مســرح الهـواء الطلق يتحوّل إلى مرفق مهجــور
تحوّل مسرح الهواء الطلق "محمد وشن" الواقع بحي زواغي بقسنطينة، إلى هيكل مهجور تعرضت العديد من أجزائه للتدهور، بعد توقف احتضانه للفعاليات الفنية، فيما لم يتقاض عماله أجورهم منذ أزيد من سنة، لكن رئيس البلدية أكد أنه سيتم تسوية وضعياتهم قريبا، و أوضح بأن مصالحه قررت تأجير المرفق للخواص، شرط أن يكونوا
 حائزين على اعتماد من طرف وزارة الثقافة.
مظاهر التدهور مست معظم زوايا هذا المسرح المدشن سنة 2007، حيث تعرف أرضيته الخارجية انزلاقا، كما تشققت جدرانه و أسقفه التي صارت المياه تتسرب منها، مهدِّدة بإتلاف عدد من الأجهزة التي كانت موضوعة داخل الحجرات و قد غطاها الغبار، أما المدرجات فلم تكن أحسن حالا، فقد تآكلت هي الأخرى خاصة أنها معرضة للعوامل الطبيعية بشكل مباشر و تتطلب صيانة دورية، إلى جانب ذلك، لم تنجز إحاطة خارجية بالمرفق ما جعله عرضة للتخريب و السرقات عدة مرات، كما أنه تحول إلى ملجأ للكلاب الضالة في غياب الإنارة.
هذه الوضعية، يرجعها الديوان البلدي لترقية النشاطات الثقافية و الفنية التابع لبلدية قسنطينة، و المشرف على تسيير المسرح، إلى توقف عمليات الصيانة بهذا المرفق الذي احتضن آخر نشاط منذ أزيد من سنتين، ليتحول إلى مكان مهجور يقول مدير الديوان حسان بليكز، إنه اقترح على البلدية تجنيد مؤسسات تابعة لها من أجل تهيئة مساحاته الخضراء و الإنارة و إنجاز إحاطة خارجية، خاصة في ظل غياب ميزانية للتسيير.
إلى جانب ذلك لم يتقاض 8 موظفين بمسرح الهواء الطلق، بين حراس و إداريين، أجورهم منذ 14 شهرا، ما جعلهم يستعجلون تسوية وضعيتهم العالقة، خاصة أنهم أرباب أسر، في وقت تنتظر العائلات القسنطينية إعادة إحياء هذه المنشأة المنجزة في موقع استراتيجي، و المتربعة على مساحة تفوق 3 هكتارات يمكن استغلال أجزائها الشاغرة لإنجاز فضاءات ثقافية و فنية أخرى، سيما مع اقتراب فصل الصيف بولاية تشهد نقصا كبيرا في أماكن الترفيه.
و قد عرف المسرح أوج نشاطه بين سنتي 2010 و 2013، حيث احتضن سهرات فنية أحياها عدة نجوم عرب خلال مهرجان “ليالي سيرتا”، فيما كان الوالي السابق كمال عباس قد سمح في ديسمبر 2016 بتأجيره عن طريق المزايدة للخواص، شرط إلزام المستثمر بالصيانة و إنجاز مساحات لعب، لكن عباس غادر الولاية بعد ذلك بأشهر قليلة قبل أن يُتمّ العملية.
رئيس بلدية قسنطينة نجيب عراب، أكد في اتصال بالنصر بخصوص أجور العمال، بأنه التقى بهم عدة مرات و تعهد بتسوية وضعياتهم، موضحا أن هؤلاء الموظفين تابعون إلى المؤسسة العمومية الثقافية “ديوان الهواء الطلق”، التي هي في وضعية إفلاس حاليا و غير قادرة على تحصيل مداخيل مالية، ليتقرر، مثلما يؤكد «المير»، حلّها ضمن مداولة ستعرض في الدورة المقبلة للمجلس الشعبي البلدي، مضيفا أنه تحدث إلى الوالي عبد السميع سعيدون بشأن مصير العمال، و تم اقتراح توزيعهم على المؤسسات العمومية التابعة لبلدية قسنطينة.
و عن مصير المرفق، ذكر رئيس البلدية أنه سيعلن عن تأجيره للخواص خلال هذا الشهر أو الشهر المقبل، في إطار تثمين الممتلكات، و ذلك لفائدة مستثمرين “من أهل الاختصاص” يحوزون على اعتماد من وزارة الثقافة، بما يضمن استمرار استغلال المكان في مجالات الثقافة و المسرح، ليضيف عراب بأن مصالحه لم تقرر بعد إن كانت عملية الصيانة و التهيئة ستسند للمستغلين الجدد، لكن أوضح بأنها أرسلت محضرا قضائيا لإعداد محضر كامل عن وضعية المرفق، قبل تعيين مكتب دراسات يعد دراسة حول المسرح، و يُتخَّذ بناء على عمله قرارا في هذا الشأن.
ياسمين.ب

الرجوع إلى الأعلى