أصبح سكان المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، يجدون صعوبة بالغة في الوصول إلى منازلهم، بسبب الازدحام المروري الحاصل في مداخلها الثلاثة، إذ تمتد طوابير السيارات لعدة كيلومترات، و يتم استغراق مدة طويلة تفوق في بعض الأحيان ما قد يتطلبه التنقل إلى ولاية مجاورة، وهو ما دفع بالسائقين إلى اللجوء لمسالك غير معبدة، في وقت تؤكد مصالح البلدية أن هناك مشروعا لإنجاز مدخل جديد عبر الطريق السيار.
وتحول وصول المواطنين إلى سكناتهم بعلي منجلي، في أوقات الخروج من العمل، إلى مهمة صعبة، ففي المدخل الرئيسي عبر  مفترق الطرق الأربعة، يمتد الازدحام إلى غاية المحور الدوراني الواقع بحي «الفيرمة»، كما تسبب الطريق المهترئ بذات المسلك في تعطل حركة السير بعد أن زاد عمق الحفر جراء تساقط الأمطار خلال الأيام القليلة الماضية.
و يعد مدخل المدينة الجديدة عبر طريق الوزن الثقيل، مشكلة أخرى بالنسبة للقاطنين في الوحدات الجوارية 17 و 18 و 19 و 20 و 20 توسعة، حيث يمتد الازدحام لكيلومترات وتحديدا من منتصف طريق المطار إلى غاية قاعة الحفلات، فيما يعاني القاطنون بوسط المدينة والذين يسلكون المحور المحاذي لجامعة صالح بوبنيدر، حيث يضطرون للانتظار لمدة تفوق 45 دقيقة من أجل تخطي مسافة ليست بالطويلة، ليصل الازدحام المروري إلى الطريق السيّار و حتى إلى الوحدة الجوارية 5.
و يصطدم سكان علي منجلي التي تمت ترقيتها إلى مقاطعة إدارية، بازدحام مروري آخر داخل الوحدات الجوارية، حيث يبدأ من الطريق الرئيسي بمدخل المدينة ليمتد من حي الاستقلال إلى المحور الدوراني المؤدي إلى جامعة عبد الحميد مهري، أما القادمون عبر جامعة صالح بوبنيدر فتتواصل معاناتهم بسبب الازدحام الحاصل في الوحدة الجوارية 5 وصولا إلى الوحدات 16 و 6 و 8، وهو نفس الوضع بالنسبة للراغبين في التوجه إلى حي 400 مسكن باتجاه المركز التجاري «سان فيزا»، أما سكان الأحياء الجديدة ممن يتجهون نحو مدخل المدينة عبر الوحدة الجوارية 20، فإنهم يصطدمون بأزمة مرور في مفترق الطرقات بين الوحدتين 17 و 10 ثم بالطريق المؤدي إلى جامعة عبد الحميد مهري وكذا المركز التجاري «رتاج مول» وتحديدا بمحاذاة عمارات عدل 1 «جيكو».
أزمة تدفع سائقي الأجرة للتوقف عن العمل بعد الرابعة
و أمام هذا الوضع، أصبح العديد من أصحاب السيارات و خاصة سائقو الأجرة، يستعملون منافذ أخرى غير صالحة للسير، منها الطريق المحاذي للترامواي باتجاه جامعة صالح بوبنيدر، فيما يضطر آخرون لسلك محور مهترئ محاذي للطريق الرئيسي يقع بمدخل المدينة ويؤدي مباشرة إلى حي الاستقلال.
وقال مواطنون للنصر، إنهم أصبحوا يبقون في الأحياء القريبة من أماكن عملهم على غرار العاملين في وسط المدينة و حي سيدي مبروك وغيرهما، و ذلك إلى غاية ساعات متأخرة من أجل تفادي الازدحام المروري قبل الوصول إلى منازلهم بعلي منجلي، فيما طالب آخرون بإنجاز مدخل جديد للمدينة، كما تحدث بعض سائقي سيارات الأجرة التي تربط بوسط مدينة قسنطينة، أن عددا معتبرا منهم أجبروا على التوقف عن النشاط بعد الساعة الرابعة مساء بسبب شلل حركة السير، حيث ذكروا أنهم يستغرقون مدة ساعتين على الأقل ذهابا وإيابا.
ورغم أن سيناريو تعطل حركة المرور ليس بجديد في المدينة الجديدة علي منجلي، إلا أن الوضع تفاقم أكثر في الأسابيع القليلة الماضية، وامتد الأمر حتى إلى أيام العطل الأسبوعية، فإضافة إلى عدد السكان الذي يرتفع من شهر إلى آخر بسبب عمليات الإسكان، تعتبر علي منجلي قبلة لبعض مواطني الولايات المجاورة الذين يتوجهون نحو مختلف المراكز التجارية يومي الجمعة والسبت، ما يجعل مداخلها مكتظة طيلة أيام الأسبوع.
واستبشر قاطنو المقاطعة الإدارية الجديدة، بإنجاز الترامواي من أجل إنهاء كابوس الازدحام المروري، إلا أن هذا المشروع لم يساهم حسب السكان في تخفيف أزمة المرور، فأشغال شطره الثاني عرقلت حركة المركبات، بسبب أشغال الحفر التي جعلت الطرقات غير صالحة للسير، و كذا تضييق عدة مسالك و خاصة بمدخل المدينة، مع غلق عدد من المحاور الدورانية وبعض الطرقات الثانوية.
و يضطر مستعملو الشطر الأول من الترامواي الذي دخل الخدمة الصائفة الماضية، لمواصلة طريقهم باتجاه وسط علي منجلي سيرا على الأقدام، بسبب انعدام وسائل النقل بالمحطة النهائية قادري ابراهيم، و كذا الازدحام المروري الحاصل في مدخل المدينة، مع ما ينجم عن ذلك من أخطار تهدد سلامتهم بسبب آلات الحفر والشاحنات و الجرافات، التي تتحرك بكثافة و أحيانا تسير بسرعة داخل الورشات في غياب أعوان يوجهون سائقيها، إضافة إلى غياب أرصفة و تحول الموجودة منها إلى مسالك مختصرة للسيارات، مع الخطر الذي تشكله الحفر المنتشرة بوسط وحواف الطريق.
مواطنون يتدخلون لتنظيم حركة المرور
و يتدخل المواطنون من أجل فك أزمة المرور بمدخل المدينة في الفترات المسائية، حيث تصل في بعض الأحيان إلى غلق كلي للطريق نتيجة رغبة كل سائق في المرور قبل الآخر، وخاصة بمفترق الطرقات بحي الاستقلال، فإضافة إلى ضيق المسلك واهترائه، فإن السائقين يتسببون في تعقيد الوضع من خلال عدم احترام قانون المرور، ما يجعل من تواجد أعوان شرطة في تلك النقطة أمرا ضروريا.
وأصبح القاطن في علي منجلي، يترقب انتهاء أشغال إنجاز الشطر الثاني من خط الترامواي، حيث أن موعد تسليمه حدد خلال ديسمبر المقبل، ولكن سير الورشة يظهر أن الآجال قد تعرف تمديدا، يأتي هذا في وقت يقوم فيه والي قسنطينة عبد السميع سعيدون، بزيارات ميدانية رفقة الأمين العام لوزارة النقل و الأشغال العمومية، للوقوف على مدى تقدم العمل، حيث شدد في آخر زيارة على «ضرورة احترام آجال و نوعية الإنجاز لتسليم المشروع في الآجال المحددة»، حسبما نقلت عنه صفحة الولاية على موقع «فايسبوك».
دراسة لإنجاز مدخل جديد
و خلال آخر دورة للمجلس الشعبي الولائي، أكد سعيدون أن مشروع إنجاز طريق جديد يمتد من جسر الترامواي عبر الطريق السيار، وصولا إلى الوحدة الجوارية 5 بمحاذاة جامعة صالح بوبنيدر، من شأنه أن يقضي نهائيا على مشكلة الازدحام المروري بالمقاطعة الإدارية.
و ذكر مدير مؤسسة تسيير علي منجلي وعين نحاس، فريد حيول، أن مدير الأشغال العمومية ومكتب الدراسات العمومية «أورباكو»، أنهيا دراسة ملف لإنجاز مسلك اجتنابي للطريق الحالي الواقع بين السكنات الوظيفية للأساتذة الجامعيين وجامعة صالح بوبنيدر، وأضاف المسؤول أن هناك مشروعا آخر لشق مسلك جديد بمحاذاة خزانات المياه بالوحدة الجوارية 5 و توسعتها، ما من شأنه أن يخفف من أزمة المرور، خاصة أنه يربط بين الوحدتين 5 و16 ويكون محور عبور للقاطنين في الوحدات الجوارية 6 و 7 و 8.
قائد فرقة الأمن العمومي بالمدينة الجديدة علي منجلي، محافظ الشرطة نبيل بوعزة، أكد للنصر أنه لا يمكن وضع شرطة لتنظيم المرور في ظل تواصل أشغال إنجاز الترامواي وما نتج عنها من ورشات، مؤكدا أن رجال الأمن مستعدون للتدخل في حالة اتصال المواطنين على الرقم الأخضر، بعد تسجيل انغلاق تام للطريق.
وأوضح محافظ الشرطة أن عناصر الأمن تعمل حاليا على تنظيم حركة المرور بمفترق الطرقات ما بين الوحدتين 10 و17، حيث تحولت هذه النقطة إلى محطة دخول عدد معتبر من المواطنين، إضافة إلى تكفل مقر الأمن الحضري التاسع بتنظيم السير على مستوى الطريق المحاذي لجامعة صالح بوبنيدر، داعيا السائقين إلى تطبيق قانون المرور عند مفترق الطرق، كما ذكر بوعزة أن مشكلة الازدحام ستحل مباشرة بعد انتهاء أشغال الشطر الثاني من خط الترامواي، بما أن المخطط سيضمن تواجد إشارات ضوئية و لوحات توجيهية مع تواجد رجال الشرطة.
حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى