طرح أمس، باحثون من جامعة الإخوة منتوري بقسنطينة مشكلة ضعف تمويل مخابر البحث والأموال المرصودة لتغطية أعمال طلبة الدكتوراه، الذين استقبلت منهم الجامعة 165 جدد، فيما تسببت جائحة كورونا في تأخير مناقشة الأطروحات.
ونظّمت جامعة الإخوة منتوري افتتاح السنة الجامعية الخاصة بالطلبة الجدد، الناجحين في مسابقات الدكتوراه للعام الجاري، حيث عرف مداخلة مسجلة لوزير التعليم العالي، ومداخلة مسجلة للمدير العام للمركز الوطني للبحث والمعلومة التكنولوجية والعلمية، البروفيسور حسان بلبشير.
من جهته، شدد مدير جامعة الإخوة منتوري، البروفيسور محمد الهادي لطرش، على ضرورة الالتزام بالميثاق الأخلاقي، محذرا من خطورة السرقة العلمية. وقدم نائب مدير الجامعة المكلف بالدراسات العليا مداخلةً؛ أكد فيها أن جامعة الإخوة منتوري فتحت ثلاثة مناصب في 55 تخصصا للسنة الجامعية الجارية، حيث استقبلت 165 طالب دكتوراه جديد، فيما أوضح أن  الجامعة تضم أكثر من ألفي طالب مسجل في طور الدكتوراه، مؤكدا أن العدد كان يتجاوز الثلاثة آلاف في أعوام سابقة.
وبلغت أطروحات الدكتوراه التي تمت مناقشتها في الجامعة خلال السنة الجامعية الحالية 162، حيث أوضح المسؤول أن العدد سيرتفع إلى ثلاثمئة خلال الأشهر المقبلة، لكنه أشار إلى أن جائحة كورونا تسببت في تعثر المناقشات، حيث سجلت الجامعة مناقشة 140 أطروحة خلال السنة الجامعية الماضية.
 وشهدت الفقرة المخصصة للنقاش تدخلا من مدير مخبر علوم وتكنولوجيات البيئة، البروفيسور الطاهر سهيلي، حيث اعتبر أن التمويل الذي يتلقاه المخبر غير كاف، خصوصا وأنه يضم 12 طالب دكتوراه ويستقبل طلبة ماستر؛ تتطلب أعمالهم العلمية بعض المحاليل والمواد التي يكلف اللتر الواحد منها 5 آلاف دينار.  
ودعمت متدخلةٌ ثانية مداخلة البروفيسور حول نقص التمويل، حيث قالت أن الأموال المرصودة عن كل واحد من طلبة الدكتوراه في المخابر غير كافية، إذ تقدر بخمسة ملايين سنتيم في التسجيل الأول وعشرة ملايين سنتيم في التسجيل الثاني، لكنها اعتبرتها غير كافية أبدا لاقتناء المستلزمات المخبرية الضرورية لإعداد الأعمال العلمية، كما تحدثت عن مشكلة عدم التكفل بتنقل طلبة الدكتوراه على المستوى الوطني إلى جامعات أخرى من أجل إنجاز أعمالهم من حيث الإيواء والمصاريف. وتساءلت نفس المتدخلة عن سبب عدم رفع أعداد المناصب الخاصة بالدكتوراه، التي يمكن التكفل بها بحسبها.
ورد مدير الجامعة في النقاش على المتدخلين بالتأكيد على أن حصة تغطية طالب الدكتوراه لا تمثل إلا جزءا بسيطا جدا من تمويل مخابر البحث في الجامعات، في حين اعتبر أن قضية عدد المناصب تندرج ضمن الإستراتيجية الوطنية، مذكّرا أن الوزارة أعلنت عن نظام حركية وطنية جديدة للتكفل بتنقل الطلبة بين الجامعات.
وقد صرح مدير الجامعة للصحافة على هامش الافتتاح، أن عدد الغياب عن مسابقات الدكتوراه لهذا العام كان مرتفعا، مشيرا إلى أن الوزارة تتجه إلى تأسيس نظام حركية وطنية يسمح بالتكفل المالي بتنقلات الطلبة وإيوائهم، مثلما أعلن عنه في الندوة الوطنية المنظمة منتصف شهر مارس الماضي.  
أما بخصوص مناقشة الأطروحات، فقد أوضح أنها تتم في الآجال في بعض الأحيان، لكنها تسجل بعض التأخر لأسباب مختلفة، في حين ذكر أن العمل جار في الوقت الحالي لإعادة هيكلة المخابر في مجال البحث، وإعادة تنظيمها منذ حوالي سنة، مضيفا أن البحث أصبح يتجه ليتوافق مع أولويات الدولة، بحيث تحصل المخابر التي تشتغل في هذه المجالات على تمويل خاص، بينما يخضع التمويل الكلاسيكي لإعادة التنظيم. ونبه نفس المصدر أنه من الضروري أن تتجه المخابر نحو البحث عن مصادر متنوعة من التمويل.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى