مياه مصانع الميكانيك تهدد الصحة العمومية بقسنطينة
دعا ناشطون و رؤساء جمعيات بيئية بقسنطينة، السلطات المحلية إلى ضرورة محاربة ظاهرة الرمي العشوائي للردوم لاسيما بالأراضي الزراعية، كما طالبوا بمراقبة مصانع الميكانيك و مدى احترامها لمعايير التصريف الصناعي للمياه الملوثة التي قد تتسبب، حسبهم، في مخاطر على الصحة العمومية.
وذكر رئيس جمعية حماية الطبيعة و البيئة عبد المجيد سبيح في تصريح للنصر، على هامش الملتقى الجهوي للبيئة و الماء المنظم أول أمس بقصر الثقافة مالك حداد، بأن ولاية قسنطينة تخلصت من ظاهرة سقي المحاصيل الزراعية بالمياه القذرة، لكنها ما تزال تعاني من الرمي العشوائي لنفايات الردوم و العجلات المطاطية على حواف الأودية، على غرار الرمال و بومرزوق  و هي مشكلة قال محدثنا بأنها تشكل خطرا على البيئة و صحة الإنسان، ناهيك عن استعمال الأسمدة بشكل مفرط و التي من شأنها أن تؤثر سلبيا على المياه الجوفية و تخلق مشاكل صحية على الحيوان و الإنسان على المستويين  المتوسط و البعيد، بحسب قوله.
و لفت محدثنا إلى  التحسن الكبير الذي عرفته المدينة خلال الفترة الأخيرة في مجال  إنشاء المساحات الخضراء و العناية بها، لكنه ذكر بأن مشكل الصيانة والمتابعة ما يزال مطروحا لاسيما في مجل السقي خلال فصل الصيف، كما أكد بأن المدينة تعاني من نقص في مجال تسيير النفايات و الجمع و النقل، حيث أوضح بأنه لابد من فتح ورشة كبيرة و إعداد منظومة بيئية تنطلق من المواطن و جمعيات الأحياء تشترك فيها جميع المؤسسات،  كما طالب السلطات المحلية بضرورة محاربة الرمي العشوائي للردوم بالمساحات الزراعية و كذا بالمحيطات العمرانية، حيث أكد وجود العديد من النقاط السوداء  على غرار ما هو حاصل بكل من المريج و حي المنى و كذا علي منجلي و حتى في مخارج و مداخل عاصمة الولاية.
و تابع المتحدث بأن الوعي البيئي لدى المواطن القسنطيني، قد عرف تطورا كبيرا، إذ أنه أصبح يطالب بتنظيم عمليات و يضع مخططات لغرس الأشجار، حيث ذكر بأن هيئته و بالتنسيق مع العديد من جمعيات الأحياء، غرست أزيد من 1500 شجرة خلال العام الجاري، كما أشار إلى أن وضعية مدينة علي  منجلي في تحسن مستمر على مستوى بعض الأحياء، بعد انتشار الثقافة البيئية لدى القاطنة، ودعا السلطات إلى إنشاء المزيد من المساحات الخضراء و توسيع الحدائق الموجودة كون سكانها في تزايد مستمر، لافتا إلى أن الاهتمام بالمشاريع السكنية كان على حساب إنجاز المساحات الخضراء.  
و ذكر المختص في البيئة و الكاتب في دورية الجزائر الفلاحية بلقاسم بن بوزيد، بأن تصريف المياه الصناعية الملوثة يشكل خطرا كبيرا على البيئة، حيث أوضح بأن العديد من مصانع الميكانيك بقسنطينة، ما تزال تحتوى على العديد من المواد الكيميائية غير المصرفة و التي تحتوي على الكربون و الآزوت و هو ما من شأنه، كما قال، أن يشكل خطرا على المياه، التي قد تؤدي إلى موت الحيوان و النبات، فضلا عن تأثيرها على المنتوجات الفلاحية التي يتناولها الإنسان، كما من الممكن، بحسبه، أن تسبب في أمراض سرطانية على المستوى المتوسط، داعيا السلطات المعنية إلى ضرورة إخضاع جميع المصانع سواء العمومية أو الخاصة إلى المراقبة الدورية لتحاليل المياه، حماية للبيئة بشكل عام من التلوث،  بحسب تعبيره.
و تطرق العديد من الناشطين في مجال البيئة، إلى ضرورة الحفاظ على المياه و أخطار تلوثها على الصحة العمومية، و كذا أثر النفايات الصلبة على مياه الأودية، كما دعوا إلى ضرورة الاقتصاد في الماء و الحفاظ على هذه الثروة الحيوية، و قد اختتم الملتقى بتكريم و توزيع للجوائز على التلاميذ الفائزين في مسابقتي الشعر و الرسم.  
  لقمان/ق  

الرجوع إلى الأعلى