يسجل المستشفى الجامعي على مستوى الاستعجالات الجراحية، تسربات مائية كبيرة امتدت إلى غاية جسر سيدي مسيد، فضلا عن مصلحة ابن سينا، فيما سجل الموقع إنزالا من طرف مختلف السلطات تحت إشراف مباشر من الوالي، من أجل التعرف على موقع التسرب مع إعادة تهيئة مدخل الاستعجالات.
وتنقلنا، صبيحة أمس، إلى الاستعجالات الجراحية للمستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس أين وجدنا عمال مؤسسة «سياكو» وكذا المستشفى منهمكين بالحفر والبحث عن موقع التسرب المسجل بالمكان، حيث علمنا أن كميات الماء المتسربة في شهر تعادل خزانا مائيا من الحجم الصغير لتموين السكان.
ووقفنا على صعوبة في عمليات الحفر والبحث عن مصدر المياه، كانت تسيل كميات منها بغزارة أسفل جدار مصلحة ابن سينا ثم يأخذ الماء مجرى أسفل الأرضية نحو جسر سيدي مسيد فضلا عن طريق السيارات بعد أن يخترق تلك الكتل الضخمة من الصخور التي تحمل فوقها  مصلحة الاستعجالات.
وتضاربت الأنباء حول مصدر المياه، بين من يعتقد بأنه أنظمة الصرف الصحي، ومن يرجح أنه ماء طبيعي لمنبع، إذ تم اقتطاع عينات لإخضاعه إلى التحاليل على أن تظهر نتائجها اليوم، وهو ما أكده مدير الصحة للنصر. وقال عمال من شركة المياه والتطهير «سياكو» للنصر، إن كل الاحتمالات قائمة إذ من الممكن جدا، أن تكون مياه منبع اختلطت مع مياه الصرف الصحي نظرا لوجود رائحة.وأكد لنا عمال بالمستشفى أن المشكلة سجلت منذ أزيد من 5 سنوات، لكنها ظلت تتوسع أكثر فأكثر إلى أن ساء الوضع مؤخرا، فيما ذكر مدير الصحة عبد الحميد بوشلوش الذي كان برفقة رئيس الدائرة بالمكان، أن عدم توفر أي مخططات للمستشفى المنجز قبل أزيد من 100 عام، أعاق عملية تحديد مصدر المياه التي تشكل تهديدا لسلامة مصلحة ابن سينا القديمة، إذ من الممكن أن تؤثر على الأساسات، كما ذكر بأن الأشغال ستبقى جارية بالتنسيق مع مختلف الفاعلين واستغلال كل الإمكانيات المادية والبشرية إلى غاية تحديد موقع التسرب.
وعلمنا أن الوالي مسعود جاري، قد عاين موقع التسرب أول أمس، كما تفقدت لجنة مشتركة من العديد من القطاعات، مختلف الأماكن التي قد تكون مصدرا له، ومن بينها موقع صهريج الأوكسجين بأعلى المستشفى، فيما لاحظنا أن طريقة العمل صعبة جدا بالموقع حيث تعرف المصلحة إقبالا كبيرا من طرف المرضى على مدار الساعة.
وأوضحت ولاية قسنطينة، في بيان نشر أمس، أنه بناء على التعليمات التي وجهها والي الولاية أول أمس الخميس، خلال تفقد وضعية مدخل مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي ابن باديس وكذا التشققات على مستوى الطريق الرئيسي بحي طاطاش بلقاسم، فقد  انطلقت أمس عملية التشخيص و التدخل السريع من قبل المقاولات المكلفة، بالتنسيق مع مختلف القطاعات المعنية لمعالجة التسربات المائية وتهيئة مدخل مصلحة الاستعجالات.
كما انطلقت، وفق ذات المصدر، عملية التدخل على مستوى شارع طاطاش بلقاسم، حيث باشر مكتب الهيئة الرقابة التقنية للشرق، عمله على مستوى المحور الذي يعرف أشغال إعادة التهيئة بعد أن تم غلقه مؤقتا لحماية مستعملي هذا الطريق الحيوي الذي علمنا أنه سيغلق لستة أشهر على الأقل ما سيتطلب تعديلا في مخطط النقل، مثلما تم قبل سنوات. وقالت الولاية، إن العمليتين محل متابعة مستمرة من قبل الوالي الذي يحرص على إتمام الأشغال في أقرب الآجال.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى