أكَّد مدير السياحة بقسنطينة، أمس، بعث ورشة تهيئة درب السواح أسفل وادي الرمال، كمعلم هامّ ستنفرد به المدينة والجزائر مستقبلا، و ذلك بعد إسناد دراسته لمكتب فرنسي، حيث أضاف أن المشروع توقَّف بسبب سقوط صخرة خلال تهيئة المصعد المؤدي إليه، فيما طرح ممثِّلُو قطاع السياحة جملة الصعوبات التي يقولون إنها تعيق تجسيد المزيد
من المشاريع ببلادنا.
و خلال الندوة الصحفية التي عقدها بالتنسيق مع نادي المتعاملين الاقتصاديين، في القطاع، والديوان المحلِّي للسياحة، تحضيرا للطبعة الثالثة للصالون الدولي للسياحة،  ذكر نور الدين بونافع، أنَّ توقف الأشغال على مستوى هذا المعلم كان نتيجة مناقشة الدِّراسة الأولى المنجزة، والتي جاءت منقوصة من عدَّة تفاصيل تقنية، أهمها ضرورة تنقية الصخرة الأمّ، أولاً، وهو ما أدَّى خلال بداية الورشة إلى سقوط جزء كبير منها، وتوقف العمل، و بالتالي العودة إلى نقطة الصفر، حسبه، ليقرِّر الوالي إعادة الدراسة من جديد، وإسناد الأمور التقنية لمكتب دراسات فرنسي متخصِّص، لتحديد كيفية إتمام الأشغال والمخاطر المرافقة لها.
وتترقَّب المديرية الوصية استلام نتائج الدراسة الجديدة قريبا، وفي حال ارتأى الخبراء الأجانب عدم وجود إشكال، وإمكانية استئناف الأشغال، بعد تقديم النتائج للَّجنة التي يرأسها الوالي عبد السمع سعيدون، فإنَّ المشروع سيبعث من جديد، حيث وصفه بونافع بأنه «معلم سياحي متفرِّد في نوعه على مستوى كامل البحر الأبيض المتوسط، وسيكون قادرا، لوحده، على استقطاب آلاف السياح سنويا».
و خلال اللقاء، طرح رئيس نادي المُتعاملين في قطاع السياحة، عزالدين بولفخاذ، جملة معوِّقات تقف في وجه تقدُّم مشاريع السياحة والفندقة، بالجزائر، خصوصا ما تعلق بالتمويل و البنوك المرافِقة، حيث قال إن الأخيرة تشترط في حال قبلت ملف المستثمر، تسديد القرض في حدود سبع سنوات، مشيرا إلى رفع التحدّي رغم كل شيء، عبر عقد المزيد من الاتفاقيات مع قطاعات تتقاطع مع السياحة، على غرار وزارتي التعليم والتكوين المهنيين، فيما ذكر المستثمر ياسين فرصادو، وجوب تشييد قصر للمعارض بقسنطينة، لتنظيم مناسبات مماثلة بحجم التظاهرات الدولية.
من جهته، رئيس المكتب المحلي للسياحة، ولجنة السياحة بالمجلس الشعبي الولائي، رشيد يايسي، ثمَّن المقوِّمات الطبيعية السياحية لقسنطينة، والمرافق المشيَّدة مؤخرا بها، خاصة الفنادق، حيث ذهب إلى حدّ اعتبار القطاع قادرا على تعويض المحروقات وإنعاش الخزينة العمومية بتوفير العملة الأجنبية، داعيا الدواوين من أجل المشاركة بهذا الحراك الفعَّال، في شاكلة الديوان الوطني لتسيير المعالم السياحية وتثمينها. ذات المتحدّث وجَّه دعوة إلى الطلبة الجامعيين المهتمِّين بدخول المجال، عبر التكوين والتخصُّص كدليل سياحي، حيث سيتمُّ تنظيم تكوين في هذا الإطار، قريبا، والاهتمام أكثر بهذا النوع من المهن الحرَّة، حسبه.
و بخصوص الطبعة الثالثة للصالون و التي اختير لها عنوان «قسنطينة قطب سياحي بامتياز»، أوضح مُدير السياحة أنَّ المناسبة ستعرف هذا العام تحضير 65 نقطة عرض، لكل متعاملي القطاع المحليِّين والأجانب، بساحة أحمد باي، سواء وكالات السِّياحة، أو المستثمرين بالمجال، وهذا في الفترة الممتدّة بين 28 و31 مارس الجاري، تحت رعاية وزير السياحة والصناعة التقليدية، ووالي الولاية.
و يذكر أنَّ الصالون الدولي للسياحة «سياحة سيرتا»، سيشهد تنظيم لقاءات تحت مسمَّى «بي.تو.بي»، بمعنى «بيزنس تو بيزنس»، حيث تخص وكالات السفر والسِّياحة، بعد نجاحها العام الفارط، و الاستثمار، و ذلك تحت إشراف الوكالة الوطنية للسياحة، لطرح الانشغالات مع ممثلين للبنوك والوزارة الوصية، مع تنظيم يوم دراسي بالتعاون مع الجامعة.
فاتح خرفوشي  

الرجوع إلى الأعلى