أحصت مصالح الصحة بولاية قسنطينة، 809 إصابات بداء السل العام الماضي، مسجلة ارتفاعا في عدد الحالات مقارنة بسنة 2017 التي عرفت استقبال المراكز الاستشفائية لـ 738 مصابا بهذا الداء القاتل، ويعود السبب حسب الأطباء لعدم مواصلة المرضى علاجهم ما يجعل من وضعهم الصحي يتأزم أكثر.
وأكدت الدكتورة فريدة منصوري للنصر أمس الأول، على هامش يوم دراسي بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة داء السل نظمته المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بشير منتوري تحت إشراف مدير الصحة، بكلية الطب، أن نقص الوعي لدى المرضى أدى إلى تزايد عدد المصابين، خاصة وأن داء السل الصدري الإيجابي يكون معديا فيما يعد السالب أقل خطورة.
و أجمع العديد من الأطباء الحاضرين في اليوم الدراسي، على أن وعي المريض يساهم بشكل كبير في عملية الشفاء و عدم انتشار الداء، حيث أكدت طبيبة في إحدى المؤسسات الصحية بالولاية، أنها وقفت على إصابة 8 أفراد من عائلة واحدة بهذا المرض، ولكنهم تخلوا عن العلاج، فكانت النتيجة وفاتهم الواحد تلو الآخر، بينما أضافت دكتورة أخرى أنها كانت شاهدة على مفارقة أربعيني للحياة، بعدما امتنع عن أخذ العلاج.
و أظهرت دراسة قام بها أطباء من قسنطينة، أن معدل أعمار المصابين بالسل هو 25 سنة، فيما كانت أعمار المرضى تتراوح بين 7 إلى 41 سنة، كما بلغت نسبة الإصابات وسط الإناث 70 بالمئة في سنة 2018، وهو عكس ما هو مسجل في دول العالم أين كان أغلب المصابين ذكور.
وأكدت طبيبة بمؤسسة الصحة الجوارية بحي زواغي سليمان، أنها سجلت في الفترة الممتدة بين سنتي 2013 و2018، حوالي 248 حالة إصابة بالسل الصدري الايجابي، و تمت معالجة ما يقارب 78 بالمئة من المرضى، فيما بلغت نسبة الوفيات 2.2 بالمئة، و2.9 بالمئة فيما يتعلق بالفشل في العلاج، كما تم تحويل بعض الحالات إلى مؤسسات أخرى، وسجلت ذات المصلحة 47 حالة مرض بالسل السلبي، 95 بالمئة منها شفيت مع وفاة 4.2 بالمئة.
و أحصت ولاية قسنطينة ارتفاعا كبيرا في حالات الإصابة بهذا الداء خلال 7 سنوات مضت، حيث كان عدد المرضى سنة 2012 هو 570، ليرتفع في سنة 2013 إلى 694 ثم إلى 738 خلال 2017، قبل أن يصل إلى 809 حالات في عام 2018، وهي أكبر حصيلة تسجل خلال السنوات الأخيرة، حسبما كشف عنه عرض قدمه أطباء بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بشير منتوري خلال اليوم الدراسي.
و قد وضعت الجزائر برنامجا وطنيا لمكافحة داء السل في 1966، ليتطور من سنة إلى أخرى، لكنه يعرف تراجعا خلال السنوات الأخيرة، حسب الدكتور عمر محساس المختص في أمراض الصدر و الحساسية و العضو في البرلمان، حيث أكد أن عمل قطاع الصحة في القضاء على هذا المرض يعرف عدة نقائص وتنتظره عدة تحديات، مضيفا أن المسؤولية تقع على عاتق الأطباء الجزائريين الذين يظنون حسبه، أن البلد تجاوز السل، رغم وجود آلاف المصابين به، إذ سجلت بلادنا خلال سنة 2015 حوالي 21839 حالة جديدة.
ووصل عدد المصابين بهذا الداء حول العالم إلى 10 ملايين و400 ألف شخص، 56 بالمئة منهم ذكور، كما تم تسجيل 64 بالمئة من الحالات الجديدة في كل من الهند واندونيسيا والصين ونيجيريا وجنوب إفريقيا، وحسب الدراسات فإن المرض يتسبب في وفاة مليون و700 ألف شخص سنويا، فيما تمت معالجة 53 مليون مريض في الفترة الممتدة بين عامي 2000 و2016، وانخفضت نسبة الإصابة بحوالي 2 بالمئة.
حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى