هدّدت غرفة الصناعات التقليدية والحرف لولاية قسنطينة، خمسة عشر حرفيا بسحب استفادتهم من محلات على مستوى مركز مخصص لهم بحي الدقسي، بعد عزوف الكثيرين منهم عن الالتحاق بها وامتناع آخرين عن تسديد تكاليف الكراء وسط نقص الحركية التي يشهدها الموقع.
وأفاد مدير الغرفة بن عراب نصر الدين في تصريح للنصر، أن إدارته قد وجهت إعذارات للمرة الثالثة للحرفيين المذكورين طيلة الأسبوعين الماضيين، حيث أكّد أنها ستباشر إجراءات نزع الاستفادة في غضون أيام قليلة في حال عدم تسوية وضعياتهم المتعلقة بعدم الالتحاق بالنشاط على مستوى المركز التجاري، الذي كان مملوكا لمصالح الولاية سابقا وحُوّل إلى مكان مخصص للحرفيين تحت اسم «سويقة الصناعات التقليدية».
وأضاف نفس المصدر أن العملية متواصلة وستمس حرفيين آخرين بسبب نفس المشكلة، في حين أكد لنا أن الغرفة اتخذت قرارا نهائيا بسحب الاستفادة من خمسة حرفيين بسبب «عدم جديتهم»، وأوضح أن مصالحه عوضت أربعة منهم بزملاء لهم بعدما رفضوا الالتحاق، ومن بينهم من تنازل بمحض إرادته.
وذكر محدثنا أنه يفترض أن تستلم غرفة الصناعات التقليدية ستة وسبعين محلا من مصالح الولاية، حيث حصلت منها على أربعة وخمسين كحصة أولى، تبعتها حصة ثانية بخمسة محلات، في حين ما زالت البقية محل نزاعٍ، قال إنه خاص بمصالح الولاية، التي ستحولها إلى الغرفة بعد حل جميع الإشكالات. ونبه بن عراب أن قيمة الكراء الشهرية المفروضة على الحرفيين مقدرة بثلاثة آلاف دينار، مشيرا إلى أنها مبلغ رمزي تهدف من خلاله السلطات إلى تشجيع الحرفيين على الالتحاق بالمكان لخلق مركز جديد للنّشاط.
وقال مدير الغرفة إن «سويقة الصناعات التقليدية» افتتحت شهر ماي من العام الماضي، حيث كلفت عملية تهيئتها حوالي ثمانمئة مليون سنتيم، من بينها مئتا مليون خصصت لإنجاز المراحيض والمرشات، فيما استُغّلت المبالغ الأخرى في عملية تهيئة المحلات، على غرار تجديد ستائرها الحديدية والأرضيات، كما رُبط المكان بالكهرباء والمياه، ويرتقب أن يزود بالغاز خلال الأشهر القادمة. وأضاف محدثنا أن الغرفة تجري حاليا عملية تجديد كتامة الأسطح التي كلفت حوالي أربعمئة مليون سنتيم.
وتضم «سويقة الصّناعات التقليدية» مجموعة من النشاطات الحرفية للمختصين في صناعة التحف والنحاس والحلي التقليدية، بالإضافة إلى صناع الملابس والحلويات والأفرشة، حيث يؤكد لنا مستفيدون أن مشكلتهم الأساسية تتمثل في عدم التحاق زملائهم ما جعل الحركية التجارية راكدة، خصوصا وأن المحلات موجودة في مكان منعزل من حي عبد السلام الدقسي تقل فيها حركة المارة والنشاطات الموجّهة للتسوق. وقد عانى المستفيدون من محلات الولاية سابقا من نفس المشكلة، التي دفعت بالكثيرين منهم إلى ترك المركز التّجاري، بينما اقتصر نشاط من بقوا منهم على كراء فساتين الأعراس وبيع الملابس بين العشرات من المحلات المُغلقة.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى