يشتكي قاطنون بمنطقة الضريح بالمدينة الجديدة ماسينيسا التابعة لبلدية الخروب بولاية قسنطينة، من انعدام طريق معبد يؤدي إلى المجمعات السكنية، إضافة إلى «عدم مسايرة» التطور السكاني الهائل بهذه المنطقة من طرف السلطات المحلية، ما جعل الحي يعاني من عدة نقائص.
وقال سكان بمنطقة الضريح، إنهم يعانون يوميا من أجل دخول حيّهم أو الخروج منه، بسبب انعدام مسلك مهيأ يسهل سير المركبات، بسبب الطريق المهترئ والذي يعتبر المسلك الوحيد المؤدي من وإلى منازلهم.
وأضاف السكان أن مختلف وسائل النقل من سيارات أجرة وحافلات ومركبات خاصة، كانت تسلك طريقا معبدا من أجل الوصول إلى الحي، ولكن تم استغلال ذلك المحور من طرف أحد الخواص لانجاز منزل هناك بحكم امتلاكه لقطعة الأرض، ما أجبرهم على التحول إلى مسلك آخر غير صالح تماما لسير المركبات.
كما أكد محدثونا أن المسلك الجديد عبارة عن طريق ترابي غير مهيأ، ويجد السائقون صعوبة كبيرة في عبوره ما تسبب في ازدحام خانق وتعطل في حركة المرور سواء بالنسبة للمغادرين أو الراغبين في ولوج الحي، وخاصة في أوقات الذروة، وعليه يطالبون بتسريع أشغال إنجاز طريق رئيسي يسهل من عملية التنقل.
وأوضح المعنيون، أن المصلين يجدون أيضا صعوبة في التوجه إلى المسجد بسبب المسلك الترابي وما يعرفه من تطاير الحجارة الصغيرة عند مرور المركبات، كما تشكل عملية عبور مئات المركبات يوميا ذلك المحور، خطرا حسبهم، على أنبوب المياه الذي يزود المجمعات السكنية، خاصة وأن الطريق الترابي يعرف تدهورا منذ مدة وأصبح الأنبوب غير محمي تماما نتيجة انجراف التربة بعد تساقط الأمطار.
وقال رئيس جمعية النصر للإخاء والإحسان بالضريح، فضلون زين الدين، أن المنطقة تضم 5 مناطق سكنية عرفت تطورا كبيرا في الآونة الأخيرة ليصل عدد السكان إلى قرابة 8 آلاف نسمة، ولكن لم يرافقه تطور في المنشآت والهياكل الإدارية، موضحا أن الضريح يفتقر لمقر أمن حضري، إضافة إلى انعدام المساحات الخضراء والمرافق الترفيهية، ما جعل القاطنين يقومون حسبه، بمبادرات فردية تتمثل في غرس بعض الشجيرات.
وأضاف المتحدث، أن الإنارة العمومية تنعدم في بعض المناطق رغم توفر أعمدة كهربائية، وتحدث عن مكتب بريدي به شباك واحد ويعمل به موظف فقط، ما يعقد من مهمة المواطنين في استخراج أموالهم، ويجبرهم على البقاء خارج المكتب تحت أشعة الشمس الحارقة لساعات، فيما يكتفي الملحق البلدي بالمصادقة على الوثائق دون استخراجها لأنه غير مزود بالشبكة، شأنه شأن وكالة «سياكو»، ليضطر المواطنون إلى للتنقل لكيلومترات من أجل قضاء حاجياتهم.
الصيدليات بعيدة بعدة كيلومترات
وقال رئيس جمعية الحي، أن السكان يتنقلون إلى وسط مدينة الخروب، من أجل تسديد مستحقات الكراء لوكالة ديوان الترقية والتسيير العقاري، كما تبقى المنطقة غير مزودة بشبكة الانترنت حسب المتحدث، رغم تقديم طلب بهذا الشأن، وأضاف أيضا أن المنطقة لا تتوفر على مرفق صحي به الإمكانيات الضرورية.
وأوضح المعني أن السكان يضطرون لدفع مبلغ 200 دج ذهابا ومثلها إيابا لأصحاب سيارات الأجرة أو «الفرود» من أجل اقتناء علبة مسكن أو مهدئ «دوليبران»، وذلك لانعدام صيدليات بكامل المنطقة، كما طالب بإنجاز ممهلات داخل الطرق الرابطة بين المجمعات السكنية، لحماية حياة الأطفال والمسنين.
كما تحدث رئيس الجمعية عن انتشار الباعة الفوضويين بمختلف المجمعات السكنية، ما خلق سوقا فوضويا شبيها بذلك الواقع في وسط مدينة ماسينيسا، رغم توفر مساحات شاغرة يمكن استغلالها حسبه، في أنجز سوق جواري وبالتالي تنظيم العمليات التجارية، مشيرا إلى أن الباعة يعطلون حركة المرور كثيرا، رغم أنهم يقدمون خدمة كبيرة لسكان الحي بتوفير بعض المواد الغذائية.
وبخصوص وسائل النقل، فقد ذكر المتحدث أنها متوفرة نسبيا ولكن يبقى الإشكال حسبه، في المحطة النهائية المعتمدة ضمن مخطط النقل، والتي تبعد بمسافات طويلة عن مجمعات سكنية، ما يجعل بعض الشيوخ والنساء يقطعون مسافات طويلة، كما قال إن برنامج توزيع المياه يؤرق جل العائلات خاصة إذ تصل حنفياتهم لمدة 6 ساعات كل 48 ساعة.
وأكد فضلون، أن السكان يتخوفون من تشكل سيول وفياضات بالمنطقة، موضحا أن البالوعات أنجزت أعلى من الأرضية على غرار تلك الواقعة في المنطقة «G»، كما لم  تتم حسبه، تنقية وتنظيف البالوعات والقنوات، ما ينبئ بـ «كارثة» لأن كل الأمطار المتهاطلة على الضريح تتدفق في مجرى واحد يؤدي مباشرة إلى المنطقة «I». و أشار رئيس الجمعية، إلى التوزيع «العشوائي» لحاويات القمامة، حيث تم وضعها بالقرب من سكنات، وعليه يطالب بإعادة دراسة توزيعها.
وقال رئيس بلدية الخروب، بوبكر بوراس، في تصريح سابق للنصر، إن مصالحه منحت تعليمات إلى المؤسسات البلدية من أجل مباشرة التجنيد بالآليات والعتاد والإمكانات البشرية اللازمة تحسبا للتساقط الغزير للأمطار في قادم الأيام، كما شرعت بالتنسيق مع ديوان الوطني للتطهير وشركة سياكو للمياه، في التحضير للموسم الشتوي من خلال تسريح البالوعات وتنقية القنوات.
أما بخصوص حاويات القمامة، فقد سبق لـ «المير» وأن أكد على الاتجاه للاعتماد على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي استفاد أصحابها من مشاريع «أونساج» من أجل إشراكها في عمليات التنظيف و رفع القمامة، وتحدث أيضا عن برمجة مشاريع لإنجاز مساحات خضراء ومرافق ترفيهية في كامل تراب بلدية الخروب. كما صادق أعضاء المجلس الشعبي البلدي قبل أيام، على مشاريع تعبيد الطرقات والتي قد تستفيد منها منطقة
الضريح.                               حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى