عرفت عملية تطبيق البروتوكول الصحي، استجابة واسعة من طرف سكان قسنطينة، بعد تطبيق التجار للتدابير المعمول بها، إضافة إلى التزام غالبية المواطنين بالحجر المنزلي ليلا، مع وضع الكمامات في الأماكن الضيقة وبالأماكن العمومية، ما يؤكد تعود السكان على هذه الإجراءات بعد قرابة سنتين من فرضها لأول مرة.
وقررت السلطات الولائية بقسنطينة، إعادة فرض الحجر المنزلي الجزئي، يوم 26 جويلية الماضي، والممتد ما بين الساعة السادسة صباحا إلى الثامنة ليلا، بعد تفاقم الوضع الوبائي والتزايد السريع لعدد الإصابات، خلال الأسابيع الأربعة الماضية، كإجراء وقائي لضمان سلامة المواطنين، إضافة إلى فرض تدابير أخرى في إطار محاربة فيروس كورونا.
اكتظاظ بالمحلات التجارية وحركة مرور كبيرة قبيل الحجر
و شهدت مختلف الوحدات الجوارية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، و أحياء بلدية قسنطينة، استجابة واسعة لإجراءات الحجر الصحي المنزلي، حيث كانت كل المحلات التجارية مغلقة، مع خلو الشوارع من المواطنين، كما كانت حركة المركبات ضعيفة جدا، مقارنة بما كانت عليه أثناء تطبيق الحجر المنزلي في السابق.
و تعرف المقاطعة الإدارية علي منجلي حركة غير عادية منذ اعتماد البروتوكول الصحي مؤخرا، حيث يتوافد عدد كبير من الزبائن على المحلات التجارية وخاصة بيع المواد الغذائية العامة قبيل موعد الحجر بدقائق، فيما يقود بعض السائقين مركباتهم بسرعة فائقة من أجل الوصول إلى منازلهم قبل الثامنة ليلا.
و امتثل التجار بالمقاطعة الإدارية علي منجلي بتعليمات الغلق في الساعة الثامنة ليلا، وهو ما وقفت عليه النصر خلال جولة قامت بها وسط مدينة علي منجلي، أين كانت كل المحلات مغلقة، كما كانت الشوارع الرئيسية خالية تماما من الأشخاص، فيما كانت حركة سير المركبات ضعيفة جدا.
دوريات شرطة لردع مخترقي الحجر المنزلي ليلا
و رغم استجابة غالبية المواطنين للتدابير الصحية والأمنية المعمول بها، إلا أن بعض الشباب خرقوا الحجر من خلال تواجدهم داخل المجمعات السكنية، فيما قام البعض منهم في الاستثمار في غلق المحلات من أجل بيع بعض المستلزمات، على غرار السجائر و المشروبات الغازية.
و قامت مصالح أمن دائرة علي منجلي، بتنظيم دوريات شرطية تجوب مختلف الوحدات الجوارية بين الحين والآخر، لمراقبة مدى تطبيق الحجر المنزلي، حيث يقوم رجال الأمن بمطالبة بعض الشباب بالالتحاق بمنازلهم عبر مكبر الصوت، فيما كانت حركة السير ضعيفة جدا، خاصة في ظل الدوريات الشرطية و كذا وضع حواجز أمنية بمداخل و مخارج المدينة.
كما عرفت أحياء وشوارع وسط مدينة قسنطينة، التزاما بإجراءات الحجر المنزلي، من طرف المواطنين، حيث كانت خالية تماما من الأشخاص، فيما كانت كل المحلات التجارية مغلقة، فيما قبع بعض الشباب بمداخل العمارات، تفاديا للظهور أمام رجال الشرطة.
و بحي سيدي مبروك السفلي، قام بعض الأشخاص بخرق الحجر المنزلي، حيث يمكث العديد من المواطنين أمام سكناتهم، بل يقوم البعض منهم بعمليات تجارية مستغلين وقوع محلاتهم أسفل سكناتهم الفردية، ما سهل من مهمتهم في تلبية طلبات الزبائن مستعملين باب المسكن.
التزام في الأماكن العمومية والمحلات ومراكز البريد استثناء
أما بخصوص البرتوكول الصحي المعمول به في النهار، فقد كان تطبيقه متباينا من طرف السكان، رغم أن الغالبية أصبحت تتقيد به، حيث يضع جل المواطنين كمامات أثناء تواجدهم بالأماكن العمومية، مع احترام مسافة التباعد الاجتماعي في بعض المؤسسات العمومية على غرار البنوك، فيما لا يطبق هذا الإجراء أمام مداخل مراكز ومكاتب البريد في علي منجلي.
والتزم التجار وخاصة أصحاب المقاهي والمطاعم، بالتدابير المعمول بها، والتي تقضي باقتصار عملهم على التسليم المحمول، وهو ما طبقه المعنيون في علي منجلي، فيما يمنع أصحاب محلات بيع الألبسة تواجد أكثر من 3 أشخاص داخل المحل، مع وضع لافتات تذكيرية بضرورة تطبيق البرتوكول الصحي بجل واجهات المحلات.
و لم تختلف الأجواء بمدينة قسنطينة، حيث يتم تطبيق الإجراءات المعمول بها، فيما تبقى مراكز البريد استثناء، بسبب الطوابير الطويلة التي يشكلها المواطنون دون احترام مسافة التباعد الاجتماعي، فيما يضع جل الأشخاص كمامات، وحتى بالنسبة للمتواجدين داخل مركباتهم الشخصية.
كما انخفض عدد مواكب الأفراح بمختلف الطرقات، خلال الأسبوع الأخير، مقارنة بما كانت عليه قبل أسابيع، أين انتشرت حفلات الزفاف والختان بقوة داخل قاعات الحفلات أو بسكنات فردية ذات مساحات شاسعة، وبعد تشديد الرقابة وتطبيق عقوبات صارمة من طرف الأمن، انخفض العدد كثيرا وأصبح نادرا ما يتواجد موكب بطرقات قسنطينة.
وعرفت التدابير التي أطلقتها السلطات الولائية بالولاية، تجسيدا كبيرا واستجابة واسعة من طرف المواطنين، الذين يبدو وأنهم تأقلموا مع البرتوكول الصحي، خاصة وأن فترة تطبيقه تفوق 16 شهرا، عكس ما كان عليه الأمر في البداية أين وجد المواطنون صعوبة في تطبيقه.
حاتم-ب

الرجوع إلى الأعلى