تشهد  أحياء بولاية قسنطينة،  تجمعات ليلية   لشباب  يخرقون الحجر الصحي  في سهرات تتواصل إلى غاية الساعات الأولى من الفجر ما أثار مخاوف كبيرة في أوساط مواطنين من احتمالات ظهور بؤر جديدة لوباء كورونا.
وتعرف أحياء معروفة بوسط المدينة،   كل ليلة توافد منحرفين على زوايا مظلمة،  في مشاهد تبدأ   في حدود الساعة العاشرة ليلا وتمتد إلى ساعات الفجر الأولى، حيث يقوم هؤلاء الشباب بسلوكيات منحرفة جعلت من سكان أحياء  عديدة مثل بن مليك و  بلوزداد  والكدية و   غيرها ، يعيشون على الأعصاب.
وأكد قاطنون بالأحياء المعنية، أن شباب غرباء يتوافدون على بعض الزوايا التي يتخذونها كأمكنة لتعاطي المخدرات، حيث تنتشر مجموعات تتكون من 5 أفراد فما فوق بالشوارع، و  تتحول جلسات السمر إلى شجار بين الأصدقاء وتنتهي عادة باستعمال أسلحة بيضاء مثلما شهده مؤخرا حي 20 أوت.
كما أوضح سكان، أنهم يضطرون لغلق نوافذ سكناتهم ويحرمون من استنشاق الهواء  الذي يغيب عنهم طيلة النهار جراء الحر الشديد، وذلك لتفادي سماع الكلمات النابية  التي يتلفظ بها هؤلاء الشباب، خاصة وأن الأماكن التي يقصدونها تقع  أسفل العمارات.
معاناة سكان وسط المدينة، تحولت من الضرر المعنوي إلى المادي، حيث أكد لنا بعضهم أن مركباتهم المركونة أسفل البنايات تتعرض للتخريب في كل مرة من طرف مجهولين أثناء فترة الحجر، وبحكم احترامهم للتدابير المعمول بها، وعدم إمكانية مراقبة السيارات بعد الساعة الثامنة، فإنهم يتفاجؤون بوجود خدوش على مستوى الهيكل وكسر أجزاء أو قطع في صبيحة اليوم الموالي.
وأكد سكان بالأحياء المعنية أن هذه السلوكيات تتواصل منذ أشهر، حيث أصبح هؤلاء المنحرفون يتمادون في إزعاجهم، وأصبحوا يسيطرون على أعرق وأجمل الأحياء في قسنطينة، والتي تتحول حسبهم إلى أزقة تسودها أجواء تبعث على القلق.  
شباب يستعملون شيشة واحدة أثناء الحجر في حي بوالصوف
ولم تختلف تلك المظاهر بحي بوالصوف، حيث يشتكي سكانه من خرق واضح للحجر الصحي من طرف شباب يتجمعون أسفل أعمدة الإنارة في شكل مجموعات تتكون عادة من 6 إلى 7 أشخاص من أجل ممارسة بعض الألعاب على غرار «الدومينو» و ألعاب الورق وخاصة «الدوداش».
وأضاف السكان أن هؤلاء الشباب لا يلتزمون بإجراءات الوقاية، حيث يحتسون القهوة من كوب واحد تناوبا، كما يستغلون قارورة مياه واحدة، والأكثر من ذلك حسبهم فإنهم يستعملون «الشيشة» جماعيا ما قد يسهل من تنقل العدوى بينهم في حالة إصابة أحدهم، وأضاف قاطنون بحي بوالصوف أن مصالح الأمن تتدخل بين الحين والآخر ولكن مخترقي الحجر يفرون مباشرة إلى مداخل العمارات، لتتواصل لعبة الكر والفر طيلة الليل وتمتد أحيانا إلى فجر اليوم الموالي.
مراهقون يعدون برنامجهم الترفيهي بعد العاشرة ليلا في زواغي
وأكد سكان بحي زواغي سليمان وخاصة بحي 500 مسكن، أن شوارع الحي تعرف غزوا من طرف مراهقين مباشرة بعد آذان العشاء، والذي حدد حسبهم كموعد لبداية برنامج ترفيهي في عز الأزمة الصحية، وقالوا أن شبابا يتجمعون أمام مداخل العمارات إلى غاية ساعات متأخرة، ويحدثون ضجيجا يتمثل في صراخ أو قهقهات بصوت مرتفع يزعجون من خلالها القاطنة، كما يخرج أطفال صغار إلى الشوارع أثناء فترة الحجر لتمضية الوقت وكأنهم في أيام الصيف العادية.
أما بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، فكان الوضع شبيها بالأحياء الأخرى إن لم يكن أكثر كارثية، حيث أصبحت العائلات تخرج لاستنشاق الهواء بعد الساعة الثامنة ليلا، وتحولت الشوارع إلى   ملاذ النساء والرجال، الأطفال والشيوخ رغم منع التجوال ليلا.
عائلات تخرق الحجر لاستنشاق الهواء في علي منجلي
ويتخذ بعض الشباب زوايا داخل المجمعات السكنية من أجل ممارسة بعض الألعاب، ويتزودون بمستلزمات تحولت إلى أساسيات من أجل تمضية السهرة، على غرار قارورات المشروبات الغازية وفواكه وشاي وشيشة وغيرها، كما لا يقوم هؤلاء الشباب بوضع كمامات ولا يحترمون مسافة التباعد الاجتماعي.
لم يقتصر خرق الحجر الصحي على الشباب والكهول فقط، بل يخرج أطفال إلى الشوارع للعب، بعضهم يقودون دراجات هوائية وآخرون يمارسون لعبة الاختباء أو الركض خلف بعضهم، في أجواء طفولية مرحة لم تتمكن خلالها البراءة من معرفة الخطر المحدث بهم في حالة إصابتهم بالفيروس القاتل.
وتحدث سكان وسط مدينة الخروب عن خروقات أخرى لشباب يستغلون الحجر الجزئي من أجل التسابق بالسيارات، حيث أكدوا أن سائقي بعض المركبات يقودون بسرعة وكأنهم في سباق للسيارات، فيما كانت الأجواء داخل المجمعات السكنية لا تختلف عن بقية المناطق، حيث يتخذ شباب من زوايا معينة محطات  لممارسة بعض الألعاب على الهواتف الذكية، ويتعمدون المكوث قرب مداخل العمارات من أجل اللجوء إليها سريعا في حالة مداهمة رجال الشرطة
للمكان.                           حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى