لجنة وزارية للتحقيق في اختفاء اللوحة الفسيفسائية "النمرة" بتازولت
أوفدت وزارة الثقافة لجنة وزارية مكونة من خبراء مختصين في علم الآثار  للوقوف على عملية السرقة التي تعرضت لها نهاية الأسبوع المنقضي، لوحة فسيفسائية تجسد شكل نمرة تم اكتشافها قبل ثلاث سنوات بتازولت من داخل ورشة بموقع أثري، لا يزال قيد التنقيب والحفر من طرف فرقة مختصة في الآثار، وكانت اللوحة تتواجد على جانب بورشة على طريق محاذي لموقع أثري بالقرب من مصنع للياجور خارج مدينة تازولت جنوب شرقي باتنة.
وبحسب مصادرنا فإن اكتشاف السرقة تم بعد إعادة بعث أشغال حفر التنقيب ليفاجئ باحثون باختفاء اللوحة الأرضية من موقعها، واستنادا لذات المصادر فإن اللوحة تم رفع  جزء هام منها يتمثل في وجه ويد النمرة، وتمت العملية بشكل دقيق يوحي باحترافية السرقة من طرف مختصين يرجح وقوفهم وراء ذلك.
اللوحة الفسيفسائية «النمرة» المختفية من موقعها كانت اكتشفت عن طريق الصدفة قبل ثلاث سنوات، بعد قيام فلاح بأشغال حفر ما جعل فرقة بحث مختصة في الآثار ترأسها عائشة أمينة مالك تقوم آنذاك بعملية التنقيب بعد أن كانت فرقتها تتواجد بتازولت في مهمة عمل  تنقيب أخرى تتمثل في استخراج اللوحة الفسيفسائية «فركسوس وهيلي» المجسدة للأسطورة الإغريقية «القربان الخائب» التي كشفتها سيول الأمطار ليس ببعيد عن موقع اكتشاف لوحة النمرة.
اكتشاف اللوحات الفسيفسائية بمواقع أثرية بتازولت طرح إشكاليات طريقة حفظها وترميمها في ظل عدم توفر الإمكانيات المتاحة لذلك لافتقار البلدية لأبسط الشروط بداية من متحف لائق رغم إنجاز متحف صغير ظلت أبوابه مغلقة، وقد توقفت أشغال التنقيب بموقع اكتشاف اللوحة الفسيفسائية «النمرة» على أرضية رجحها المختصون  أنها لقائد عسكري وتعود للفترة الرومانية باعتبار أن تازولت كانت منطقة عسكرية عبر الحضارات التي تعاقبت عليها منذ الفترة النوميدية، وفي وقت حولت فيه لوحة فركسوس وهيلي للمتحف القديم بوسط مدينة تازولت، ظلت لوحة النمرة التي هي عبارة عن أرضية بلاط متواجدة بموقع اكتشافها لعدم استكمال أشغال الحفر والتنقيب. مصالح الدرك الوطني شرعت في تحقيقات موسعة عقب التبليغ عن اكتشاف عملية سرقة اللوحة الفسيفسائية، ومن المنتظر حسب مصادرنا حلول فرقة مختصة من قسنطينة إلى جانب لجنة وزارية للتحقيق في الاختفاء الغامض للوحة.                              

يـاسين/ع

الرجوع إلى الأعلى