أمطـار طـوفــانية تلحــق أضــرارا و تكــشف عـيوب الإنجــاز
عرفت مدينة تبسة، في الأيام الأخيرة، تهاطل أمطار غزيرة يمكن وصفها بالطوفانية كشفت المستور، و أبرزت العيوب و ما تعانيه أحياء المدينة من تدهور فظيع في التهيئة من خلال السيول الجارفة التي أغرقتها في الأوحال، جراء انسداد قنوات صرف مياه الأمطار و الغش الواضح في مشاريع التهيئة رغم استفادة بلدية تبسة من مئات الملايير لحمايتها من مياه الفيضانات و لكن ظل الوضع على حاله.
هذه الوضعية التي سبق و أن رفع بشأنها سكان المدينة شكاوى عديدة إلى مختلف المصالح لكن دون جدوى، حيث طالبوا ببرمجة عمليات لإعادة تهيئة شبكة الطرقات و إصلاح قنوات الصرف الصحي و قنوات مياه الأمطار و إعادة تأهيل الأحياء الهشة التي تنعدم فيها أدنى متطلبات الحياة الضرورية، و كذا شروط صحة و سلامة المواطنين، لاسيما ما تعانيه أحياء الزاوية، و حي لاروكاد، و حي العرامي، و طريق قسنطينة و غيرها من الأحياء، حيث تسببت الأمطار في إظهار التخلف الكبير الذي تعانيه هذه المدينة التي ارتقت إلى مصاف ولاية منذ سنة 1974، وها هي بعد 44 سنة ما زالت تعاني الكثير من النقائص.
من جهة أخرى ألحقت الأمطار أضرارا بسكان بعض الأحياء الهشة، الذين تسربت المياه إلى بيوتهم، و عاشوا أوقاتا عصيبة بسبب الخوف من انهيار سقوف منازلهم المتهالكة، خاصة في حي جبل الجرف و وسط المدينة و حي 200 سكن و طريق عنابة، متسائلين عن دور الجهات المسؤولة في مثل هذه الحالات، و عن موعد إنجاز مشاريع التهيئة وفق مقاييس مضبوطة تراعي خصوصية المدينة، خاصة و أن البلدية استفادت من مبالغ مالية هامة بغرض إنجاز مشاريع تنموية في إطار البرامج المختلفة، التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للمواطن، لاسيما ما تعلق بجانب التهيئة الذي يعتبر النقطة السوداء في عاصمة الولاية.
نائب رئيس البلدية و في رده على هذه الوضعية البائسة التي تعيشها مدينة تبسة، أوضح للنصر بأن مصالح البلدية قامت بإعداد بطاقات و دراسات تقنية لمختلف الأحياء، بغرض الاستفادة من مشاريع التهيئة، منها ما يتعلق بالبلدية و التي تدخل في إطار برامج التنمية المحلية ستنطلق مستقبلا بعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية، و هناك مشاريع تدخل ضمن البرامج القطاعية و هي على طاولة مديرية البناء و التعمير، ننتظر انطلاقها فور الإفراج عنها يقول محدثنا.
و قامت فرق الحماية المدنية تحت الإشراف المباشر للمدير الولائي، بامتصاص مياه منازل و مداخل عمارات بكل من حي العرامي، حي المرجة، حي 200 سكن بالمرجة، و حي الأقواس الرومانية و حي 1576 سكنا و كذا طريق المطار، حيث بلغ منسوب المياه حوالي 30 إلى 80سم، كما تم إنقاذ 3 أشخاص بمنزل غمرته المياه، بعد أن بلغ منسوب المياه حوالي 60 سم بالمرجة و حي 200سكن.
إضافة إلى امتصاص مياه أمطار غمرت مسجد عمر بن الخطاب بتبسة، حيث بلغ منسوب المياه حوالي 30سم و امتصاص مياه من داخل دهليز تابع لاتصالات الجزائر، ناهيك عن وضع نقاط مراقبة لحركة المرور على مستوى الطريق الوطني رقم 10 و الطريق الوطني رقم 16 و مدخل بلدية بئر الذهب و الحمامات و تبسة، كما تم تسجيل حادث مرور وقع على مستوى الطريق الوطني رقم 10 في المكان المسمى ذراع الحمام ببلدية الحمامات، تمثل في انحراف سيارة سياحية و اصطدامها بالرصيف، و من حسن الحظ لم يتم تسجيل إصابات بشرية باستثناء خسائر مادية معتبرة في السيارة.             
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى