الأشغال بمحطة تصفية المياه القذرة بزيغود يوسف لم تتعد 30 بالمئة
لايزال مشروع محطة تصفية المياه القذرة ببلدية زيغود يوسف، بقسنطينة، يراوح مكانه رغم منحه للمقاولة المكلَّفة بإنجازه وانطلاق العمل عليه، بعد استكمال الدراسة التقنية العام 2011، حيث تسير الأشغال به ببطء شديد، ولم تتجاوز نسبة تقدمها الـ30 بالمئة من البناء الإسمنتي القاعدي.
ورصدت الدولة غلافا ماليَّا معتبرا للمحطة بقيمة 25 مليار سنتيم، إضافة إلى حوالي 7 ملايير إضافية لإنجاز هذه المنشأة التقنية لتصفية المياه القذرة الآتية من أحياء البلدية الواقعة أقصى شمال الولاية، ضمن المشاريع المرصودة بالمخطط الخماسي لبرنامج الحكومة، حتى يتمَّ استغلال المياه المصفَّاة في مجال التموين بالماء وسقي الأراضي الفلاحية وكذا المؤسسات الصناعية، نظرا لطبيعة النشاط الفلاحي المنتشر بزيغود يوسف، خاصة زراعة الشعير، غير أن المشروع لم يحظ بالعناية اللازمة من المكلفين بالأشغال، ولن يسلَّم في القريب العاجل.
ووجهت انتقادات للمسؤول على ورشة المحطَّة، من قبل المسيرين المحليين ومديري الموارد المائية بالولاية، وكذا والي الولاية عبد السميع سعيدون، في زيارته الأخيرة للموقع، خصوصا ما يتعلَّق بوتيرة الإنجاز، حيث أكد أن الورشة كانت مهملة ولا يوجد عمل بها، وهي خسارة فادحة لفلاحي ومواطني زيغود يوسف وحتي بلدية بني حميدان المجاورة، رغم أن طاقة التصفية التي حدِّدت لمحطة التصفية قدِّرت بمياه معالجة لحوالي 100 ألف ساكن.
وتمَّت برمجة المحطة بالمنطقة للحفاظ على المياه الجوفية الموجودة بها، ورفع نسبة ضخِّ المياه الشَّروب للمواطنين لبلوغ معدَّل التموين اليومي، وهو الأمر الذي ما يزال بعيد المنال إلى غاية إنهاء الإنجاز، فيما سطَّرت مديرية الموارد المائية بالولاية هدفا آخر من وراء إنشاء هذه المنشأة التقنية، وهو تفادي الأمراض المتنقلة عبر المياه القذرة، ومنع الفلاحين والمزارعين غير الشرعيين من سقي محاصيلهم بالمياه الملوثة، وبالتالي انتشار الأوبئة، خاصة في فصل الصيف، لانتشار الفواكه والخضروات الموسمية المسقية من الوديان والمجاري المائية، على غرار الطماطم والبطيخ.
ودعا الفلاحون بجهة زيغود يوسف وبني حميدان، السلطات المحلية وعلى رأسها مديرية الموارد المائية، إلى الإسراع في تدشين هذا المرفق التقني الهامِّ، للإبقاء على أمل تطوير الفلاحة كبديل للمحروقات قائما، فيما يبقى مشكل التزوُّد بالمياه الشروب مطروحا، وتحديدا بالمشاتي والقرى المعزولة، رغم تطمينات الوالي بتسجيل عدة مشاريع في مجال شبكة الماء الشروب بالبلديتين المذكورتين بالتشاور مع رئيس الدائرة. و يذكر أن بلديات الجهة الشمالية من ولاية قسنطينة، تعاني اضطرابا كبيرا في التزود بمياه الشرب، ولم تبلغ بعد معدَّل التزود اليومي بهذه المادة الحيوية.
   فاتح خرفوشي

الرجوع إلى الأعلى