محلات جوارية تتحول إلى ورشات ومستودعات للكلأ بالحامة بقسنطينة
تعرف المئات من المحلات الجوارية التابعة لبلدية حامة بوزيان بولاية قسنطينة، وضعية مهملة منذ سنوات، بعد أن طوقت كثيرا منها التجارةُ الفوضوية، في حين حوّل بعض المستفيدين منها، المحلات إلى ورشات تصليح أو مستودعات لكلأ الحيوانات، في وقت يطالب فيه المكتب البلدي لاتحاد التجار والحرفيين الجهات الوصية بتنصيب لجنة لمراجعة وضعية هذه المرافق و إيجاد حل لها.
انطلقت جولتنا في مدينة حامّة بوزيّان من الشارع الرئيسي المسمى بجبهة التحرير الوطني، حيث توجد محلات تابعة للبلدية يستغلها تجار منذ العديد من السنوات، في حين وجدنا أن صاحب متجر لبيع الملابس يعرض سلعه في جزء كبير منها، غير بعيد عن محل لبيع الأسماك، توجد بالقرب منه نقطة لرمي القمامة، كما يعرض بائع خُضرٍ فوضوي سلعه على قارعة الطريق بالقرب من نفس المكان.
 تنقلنا بعد ذلك إلى سوق جوارية واقعة بالمكان المسمى “الغيران” غير بعيد عن الشارع الرئيسي، حيث توجد محلات أغلبها مهملة خلف البنايات، في حين لم نجد فيها إلا ورشة كبيرة لتصليح الدراجات النارية والهوائية، ومحلّ إسكافي، بالإضافة إلى حلاق و بائع للبن وحليب الأبقار، قامت خلفهما بناية سكنية كبيرة ومحل آخر كتب صاحبه على جداره “الطب بالحجامة”.  
وأوضح لنا بعض المواطنين من المقيمين غير بعيد عن السوق، أن المحلات الموجودة في المرفق مهملة منذ عدة سنوات، مشيرين إلى أن التجارة الفوضوية التي انتصبت طاولاتها عند مدخل الحي فضلا عن العدد الكبير من المحلات التي صارت تستقطب السكان، قد أضرت كثيرا بالنشاط داخل المرفق وجعلت التجار يهجرونه تباعا، فيما أكدوا لنا أن مصلح الدراجات النارية والهوائية يعمل بنفس المكان قبل إنشاء السوق وأنه ينشط في ملكية خاصة غير تابعة للمرفق بحسبهم، رغم وقوعه خلف بوابة السوق التي تبدو أنها تُترك مفتوحة في جميع الأوقات. وقد أكد منسق اتحاد التجار بحامة بوزيان، بوجعجع بوجمعة، أن الكلاب الضالة تتجول بالمرفق في الساعات المسائية فضلا عن تسجيل بعض “الانحرافات” فيه.
وتنقلنا إلى غاية التجمع السكاني المسمى “قايدي عبد الله”، حيث وقفنا على مجموعة من المحلات الجوارية التابعة لبلدية حامة بوزيان المغلقة، باستثناء اثنين أحدهما مستغل في بيع المواد الغذائية، في حين لاحظنا بقايا من كلأ المواشي أمام أحد المحلات المغلقة، وقد أخبرنا منسق اتحاد التجار على مستوى بلدية حامة بوزيان أن بعضها قد تحول إلى أماكن لتخزين كلأ المواشي وبيعه.
وسألنا بعض سكان “قايدي” عن المحلات، فأكدوا لنا أنها مغلقة منذ فترة طويلة، بينما نبهوا إلى عدم وجود أية سوق أخرى في المكان، الذي يتواجد الباعة الفوضويون وأصحاب الشاحنات عند مدخله على الطريق الوطني رقم 79.
وذكر منسق اتحاد التجار على مستوى بلدية الحامة، أن المئات من المحلات التابعة للبلدية تعرف وضعية من الإهمال، مشيرا إلى أن سوق الغيران يضم حوالي 30 محلا شاغرا ومهملا، كما أكد أنه راسل والي قسنطينة ورئيس الدائرة ورئيس البلدية من أجل المطالبة بتعيين لجنة لتقييم وضعية هذه الأسواق وإيجاد حلول لها، في حين تحدث عن سوق 11 ديسمبر الذي يضم أكثر من خمسين محلا تعرف وضعية سيئة في الوقت الحالي، بعد أن هجرها التجار، لأن المرفق لا يضم، بحسبه، الإنارة العمومية ولا المراحيض، كما أن قنوات صرف المياه مكسورة، مثلما قال.
ورشات لتصليح السيارات في محلات جوارية
وأضاف محدثنا أن وضعية السوق التابع للبلدية بمجمع “الشراكات”، لا تختلف عما هو عليه حال الأسواق الأخرى، مشيرا إلى أن المرفق يضم ملحقة بلدية، وقد قام بعض التجار بالبناء فوق المحلات التي تحول بعضها إلى ورشات لتصليح السيارات، في حين أوضح نفس المصدر أن سوق بكيرة يضم حوالي 50 مربعا لا ينشط فيها إلا اثنان، كما ظلت محلات الرئيس مهملة على مستوى نفس المنطقة  بحسب ما أكده محدثنا. ونبه نفس المصدر إلى أن بكيرة تضم مشروع سوق جوارية بالقرب من السكة الحديدية، لكنها مهملة في الوقت الحالي بحسب منسق اتحاد التجار.
وأفاد المنسق البلدي أنه وجه عدة مراسلات من قبل للحديث عن وضعية الأسواق الجوارية على مستوى بلدية حامة بوزيان، لكنها لم تلق استجابة إلى حد الساعة، مشيرا إلى أن التجارة الفوضوية قد استفحلت على مستوى الحامة، ولم تعد تخلو المحاور الرئيسية من الباعة، على غرار ما يسجل على الطريق بالقرب من حي جبلي أحمد المعروف باسم “كانطولي”، في وقت حدثنا فيه سكان العمارات الواقعة أعلى بلدية الحامة بالقرب من المحجرة القديمة، عن عدم بناء سوق جواري في الحي، رغم وجود مجموعة كبيرة من السكنات على مستواه، فضلا عن أن المواطنين التحقوا بها منذ فترة طويلة. وقد حاولنا الحصول على مزيد من التوضيحات من رئيس بلدية حامة بوزيان حول وضعية الأسواق الجوارية، لكن تعذر الاتصال حال دون ذلك، كما تنقلنا إلى مكتبه خلال الأسبوع و لم نجده.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى