غياب أماكن للنزهة يحول نافورة زواغي إلى قبلة مفضلة للعائلات
أدى غياب المرافق السياحية و المنتزهات العائلية بولاية قسنطينة، إلى توجه العائلات لبعض الأماكن التي لا تتوفر على جميع شروط الراحة، فتحولت نافورة حي زواغي إلى قبلة مفضلة للكثير من العائلات و الشباب الذين يحضرون من أحياء بعيدة لقضاء السهرة و الاستمتاع بالمثلجات و المشروبات إلى ساعات متأخرة من الليل، فيما تسبب الأمر في اختناق مروري كبير على هذا المحور.
الكثير من العائلات و أمام الغياب التام لأماكن النزهة و المرافق الضرورية التي يمكن أن تتوفر على شروط الراحة و الاستجمام، لم يجدوا مهربا من حرارة فصل الصيف المرتفعة سوى بالإقبال و بكثافة على نافورة المياه الواقعة بمدخل حي "سوناتيبا" بمنطقة زواغي القريبة من مطار قسنطينة، و التي باتت تعج بالزوار من الشباب و العائلات الذين يقبلون عليها بكثافة قبل أن تغرب الشمس و إلى غاية ساعات الصباح الأولى.
فالنافورة التي أنجزت قبل نحو ثلاث سنوات، لا تزال منذ ذلك الحين تستقطب الأطفال و الشباب خلال ساعات النهار طوال فصل الصيف، حيث تحولت إلى مسبح على الهواء الطلق، في ظل توقف نشاط المسابح العمومية بالولاية، لأسباب تقنية أو من أجل إخضاعها للترميم، و ارتفاع أسعار الدخول لبعض المسابح الخاصة المتوفرة، حيث يصل سعرها بأحد الفنادق بالمدينة الجديدة إلى 3 آلاف دج للشخص البالغ، و رغم المخاطر التي تشكلها السباحة بهذه النافورة و الحوادث التي سبق أن وقعت بها، غير أن الأطفال يقصدونها يوميا من حي زواغي و حتى من بعض المناطق البعيدة، و كأنهم متوجهون إلى البحر أو لأحواض السباحة، حيث تجدها مكتظة خلال النهار، رغم درجات الحرارة المرتفعة.  و بعد انخفاض درجة الحرارة و اختفاء أشعة الشمس قبيل المغرب بساعة أو أكثر، يبدأ الإقبال على النافورة و بشكل كبير من قبل الشباب و العائلات سواء القاطنين بحي زواغي أو أماكن أخرى، حيث تمتلئ الطريق المجاورة للنافورة بسيارات الزوار القادمين من أحياء مختلفة، و الملاحظ أن المواطنين يقصدون المكان بسبب توفر الأمن و كثرة العائلات، حيث لم يسجل وقوع أي اعتداءات في المكان، على حد تأكيد بعض السكان.
و الملاحظ هو كثافة الإقبال على المكان رغم بساطته، كما أنه يقع وسط طريقين رئيسيتين تعرفان حركة مرورية كثيفة على مدار الساعة، و هو ما يتسبب في اختناق مروري كبير خاصة بين السابعة و العاشرة مساء، الأمر الذي اشتكى منه الكثير من مستعملي هذا المحور، و يضم المكان بالإضافة إلى النافورة المحاطة ببعض العشب الاصطناعي، عددا من الكراسي و كشكا لبيع المثلجات و المشروبات و كذا باعة يعرضون الشاي و الفول السوداني و الذرة، التي يقبل على اقتنائها الزوار و الأطفال بكثرة، خاصة أن الأسعار في المتناول مقارنة بمحلات أخرى، فسعر الكويرة من الآيس كريم يقدر بـ 100 دج في حين تباع في أماكن أخرى بـ 150 دج، كما أن توفر حديقة أخرى أنجزت مؤخرا على الجهة المقابلة من الطريق على أماكن للركن، زاد من كثافة الإقبال على المنطقة.  
ابراهيم شاب من مدينة فرجيوة جاء لزيارة أصدقائه بقسنطينة، و قال لنا أنه تفاجأ بعد أن أحضره صديقاه لهذا المكان من أجل السهر، حيث تساءل عن سبب غياب أماكن للنزهة بقسنطينة، إلا أنه استحسن المكان و قال بأنه يبعث على الارتياح، فيما أكد رب عائلة من حي بوالصوف بأنه يقصد المكان تقريبا كل مساء مع زوجته و أطفاله، مضيفا بأنه لا توجد خيارات أخرى، كما أوضح بأن وجود الكثير من العائلات و توفر الأمن يشجعه على المجيء لتناول المثلجات و قضاء بعض الوقت هروبا من حرارة المنزل و تعب يوم شاق من العمل.
عبد الرزاق.م 

الرجوع إلى الأعلى