يندد أساتذة بمتوسطة عبد الحميد الكاتب بحي الرياض في قسنطينة، بتعرضهم لتهديدات واعتداءات لفظية وجسدية  من طرف تلاميذ وأولياء وحتى غرباء عن المؤسسة، ما جعلهم يقاطعون التدريس منذ 10 أيام، مطالبين بالتحول إلى مؤسسة أخرى، خاصة وأن الأجواء غير مواتية تماما للتدريس حسبهم،  نظرا  لانبعاث روائح مادة الأميونت التي تدخل في هيكل المؤسسة، إضافة إلى انعدام أدنى الظروف المواتية للعمل.
و تنقلت النصر إلى متوسطة عبد الحميد الكاتب بحي الرياض، التي يدرس بها  حوالي 740 تلميذا يشرف على تدريسهم 39 أستاذا، أين وقفنا وفق ما يظهر على  الشكل الخارجي لبنايتها بأنها قديمة جدا ومهترئة ، حيث أنجزت سنة 1984 في شكل بناء  جاهز .
وأكد الأساتذة الذين دخلوا في وقفة احتجاجية منذ الأحد الماضي أي قبل 10 أيام، أنهم احتجوا بسبب ما يقولون عنه الظروف الكارثية التي يعيشونها أثناء تأدية مهامهم، إضافة إلى تسجيل اعتداء تلاميذ على أستاذة الأسبوع الماضي، وهي حادثة كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، وجعلتهم يقررون عدم مزاولة نشاطهم إلى غاية تحويلهم إلى مؤسسة أخرى.
و سرد المتحدثون الحادثة، وقالوا أن تلاميذ استعملوا  العصي والحجارة في  الاعتداء على أستاذة، فقط لأنها توعدت أحدهم بكتابة تقرير بشأن تصرف بدر منه، ليستعين التلميذ بأصدقائه الذين انتظروا الأستاذة خارج المتوسطة، ليلحقوا بها إلى قاعة الأساتذة من أجل الاعتداء عليها، قبل أن يتدخل أعوان الأمن  و يتم حجز  العصي  المستعملة في الاعتداء. و قال أساتذة مضربون أن حوادث  أخرى وقعت داخل مؤسسة ، مثل  دخول شيخ يبلغ من العمر 65 سنة  إلى المتوسطة من أجل الاعتداء على تلاميذ تلفظوا بكلمات بذيئة مقابل سكنه الواقع على بعد أمتار من المؤسسة، إضافة إلى ولوج ولي تلميذ إلى الساحة للدفاع عن ابنه الذي دخل في شجار مع تلميذ آخر، وقام الولي بالاعتداء على الطرف الثاني مستعملا السلاح الأبيض.
و تحدث الأساتذة الذين تجمعوا داخل الغرفة المخصصة لهم، عن الظروف الأخرى غير المواتية حسبهم للتدريس، وذكرت أستاذة  أنها التحقت بالمؤسسة منذ 1997 وعلمت حينها أن المتوسطة برمجت للتهديم قبل 20 سنة ،  وهو ما لم يتحقق لحد اليوم، ونظرا لقدم البناية التي هي من النوع الجاهز و اهترائها  أصبحت غير صالحة للتدريس خاصة وأنها عبارة عن بناء جاهز.
واتفق المتحدثون على أن ظروف التدريس بالمتوسطة «كارثية» وأصبحت غير مناسبة للعمل حسبهم، خاصة وأنها تشكل خطرا كبيرا على صحتهم وصحة التلاميذ، بسبب مادة الأميونت التي تدخل في تركيبة الجدران المهترئة، وأصبح التلاميذ حسبهم يلامسون تلك   المادة،  وهو مشكل قالوا إنه اضطر عشرات الأستاذة الأكفاء والمسيرين للتحويل إلى مؤسسات أخرى رغم أنهم من سكان حي الرياض، من أجل المحافظة على صحتهم خاصة وأن العديد منهم أصيبوا بالحساسية.
 و  أضاف المعنيون، أنهم يواجهون نقصا في التدفئة بسبب اهتراء الشبكة، وكذا في الإنارة بسبب تسرب مياه الأمطار للأسقف وحدوث شرارات كهربائية، ناهيك عن النوافذ المحطمة ما يجعلهم والتلاميذ مجبرين على ارتداء معاطف، لمقاومة البرد الشديد،  مع  تشكل برك مائية عند تهاطل الأمطار، ما يعطي الانطباع  بأنهم يدرسون في الشارع.  وزارت النصر هذه الأقسام التي وجدت في حالة كارثية من تراكم للأوساخ و اهتراء الجدران والأسقف وخروج مادة الأميونت، ما اضطر العمال لترميم الجدران باستعمال أجزاء من طاولات  ، كما بدت حالة المراحيض والمطعم في وضعية كارثية.
 و يطالب الأساتذة بتحويلهم إلى مؤسسات أخرى، خاصة وأن مديرية التربية حسبهم كانت قد أكدت على أن الموسم الدراسي المنصرم كان الأخير قبل غلق هذه المتوسطة، ليتفاجؤوا بتواصل استغلالها، وأضافوا أن الحي يتوفر على مؤسسات أخرى بها 100 إلى 200 تلميذ، فيما يدرس في متوسطتهم أزيد من 700 تلميذ ويمكن تقسيمهم على بقية المؤسستين، إضافة إلى إمكانية استغلال ابتدائية كملحقة، وهو ما تم قبل سنوات.               حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى