أكد أمس مدير مركز البحث في الميكانيك بقسنطينة بأن المؤسسة البحثية شرعت في الإنتاج التجاري المكثف للنماذج التي طورتها مؤخرا، حيث تلقت طلبية من وزارتي النقل والموارد المائية لصنع 3 آلاف وحدة من جهاز قياس الأمطار، فيما انطلقت أشغال الملتقى الدولي الأول لمؤشرات حاضنات الأعمال الذي تنظمه كلية العلوم الاقتصادية لجامعة عبد الحميد مهري بالتنسيق مع جامعة الإخوة منتوري والمدرسة العليا للمحاسبة والمالية.
وأفادت رئيسة الملتقى، الدكتورة نهلة غراس، بأن التظاهرة العلمية تستهدف العمل على دور الحاضنات في تنمية المناخ الاقتصادي المقاولاتي على المستوى الوطني، مؤكدة وجود عدة أصناف من حاضنات الأعمال، على غرار الحاضنات التابعة للحظائر التكنولوجية ونظيرتها التابعة لمشاتل ومراكز الدعم، بالإضافة إلى الحاضنات الجامعية التي تركز عليها السلطات العمومية، لأن الهدف في الوقت الحالي يكمن في حمل الطالب من البحث عن الشغل إلى استحداث مناصب الشغل، مثلما أكدت.
من جهتها، قدمت دكتورة إدارة الأعمال بجامعة الأزهر المصرية، صدفة الطاهري، بحثا حول تحليل مؤشرات الأداء لحاضنات الأعمال في تحقيق التنمية الاقتصادية في ظل دور رواد الأعمال، حيث أوضحت لنا بأنها دراسة تطبيقية على المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر، معبرة عن انبهارها بالاستباقية التي تتبناها الجامعات الجزائرية في فكرة البحث حول حاضنات الأعمال وربطها بالمجتمع المدني والمهني.
وتحدث مدير مركز البحث في الميكانيك، البروفيسور بنية حاج محمد، على ضرورة انتهاج الهندسة العكسية لتطوير منتجات تلبي الاحتياجات الوطنية وتقدم القيمة المضافة من خلال المشاريع الابتكارية التي تحملها المؤسسات الناشئة، معتبرا بأن العملية تعتمد على ما سماه «تفكيك» الاستيراد، أي دراسة المنتجات المستوردة من الخارج وتحليلها للوصول إلى نمذجتها وإنتاجها محليا لتلبية حاجة السوق مع مراعاة معطيات البيئة الاقتصادية الوطنية.
واستعرض البروفيسور تجربة مركز البحث في الميكانيك، حيث ذكر جهاز قياس الأمطار الذي أنتج نموذجا عنه، مؤكدا بأن استيراده يكلف 15 ألف دولار للوحدة بينما لم تكلف عملية إنتاج الجهاز بالمركز أكثر من 50 مليون سنتيم بنسبة إدماج تفوق 90 بالمئة، كما ذكر بأن المركز يعكف على إنشاء نموذج جهاز قياس المناخ.
وأشار المصدر نفسه إلى أن المركز يخوض إجراءات الحصول على الاعتماد الخاص بأول مخبر على المستوى الوطني موجه لمطابقة أشكال وأبعاد النماذج، مؤكدا بأن الهيئة البحثية دخلت مرحلة التصنيع المكثف في الوقت الحالي، حيث تلقت طلبية لصنع ألفي قطعة من أجهزة قياس المطر من وزارتي النقل والموارد المائية، بالإضافة إلى دراسة إنتاج نموذج جهاز دعم عظم قصبة الساق لتلبية طلب الديوان الوطني للأعضاء الاصطناعية عليها والذي يصل إلى 2400 قطعة سنويا.
ويذكر بأن أشغال الملتقى متواصلة إلى غاية اليوم، حيث أشرف على افتتاحه مدير جامعة قسنطينة 2، البروفيسور يوسف لخضر حمينة، ومدير جامعة قسنطينة 1، البروفيسور أحمد بوراس، ومدير المدرسة العليا للمالية والمحاسبة، البروفيسور حمادو بن نعمون، ومدير جامعة الأمير عبد القادر، البروفيسور السعيد دراجي، فيما يعرف مشاركة باحثين من داخل وخارج الوطن، حضوريا وعن بعد.
سامي.ح 

الرجوع إلى الأعلى