الانــــــزلاقــــات تـــــرعب سكان تحصيـــــص  بوليـــف بالقـــــالة
يشتكي سكان حي بوليف العلوي، أحد الأحياء الراقية بالضاحية الغربية لمدينة القالة بولاية الطارف، من تضرر سكناتهم التي هي عبارة عن فيلات و بنغالوهات تطل على البحر، جراء اتساع رقعة الانزلاقات الأرضية التي تسببت بحسب بعض السكان في تصدع سكناتهم في العمق و تسجيل انهيارات جزئية.  
و دق السكان في اتصال مع "النصر"، ناقوس الخطر من مغبة حدوث الكارثة أمام اتساع رقعة الانزلاقات الأرضية و هو ما تؤكده، حسبهم، الخبرة التقنية التي صنفت بعض البنايات في الخانة الحمراء، بعد أن باتت مهددة بخطر الانهيارات جراء تصدعها في العمق، من ذلك انهيار أجزاء من القواعد الأسمنتية و ظهور تشققات على مستوى الجدران والأسقف والسياج الإسمنتي الخارجي. وضعية زادت عليها، حسبهم، التقلبات المناخية في السنوات الأخيرة وتدفق  السيول الموحلة من أعالي جبل بوليف، بما زاد في تدهور سكناتهم و انهيار بعضها، فيما توجد فيلات و بنغالوهات أخرى على وشك الانهيار و السقوط فوق رؤوس قاطنيها، ما دفع بأصحابها لإخلائها و اللجوء إلى ذويهم ، و آخرون قاموا بتأجير سكنات الخواص خوفا على حياتهم. و أضاف السكان، بأنهم يعيشون حالة من الذعر وكابوسا مرعبا من مغبة وقوع ما لا يحمد عقباه، مذكرين بالشكاوى و التقارير الموجه للجهات المختصة و السلطات المحلية، للتدخل و إيجاد حلول تقنية للمشكلة، و ذلك بدعم الحي من الجهة الشمالية العلوية المحاذية لجبل بوليف بأحزمة إسمنتية و مصدات وقائية للتحكم في رقعة الانزلاقات الأرضية.
و هي المشكلة التي دفعت ببعض المقيمين بالحي الراقي لعرض سكناتهم للبيع و مغادرة المدينة خوفا على حياتهم، و هي وضعية لم يسلم منها حتى مركز الراحة لذوي الحقوق الذي سجلت به تصدعات في العمق و انهيارات جزئية دفعت القائمين لغلق بعض البنغالوهات، بعد أن كشفت الخبرة التقنية خطر انهيارها في أي لحظة ، قبل أن تخصص الجهات المعنية عملية لإعادة ترميم الإقامات المتضررة و حماية المركز بدعمه بأحزمة وقائية إسمنتية من الجهة السفلي ، في حين تم رفض مشروع توسعة المركز بـ25 بنغالو جديد، اختيرت أرضيته قبالة المركز الحالي بسبب خطر الانزلاقات الأرضية و هشاشة الموقع الذي لا يصلح تقنيا لمثل هذه المشاريع ، كذلك الحال بالنسبية لرفض بعض مشاريع الخواص الاستثمارية بذات الموقع السياحي الغابي الاستراتجي و الخلاب. وذكرت مصادر مسؤولة ببلدية القالة، أن الجهة الغربية لحي بوليف الراقي بجوار مركز الراحة للمجاهدين، تبقى هشة و عرضة للانزلاقات و هو ما تؤكده الأضرار المسجلة في المباني والطرقات، مشيرة إلى أن الدراسات التقنية التي أجريت سنوات الثمانيات، صنفت التحصيص إلى عدة مناطق، الجهة العلوية المحاذية للجبل يمنع فيها البناء إطلاقا لنشاط الانزلاقات بها، بما يساوي 2سنتيمتر كل 10سنوات، فيما حددت مناطق أخرى يمنع البناء فيها أكثر من طابق أرضي  و المنطقة الثالثة مرخص البناء فيها بطابق أول و أكثر. و أردفت المصادر نفسها، بأن جزءا من تحصيص بوليف الجبلي الذي يقطنه الميسورون، يبقى عرضة لخطر الانزلاقات، لوجوده بالقرب من جبل بوليف و مياهه الجوفية المتدفقة منه و التي تختلط خلال تساقط الأمطار بالسيول مشكلة وديانا تهدد المباني بالجوار. و من أجل معالجة المشكلة، تم إنجاز أحزمة وقائية و إسناد، مع تدعيم الشبكات المختلفة و إصلاح الطرقات الداخلية لفك العزلة على السكان و تسهيل حركة التنقل، فيما تم إصدار قرار بمنع توسعة المباني و إنجاز طوابق جديدة فوق السكنات الحالية، تجنبا لأي أضرار بالنظر لهشاشة التحصيص المشبع بالمياه الجوفية لجبل بوليف الغابي.
كما تعكف البلدية بالتنسيق مع مصالح التعمير، على إعداد دراسة لحماية الحي من مشكلة الانزلاقات، مع تخصيص عملية تهيئة واسعة لمعالجة النقائص و الأضرار المسجلة، لإعطاء الحي السياحي الراقي الوجه اللائق به.
نوري.ح   

الرجوع إلى الأعلى