حبّات البَرَد تُغرق مركبات و تغلق طرقات بمدينة قسنطينة
تسبب تساقط كميات كبيرة من البرد على  مدينة قسنطينة أول أمس الخميس، في انسداد عدة طرقات وتسرب المياه إلى المنازل وغرق سيارات، كما سجل تحطم زجاج بعض المركبات وانهيار جزئي لأرضية منزل بسيدي مبروك.
وعاش سكان الجهة المذكورة من المدينة حالة دهشة، على إثر التساقط غير المسبوق للبَرَد الذي استمر لحوالي 15 دقيقة بعد الساعة الثانية من فترة الظهيرة. وقد لاحظنا أن حبات البرد كبيرة مقارنة بما اعتاد سكان مدينة قسنطينة مشاهدته في الاضطرابات الجوية، ما أحدث تشققات متفاوتة في الزجاج الأمامي لثلاث مركبات في سيدي مبروك، بحسب ما علمناه من مواطنين، فضلا عن الآثار التي تركتها على أسقفها. وعلمنا من سكان سيدي مبروك السفلي أن المياه قد تسربت إلى داخل العديد من المنازل، بسبب امتلاء قنوات تصريف الأمطار نتيجة اختلاط حبات البرد بأوراق الأشجار، فضلا عن أننا التقينا بمواطنين يقومون بشفط المياه التي ملأت مداخل بناياتهم.
أما بالجهة المحاذية لخط السكة الحديدية من سيدي مبروك السفلي، فقد أخبرنا أحد السكان أن تكوم كمية معتبرة من البرد، أدى إلى انهيار جزء من الأرضية الواقعة أسفل زاوية منزله، ما يهدد بسقوط الجدار الخلفي للمسكن، بحسب ما وقفنا عليه بالمكان، المحاذي أيضا لملعب الكرات الحديدية الذي امتلأت مربعاته بالمياه. وقد حضرت إلى الملعب مجموعة من اللاعبين، وكانوا يخرجون الأوحال والمياه من المربعات، التي يمارسون فيها رياضتهم، في حين أكدوا لنا أنها ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها التساقط الكبير للأمطار في غرق هذا المرفق في المياه.
وغير بعيد عن ملعب الكرات الحديدية، تراكمت حبات البرد إلى أن أغلقت الطريق المؤدي إلى وسط المدينة عبر طريق الدقسي بصورة تامة، ما أوقف حركة المرور، بعد أن غرقت سيارات داخل البرد، واستغرقت عملية إعادة فتحها حوالي الساعتين، بحُضور مصالح الأمن التي سخّرت كاسحة خاصة بها في إزاحة الجزء الأكبر من البرد عن الطريق من مخرج سيدي مبروك ومن جهة طريق الدقسي، قبل أن يواصل أعوان الشرطة ومؤسسة “سياكو” العمل اليدوي باستعمال الرّفوش، فيما أعيد فتح البالوعات وتنظيفها بصعوبة.
وعانى المُواطنون من ازدحام مروري كبير على الطريق المذكور، بعد أن حُوّلت الحركة عبر الخط المؤدي إلى طريق الصّومام، كما توقفت حركة النقل إلى غاية إعادة فتح المحور. وقد أخبرنا أحد عمال مؤسسة “سياكو” أن نفس المشكلة سجلت بحدة أقل على مستوى حي المنصورة، لكن أعيد فتح الطريق بسرعة لعدم تراكم كميات كبيرة من البرد.
وإن كان مندوبا المندوبيّتين البلديتين سيدي راشد وسيدي مبروك، قد أكدا لنا عدم تسجيل أضرار خلال فترة الهطول، فإن حبّات البرد على مستوى وسط المدينة قد أدت إلى تسجيل بعض السيول على رصيف شارع عبان رمضان المعروف باسم “السّوابط”، أسفل الأقواس، بالإضافة إلى حي “طريق جديدة” الذي أكد لنا سكان منه أن عبوره من رصيف لآخر قد صار مستحيلا، فضلا عن أن المياه تجمعت على مستوى جسر سيدي راشد، قبل أن يتدخل أعوان البلدية لتعود الحركة إلى طبيعتها، فيما لم تسجل انهيارات على مستوى المدينة القديمة مساء الخميس، كما أن المياه سرعان ما اختفت بعد أن انتهت إلى البالوعات.
ويمثّل مخرج المنطقة الصناعية “بالما” على مسار “الترامواي” واحدة من النقاط السوداء التي تتجمع فيها المياه، لأنها عبارة عن أرضية منخفضة، لكنها كانت مصبا لحبات البرد هذه المرة، حيث غمرت سيارة، اضطر صاحبها إلى الترجل منها للنجاة بنفسه، قبل أن تتدخل مصالح الحماية المدينة وأعوان مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني، ويُعاد فتح الطريق بصعوبة. وقد لاحظنا لدى وصولنا إلى الموقع حوالي الرابعة والنصف كميات كبيرة من البرد الذي أزيح على ضفتي الطريق، فيما كان “الترامواي” قد عاد إلى العمل، فضلا عن أن البرد جُمع على ضفتي الطريق القادم من جنان الزيتون أيضا أسفل محول حركة المرور.
خلية أزمة على مستوى ولاية قسنطينة
ونشرت صفحة ولاية قسنطينة على منصة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنّ تراكم حبّات البَرَد قد أدى إلى توقف حركة المرور بأربعة محاور رئيسية بكل من بلدية قسنطينة وابن زياد، فيما شكّلت خلية أزمة من مختلف القطاعات، بالإضافة إلى خلية يقظة شكلت بناء على النّشرية الخاصة الصادرة عن الديوان الوطني للأرصاد الجوية، وهي ستضمن المناوبة الليلية والنهارية.
وقد دعا الديوان الوطني للأرصاد الجوية يوم أمس الأول، عبر صفحته الخاصة بمنصة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إلى اليقظة بسبب أمطار رعدية مصحوبة بتساقط لحبات البرد على مجموعة من ولايات الجهة الشرقية، حيث قدرت نسبة تساقطها بثلاثين مليمترا.      سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى