علقت جامعتا عبد الحميد مهري والإخوة منتوري بقسنطينة، امتحانات السداسي الأول المبرمجة الأسبوع المقبل إلى غاية نهاية الشهر، فيما ستتواصل الامتحانات بجامعة صالح بوبنيدر خلال اليومين المقبلين على أن تعلق الدراسة فور إتمامها، فيما سجلت مدارس ومستودعات خاصة بالدروس الخصوصية، إقبالا كبيرا من طرف التلاميذ في تصرفات متناقضة مع الإجراءات المتخذة من طرف السلطات لمحاصرة الوباء في الوسط التربوي.
وأعلنت صبيحة أمس الأول، جامعة عبد الحميد مهري عن تعليق الامتحانات الخاصة بالسداسي الأول والتي كانت مقررة مطلع الأسبوع الجاري، حيث أوردت في بيان لها أن الخلية المتابعة لسير العام الجامعي قد اجتمعت وقررت أن تعاد برمجة الامتحانات وفقا لرزنامة ستحدد لاحقا، مشيرة إلى أن الاجتماع سيظل مفتوحا لمتابعة الوضع الصحي على مستوى الجامعة و الإقامات لاتخاذ كل ما تراه مناسبا من تدابير.
وذكرت إدارة جامعة الإخوة منتوري، في بيان لها، أنه وبناء على المعطيات الصحية للمؤسسة التي أكدت وجود منحى تصاعدي في عدد الإصابات وسط الأساتذة والموظفين «وبدرجة أكبر لدى الطلبة عبر مختلف الكليات والمعاهد التي أكدت وجود حالات مؤكدة وكثيرة» فضلا عن حالات مشتبه بها، فقد تقرر، مثلما ورد في المصدر، إثر الاجتماع مع الشركاء الاجتماعيين وكذا الطلبة، تعليق جميع الأنشطة البيداغوجية لمدة 10 أيام مع الإبقاء على السير العادي للهيئات العلمية والبيداغوجية والإدارية، في حين سيتم الإعلان على رزنامة الاستئناف في وقت لاحق.
أما بجامعة صالح بوبنيدر، التي انطلقت الامتحانات بها قبل أزيد من أسبوع، فقد قررت الإدارة استكمال ما تبقى منها في اليومين القادمين، على أن  تعلق الدراسة إلى غاية نهاية الشهر الجاري، علما أن إدارة الجامعة قد فرضت ارتداء الكمامات على كل الطلبة قبل الدخول إلى مختلف الكليات منذ اليوم الأول للامتحانات.
واتخذت الإقامات الجامعية بعين الباي، إجراءات وقائية، حيث تم فرض ارتداء الكمامة عند المداخل، كما  خصصت جناحا  بالإقامة 07 لعزل الحالات المؤكدة للتكفل بها من جميع النواحي واتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة، فيما علمنا من مصادر متطابقة أنه سجلت الكثير من الإصابات سواء في الإقامات الخاصة بالذكور أو البنات بالمدينة الجامعية.
ورغم اتخاذ قرار غلق المؤسسات التربوية لمدة 10 أيام بسبب الارتفاع في عدد الإصابات بالفيروس في الوسط التربوي، إلا أن الدروس الخصوصية ما زالت مستمرة سواء في المستودعات أو في المدارس الخاصة بهذا النمط من التعليم غير القانوني، حيث وقفنا خلال يومي أمس الأول وأمس على إنزال من طرف التلاميذ، دون أدنى مراعاة لإجراءات البروتوكول الصحي ومنهم حتى من كان لا يرتدي الكمامات.
ومما وقفنا عليه صبيحة الخميس المنصرم، التحاق عدد من التلاميذ بإحدى مدارس الدروس الخصوصية في الساعة الثامنة صباحا، وحين سألنا أحد تلاميذ الأولى ثانوي عن كيفية التحاقهم باعتبار أنهم لا يدرسون عادة يوم الخميس، قال بأن إدارة المدرسة استدعتهم عبر مجموعة خاصة على فيسبوك ليلتحقوا بالدراسة في هذا الوقت بدل يوم الجمعة.
واقتربنا من تلاميذ يوم أمس الجمعة، كانوا ينتظرون خروج الفوج المتمدرس بأحد المستودعات بعلي منجلي ليحلوا مكانه، حيث ذكروا أنهم يواصلون دراستهم بشكل عادي باعتبار أنهم من المتمدرسين في الطور النهائي الثانوي، و قال أحدهم إنه لو توقف عن الدراسة فإن زملاءه سيسبقونه في الدروس كما ستضيع عليه تكلفة 4 حصص التي دفعها مسبقا.
وذكر لنا ولي تلميذ، بأنه مضطر إلى مسايرة الوضع الحالي وإلا فإن ابنه سيجد نفسه متخلفا عن بقية زملائه، داعيا السلطات إلى محاربة هذه المشكلة حتى لا تسقط الإجراءات الوقائية المتخذة من السلطات في الماء، إذ أنه وفي حال استمرار الدروس الخصوصية في هذه الظروف فإن مستوى الإصابات سيرتفع أكثر.
وقد لاحظنا أنه ورغم ارتفاع منحى الإصابات بشكل كبير، إلا أن الكثيرين ما زالوا يضربون الإجراءات الوقائية عرض الحائط سواء في وسائل النقل أو في المراكز التجارية، حيث وقفنا على اكتظاظ بالحافلات مع عدم ارتداء للأقنعة الوقائية سواء من السائقين أو المسافرين، في حين ما يزال الترامواي مكتظا دون تطبيق أدنى إجراءات التباعد، مع ملاحظة امتناع عدد من راكبيه عن الالتزام بإجراء ارتداء الكمامة على الأقل.
ويقف كل زائر للمساحات التجارية على عدم احترام مطلق لإجراءات التباعد وارتداء الكمامات، فبعلي منجلي كان الوضع بأحد المراكز الكبرى سيئا جدا فغالبية المتجولين يرتدون الكمامات عند الدخول وينزعونها داخل الأروقة، إذ سجلنا في عملية حسابية أنه ومن بين 5 أشخاص التقينا بهم نجد واحدا فقط قد غطت كمامته أنفه وفمه، في حين يضعها الباقون كديكور فقط، غير أننا وقفنا في بعض الأحياء على غرار الدقسي و وسط مدينة قسنطينة على تحسن في احترام الإجراءات الوقائية.
وسجلت ولاية قسنطينة، في حصيلة أول أمس 76  إصابة جديدة بكورونا مشخصة بتقنية «بي سي آر» كما شغل أزيد من 50 بالمئة من عدد الأسرة إذ حجز 122 سريرا من أصل 224 مخصصة بالولاية، فيما ذكر لنا طبيب بمصلحة كوفيد بمستشفى ديدوش مراد، أن عدد الإصابات قد ارتفع بشكل كبير جدا.
وسجلت مديرية الصحة تلقيح 636 شخصا جديدا وهو رقم يبقى دون تطلعات السلطات المحلية، فيما أحصت في آخر إحصائية قبل غلق المؤسسات التربوية ارتفاعا محسوسا في المصابين في الأوساط التربوية.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى