نظم أمس، قصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة، بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة 2972، احتفالات ترسخ الهوية الوطنية و الأبعاد التاريخية لبلادنا، و تؤكد على تنوع و ثراء التراث الجزائري غير المادي، و عراقة قسنطينة،
 و لأول مرة تم تجسيد المدينة النوميدية بهذه المناسبة، في قلب دار الثقافة.
 كانت البداية بولوج باب الحضارة و التاريخ، باب المدينة النوميدية العريقة و عاصمتها سيرتا، و أوضحت مديرة قصر الثقافة مالك حداد، أميرة دليو في حديثها للنصر، أنه تم انجاز المدينة، وفق ديكور أصيل أنجز في ظرف وجيز، من قبل مجموعة من الأساتذة و الطلبة، التابعين لورشة الديكور والسينوغرافيا لدار الثقافة، لإحياء يناير بطريقة خاصة، و أشادت بدور الورشات التكوينية الفاعل، في تأطير وتوجيه إبداعات الشباب و الاستفادة من مواهبهم وتسخير دار الثقافة لخدمتهم.
و شهدت احتفالات يناير، تنظيم مجموعة من العروض المسرحية بدار الثقافة، تفاعل معها الجمهور الحاضر، الأول عبارة عن استعراض مسرحي تاريخي،  حول الشخصيتين النوميديتين ماسينيسا ويوغرطة،  قدمه الممثلان أحمد حمامص و إلياس عطاش،  من إخراج المسرحي كريم بودشيش.
و تواصلت  العروض ببهو دار الثقافة، حيث تم تقديم العرض الكوريغرافي «تماقيث ..يناير عيد الأرض» أو الهوية،  لبلال بوبرد، للتأكيد على امتداد العادات و التقاليد الجزائرية بين الماضي والحاضر، فكانت انطلاقة العرض من العهد النوميدي، ثم تجول بنا بوبرد في هذا العمل عبر عدة عصور، و مناطق عبر الوطن القارة ، لتسليط الضوء على الموروث الثقافي و الفني و عادات و تقاليد كل منطقة، فتوقف المخرج مطولا بمنطقة الشاوية ، لإبراز هيبة الرجل الشاوي القوي الذي يتميز بلباسه الأصيل و الأنيق ، ثم بينت اللوحة الثانية مظاهر الثقافة القبائلية، مع مزج المشهد بأغنية «السندو» لسفير الأغنية القبائلية إيدير، لدمج الماضي بالحاضر.
انتقل العرض بعد ذلك إلى الجنوب،  لإبراز التراث التارقي، و قوة الرجل الأزرق التي اكتسبها من خلال صراعه الوجودي مع الطبيعة القاسية و نضاله للتعايش معها.
و تفاعل الجمهور الحاضر بقوة مع اللوحات الكوريغرافية المقدمة التي نقلتهم في رحلة عبر عدة مناطق، لإبراز الثقافات الجزائرية المختلفة، التي رغم تنوعها، تجسد وحدة الوطن و الهوية المشتركة.
من جهته تحدث رئيس جمعية جسور للفنون و التراث الشعبي و إبداعات الشباب عن مشاركة الجمعية  بلوحات فنية تقليدية تارقية و شاوية، و قبائلية، تجسد  الأزياء و الحلي و الأواني و الأدوات التقليدية لكل منطقة و كذا مأكولاتها التقليدية.
و قدم بالمناسبة الأستاذ محمد العلمي مداخلة بعنوان «الأصول التاريخية لسيرتا النوميدية»، كما قدم الكاتب شوقي ريغي، الفائز بجائزة عبد الحميد بن باديس، في فرع الرواية، روايته» حكاية البيدق»، التي تسلط الضوء على  تاريخ سيرتا.
و  قال مدير الثقافة بقسنطينة زيتوني لعريبي للنصر، على هامش التظاهرة، أن «الاحتفالات بالسنة الأمازيغية، تعني أن هذه الأرض عاش فيها هذا الشعب منذ الأزل، فنتاج السنوات الطويلة هو ما نراه اليوم من حلي ولباس ونمط معيشي يميز مناطق الجزائر ويوحدها، على اختلافها واتساعها، و اليوم يعبّر عن الهوية الجزائرية بكل تفاصيلها.»
 جدير بالذكر أن الاحتفالات بالسنة الأمازيغية التي انطلقت أمس بدار الثقافة مالك حداد،  ستتواصل إلى غاية 20جانفي الجاري.
رونق بوشارب

الرجوع إلى الأعلى