العزلة و البطالة يحاصران سكان القرى و المشاتي النائية بابن باديس
يشتكي سكان القرى و المشاتي النائية الواقعة ببلدية ابن باديس في قسنطينة، من العزلة و ارتفاع معدلات البطالة، ما زاد من معاناة العائلات التي تطالب بالغاز الطبيعي و بإنجاز قنوات الصرف الصحي.
النصر تنقلت إلى منطقة ابن باديس و زارت معظم قراها و مشاتيها التي تمتد إلى غاية الحدود مع ولاية قالمة، انطلاقا من «الهرية» مركز مرورا بقرية خنابة و الحمبلي ثم قرية البراشمة وصولا إلى بني يعقوب، و هي عبارة عن تجمعات سكنية كبرى نوعا ما مقارنة بباقي المشاتي و المداشر المترامية الأطراف عبر سهول و جبال المنطقة، منها طرفانة، شرشار، دوار الخرفان، برج الزانقل، فيرمة بوزار و غيرها، حيث تقع على امتداد الجهة الشمالية الشرقية و الغربية من بلدية ابن باديس، و تتواجد بها كثافة سكانية منتشرة عبر كل هذه القرى التي تعتمد أساسا على النشاط الفلاحي و تربية المواشي بطريقة عيش بسيطة، و لا تزال بدائية في تجمعات أخرى بعيدة، حسب أهل المنطقة.
و من خلال الحديث مع بعض السكان الذين التقينا بهم، تم طرح العديد من النقائص التي يعانون منها، و التي يعود بعضها إلى الحقبة الاستعمارية، و على رأسها انعدام الغاز و قنوات الصرف، فمثلا لا تتوفر قرية البراشمة التي تضم حوالي 50 عائلة و تتواجد على مسافة 3 كلم فقط عن الحمبلي، على خدمة الغاز رغم أن نقطة التموين تقع على بعد حوالي 1 كلم عن هذا التجمع، في حين أكدت مصالح مديرية الطاقة، حسب السكان، أن هذه القرى غير مبرمجة حاليا لتوصيل المادة إلى سكناتها، بسبب انعدام شبكة قنوات الصرف، و هي مشكلة أخرى وقفنا عليها خلال تواجدنا بالمنطقة، أين لاحظنا تدفق المياه المستعملة من السكنات عبر مسالك تشبه الأودية الصغيرة، ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة و الحشرات، مع احتمال الإصابة بالأمراض.
 كما تحدث السكان عن مشكلة غياب قنوات مياه الشرب و اعتمادهم على الآبار و الينابيع، إضافة إلى انعدام النقل، حيث تعتمد العائلات التي تقطن بالمنطقة على  سائقي «الفرود» في تنقلاتها بين هذه المناطق و البلدية مركز، على مسافة العشرات من الكيلومترات، أما بالنسبة للبطالة، فقد أخبرنا السكان أن غالبية مواطني المنطقة ينشطون في مجال تربية المواشي و الفلاحة في المستثمرات المشتركة، في حين يلجأ، حسبهم، العديد من الشباب إلى التنقل إلى غاية المدينة الجديدة علي منجلي للاشتغال في البناء، و هي مشاكل و نقائص يتخبط فيها، كما أكدوا، سكان كل هذه القرى و المشاتي الصغيرة، مطالبين بالتفاتة من السلطات المحلية و لو بتوفير المتطلبات الضرورية كالغاز و تهيئة المسالك.
تجدر الإشارة إلى أننا لم نتمكن من الاتصال برئيس بلدية ابن باديس لنقل انشغالات سكان هذه المناطق، و التي تتميز بمناظر طبيعية خلابة بدأت تستقطب العديد من العائلات القادمة من الخروب و قسنطينة، من أجل التنزه.
خالد ضرباني
    

الرجوع إلى الأعلى