تعرف غالبية الحدائق و المساحات الخضراء ببلدية قسنطينة تدهورا و إهمالا كبيرين، ما استدعى تدخل السلطات الولائية التي سطرت برنامجا لاستدراك الوضع و تغيير صورة المدينة في آجال لن تتعدى الشهرين، فيما رفض الوالي مقترحا لبناء بوابة لحظيرة باردو بمئة مليار سنتيم.
و على الرغم من قيام مصالح بلدية قسنطينة و المؤسسة البلدية لصيانة المساحات الخضراء، بحملة صيانة و تنظيف للعديد من الحدائق العامة خلال الفترة الأخيرة تحسبا لزيارة الوالي، إلا أن المسؤول وقف على وضع كارثي لجل المساحات التي تفقدها أمس، حيث وصف وضعية حديقة بن ناصر التي تعد بمثابة رئة لوسط المدينة بغير المقبولة، إذ انتشرت بها الحشائش الضارة و اصفر العشب الأخضر، كما انتقد عدم وجود دورات مياه و وضعية النظافة بمختلف أجزائها.
نفس الوضع سُجل بحديقة «جنة» المقابلة للمستشفى الجامعي ابن باديس و كذا بحديقة بورصاص بباب القنطرة، التي انطلقت الأشغال بها قبل خمس سنوات، حيث أسندت إلى مقاولتين دون أن تُستلم، حيث وجه الوالي تعليمات بضرورة تسلميها في آجال لا تتعدى الشهرين، كما وقف على سوء في الإنجاز و حمل أعوان البلدية مسؤولية ما وصفه  بالإهمال، في حين سجلت نفس النقائص بكل من حدائق البوسكي و بيروت و كذا السكوار بسيدي مبروك، فضلا عن قرفي بالسيلوك و المنظر الجميل و كنتوش بشارع بلوزداد.
و ذكر الوالي في تصريح لوسائل الإعلام، بأن غالبية المساحات الخضراء بالمدينة لم يتم الاعتناء بها بالشكل المطلوب و هو الأمر الذي تسبب في تدهورها، مؤكدا بأنه تم تسطير برنامج لإعادتها إلى وضعها الطبيعي من خلال الاعتناء بالنظافة و الإنارة و كذا صيانة المساحات الخضراء، مشيرا إلى وضع برنامج سيتم تطبيقه خلال الشهرين المقبلين، من شأنه، كما قال، أن يغير وجه المدينة، كما أعلن عن إنشاء مساحات خضراء في كل من زواغي و طريق المطار و كذا حي الزيادية.
و تابع كمال عباس بأن  المؤسسات البلدية و الولائية  تم إنشاؤها مؤخرا، بعد أن  كان من المفروض أن تشرف البلديات على المساحات الخضراء، مشيرا إلى أنها عرفت في البدايات اختلالات في التسيير، لكنها الآن دعمت بالوسائل المادية و البشرية، مشيرا إلى أنها لا تعاني من عجز بقدر ما تعرفه من نقص في التأطير و المناجمنت، لكنه أكد بأن الأوضاع في تحسن مستمر.
و ذكر الوالي بأنه تم تسجيل صعوبات مع مكتب الدراسات المكلف بمتابعة حظيرة باردو،  الذي اقترح إنجاز بوابة ضخمة بقيمة مالية وصلت إلى 100 مليار سنتيم، و هو ما تم رفضه بشدة، بحسبه، حيث أكد بأن المكتب مطالب بإعادة الدراسة في حدود المعقول حفاظا على الموارد المالية للدولة، باعتبار أن الهدف هو إنجاز حديقة تسلية و ليس بوابة كبيرة من الإسمنت، كما أشار إلى أن فتحها مرهون بانتهاء الدراسة الجيوتقنية للحد من الإنزلاقات المسجلة بالموقع.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى