فيضانــات عارمـــة تداهـم منــازل و تضــر بمنشــآت
عاش سكان أحياء القالة بولاية الطارف ، أمس حالة من الذعر جراء الأمطار الرعدية الغزيرة  المتساقطة التي تسببت في حدوث فيضانات عارمة أثارت حالة طوارئ ، حيث اجتاحت السيول الجارفة عددا من الأحياء السكنية والشوارع التي تحولت إلى بحيرات عائمة ، مما إستدعى تدخل مصالح الحماية المدنية لإمتصاص المياه المتراكمة من الأحياء  التي غرقت في الطوفان، بفعل إنسداد الشبكات المختلفة  وعدم إستعاب البالوعات الكميات المعتبرة من السيول المتدفقة التي كادت أن تتسبب في حدوث ما لا يحمد عقباه.
وقد  غمرت  السيول بعض الأحياء  التي تحولت إلى بحيرات على غرار حي 90مسكنا ، حي المريديمة ، حي 147مسكنا ، الشاطئ الكبير وبوليفة ..ما فرض عزلة على السكان  الذين وجدوا صعوبة في الخروج من منازلهم لقضاء مصالحهم بعد أن حاصرتهم مياه الأمطار من كل جهة ، كما سجلت صعوبة في حركة السير على الطرقات الفرعية وبعض المحاور بسبب السيول و ارتفاع منسوب المياه ،علاوة على ذلك سجل تسرب المياه  لعدد من المنازل  وخاصة بالمواقع المنخفضة،  وإلى  داخل سلالم العمارات خاصة بكل من أحياء طريق المصنع ، الشاطئ الكبير ،90مسكنا  و المريديمة  ما حال دون خروج المواطنين  قبل تدخل فرق الإنقاذ لامتصاص المياه.
فضلا عن ذلك تسببت الأمطار في تضرر البنى التحتية ببعض الأحياء بسبب السيول الجارفة التي خلفت حفرا وتسببت في تدهور الطرقات و انجراف التربة ،خصوصا بالأحياء التي إستفادت حديثا من مشاريع التهيئة وتعبيد الطرقات ،  كما سجل تضرر عدد من المرافق ،لاسيما المدارس التي خضعت مؤخرا لعملية صيانة .
 و علق  مواطنون بعدة نقاط سوداء بفعل الأوحال وتراكم المياه و الأتربة والمتاريس و الحجارة ، ناهيك  عن إنسداد شبكات التطهير  وتصريف مياه الأمطار  والمجاري المائية ما أدى إلى حدوث فيضانات بالأحياء والشوارع،  وخاصة بقلب المدينة أين تدفقت المياه  نحو ساحة الثورة «الكور «  وهو ما كاد أن يتسبب في  كارثة.
من جهة ثانية  خلفت الأمطار الرعدية حالة من الفزع في أوساط قاطني الأحياء الهشة بالمدينة القديمة ما دفع بعض العائلات إلى  الخروج من منازلها  وقضاء ساعات في العراء وآخرين لجأوا إلى ذويهم خوفا من أي مكروه ، وهذا بعد  وقوع إنهيارات جزئية وتسرب مياه الأمطار إلى منازلهم متسببة في إتلاف أغراضهم ، وهو الأمر الذي أثار إمتعاض العائلات التي جددت دعوتها السلطات من  التعجيل بترحيلها نحو سكنات لائقة،   ،في حين سجلت إنزلاقات أرضية بحي بوليفة تسببت في تضرر  وتصدع عدد من المباني .
من ناحية أخرى سجلت إنقطاعات للكهرباء عبر أحياء المدينة التي عاشت على وقع ندرة الخبز وتوقف توزيع المياه بسبب هذه الإنقطاعات ،زيادة على ذلك شلت حركة السير على الطرقات  داخل الأحياء وبالشوار ع بوسط المدينة التي غمرتها السيول و التي تحولت إلى مسابح وأودية جارفة،  فيما تكبد بعض التجار خسائر بعد الأضرار التي لحقت بهم   جراء تسرب السيول إلى محلاتهم وإتلاف لبعض السلع والحاجيات.
وكشف مدير الحماية المدنية ، عن تسجيل مصالحه عدة تدخلات تخص إمتصاص المياه المتراكمة بعدة أحياء والتي تسربت إلى  منازل  ،   بكل من أحياء طريق المصنع ، 90مسكنا ، المريديمة ، الشاطئ الكبير ،بوليفة ، وكذا قرية داي لقرع،  بفعل ارتفاع منسوب المياه وإنسداد المجاري ، وأضاف المصدر  إلى تجنيد مصالحه كل الوسائل لتقديم المساعدة للمواطنين مع طلب دعم 3وحدات للحماية المدنية بكل من بريحان ، بوثلجة والوحدة الرئيسية لعين العسل، وكذا إستعمال وسائل الرتل المتحرك للحماية المدنية لدعم جهود فرق الإنقاذ في إمتصاص المياه المتراكمة والسيول التي غمرت السكنات وسلالم العمارات بعدد من  الأحياء  الحضرية وشبه حضرية والنقاط السوداء ،وأردف المصدر أن الأمطار الرعدية مست بلدية القالة  وبعض المناطق المجاور لها، كقرية بوتلة عبد الله وبلدية السوارخ ،  دون وقوع أي خسائر مادية أو بشرية، عدا تراكم المياه عبر الأحياء وتسربها لبعض المنازل ،والتي قامت فرق الإنقاذ بإمتصاصها بفضل الوسائل المادية والبشرية المجندة .
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى