيدي لخضر، بالجزارين، بقلب المدينة القديمة، خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية سنة 2015، حيث انطلقت الأشغال به عاما قبل هذا الحدث، لكنَّ مشاكل حالت دون إنهاء الترميم، وزاد نزع سقف الجامع الأمور سوءا، حيث ترْشحُ مياه الأمطار إلى داخل المحلاَّت الواقعة أسفل هذا المعلم المشيد في القرن الـ 18، ما أدَّى إلى خسائر فادحة لدى المعنيين.
وقال أحد التجَّار "المقاول المكلَّف بالإنجاز غطىَّ السقف بعد نزع القديم، وهذا بالألواح القصديرية، لكنَّ الرياح الأخيرة اقتلعتها، وهو ما جعل المياه تنزل بغزارة على المحلاَّت..  لقد بتنا يومها في الشارع لنقل سلعنا إلى جهة آمنة"، فيما أكَّد آخر خسارة زميل له في تجارة الأحذية ما يقارب 12 مليون سنتيم، في ليلة واحدة، و ذلك العام الفارط، مضيفا أن السيناريو ذاته يتوجَّه ليتكرر هذه السنة، في حين أفاد عامل بالمقاولة المكلَّفة بالإنجاز، وجدناه بالمكان، بأن تأخر صرف المستحقات المالية جعل الورشة تبقى مفتوحة على الهواء الطَّلق، علما أن هذا الأمر يُعد أحد الأسباب المالية و الإدارية التي أدت لتوقف الترميمات بعدة معالم بالمدينة القديمة و التي تعهدت السلطات برفعها.
ودعا التجار وعددهم حوالي 30، والي الولاية للوفاء بوعوده التي أطلقها في زيارة للمعلم، مؤخرا، واستكمال الأشغال به، حتى يتمكن الساكنة من أداء الصلوات به، ولحماية الممتلكات الواقعة أسفل المسجد، الذي يعتبر من المعالم الأثرية القيّمة بقسنطينة، حيث بناه سنة 1743، الباي حسن بن الحسين الملقب بأبي حنك، و تمَّ تصنيفه ضمن التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، و قد مر الشيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس وثلَّة من الشيوخ الكبار على منبره، ما يستوجب الحفاظ عليه وترميمه وإيلاء الاهتمام به من طرف السلطات والساكنة على حدٍّ سواء، يضيف التجار.
مندوب مندوبية سيدي راشد، مزيود صلاح الدين، قال في اتصال بالنصر إن قضية التجار المتضررين تعود للمصلحة التقنية ببلدية قسنطينة وكذا لرئيس البلدية، لكن بما أن الأمر يتعلق بتأثيرات التقلبات الجوية، فإنهم مدعوون، كما أكد، للتوجه إلى مصالحه و طرح انشغالاتهم، ليتم إيفاد لجنة تقنية لمعاينة الوضع، ثم إعداد تقرير بخصوصه يُرسَل فيما بعد إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي.
 فاتح/خ

الرجوع إلى الأعلى