عطش وعزلة هاتفية بقرية حجر  مركب
مازال سكان قرية حجر مركب ببلدية عين رقادة الوقعة غربي قالمة، ينتظرون برنامجا تنمويا يغير وجه القرية الريفية الفقيرة و يحقق حلم السكان في حياة كريمة بعد سنوات طويلة من المعاناة و تردي إطار الحياة العامة بالقرية الصغيرة الواقعة على طريق قصر العازب.  
و يطالب سكان حجر مركب بالغاز الطبيعي و التهيئة و مرافق الخدمات و تركيب هوائيات شبكات الهاتف النقال للقضاء على العزلة الهاتفية الخانقة، إيجاد حل لأزمة العطش المستمرة، تركيب الإنارة العمومية، ربط المساكن الريفية الجديدة بالكهرباء و تهيئة المدرسة الابتدائية و دعمها بهيئة تدريس متمكنة لمواجهة تدني المستوى و التسرب و غيرها من الانشغالات الأخرى التي تتجاوز قدرات بلدية عين رقادة التي تعتمد على إعانات الدولة منذ سنوات طويلة و لم تعد مواردها المالية قادرة على مواجهة المطالب المتراكمة لسكان العديد من القرى، بينها حجر مركب، قصر العازب و تيمرسطين و بكوش أحمد.  
و بعد صبر طويل، صعد أهالي حجر مركب الموقف، أمس الأحد، و أغلقوا مقر البلدية بقطع البناء، احتجاجا على المعاناة و عجز المجلس البلدي عن حل مشاكلهم العالقة منذ سنوات طويلة.
و قد تم إدراج قرية حجر مركب في مشروع تنموي جديد حصلت عليه بلدية عين رقادة منذ أشهر قليلة و هذا لتغطية ملعب جواري بالعشب الاصطناعي و إعادة تأهيل قاعة العلاج حتى تؤدي خدماتها على أكمل وجه و تخفف من معاناة السكان.   
و تعد قرية حجر مركب التي أصبحت تسمى قرية يخلف، خليفة أقرب تجمع سكاني للمنطقة الصناعية الكبرى التي تعتزم الحكومة بناءها على مساحة واسعة، ستحتضن الكثير من الوحدات الصناعية الخاصة التي يعول عليها كثيرا لتحريك التنمية بالمنطقة و خاصة ببلدية عين رقادة التي تعاني من مشاكل اقتصادية و اجتماعية مستديمة.  
و يتوقع أن تتحول قرية حجر مركب إلى قطب سكني كبير خلال السنوات القادمة، نظرا لتوفرها على احتياطات عقارية كبيرة تعد الحل الوحيد لمواجهة أزمة العقار التي تعيشها بلدية عين رقادة المحاصرة بالأراضي الزراعية من كل الجهات.  
و يعتمد سكان القرية الريفية الصغيرة، على الأنشطة الزراعية و الرعوية البسيطة و قطاع البناء لتأمين مصادر العيش و يهاجر شباب حجر مركب إلى مناطق بعيدة بحثا عن العمل، في حين يعتمد آخرون على تربية المواشي و الدواجن لمواجهة أزمة البطالة المستفحلة بالمنطقة منذ عقود طويلة.   
و تمتاز حجر مركب بمعالم طبيعة نادرة، بينها أشكال من الحجارة التي تشبه أقواس النصر الرومانية و أشكال أخرى تستدعي التأمل و زيارة هواة الطبيعة و الآثار.    
و يصر السكان على زيارة والي الولاية إلى القرية، للوقوف على وضعها المتردي و اتخاذ الإجراءات اللازمة لتلبية مطالب السكان في البرامج السكنية الجديدة.  
و تقع حجر مركب بمنطقة باردة يمتد شتاؤها لأشهر طويلة و تغطيها الثلوج باستمرار و تتحول حياة سكانها كل شتاء إلى معاناة كبيرة مع البرد و نقص قارورات الغاز، مما يعقد الوضع الصحي للمرضى و الأطفال و كبار السن، بواحدة من أصعب الأقاليم الجبلية بقالمة.   
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى