تحكم أمني في ظاهرة التجارة الفوضويــــة  بعنابـــــة
سجلت أسعار الملابس الجاهزة بالأخص ثياب الأطفال في عنابة، إرتفاعا تعدى سقف 40 بالمائة مقارنة بالسنوات الفارطة، حسب ما لمسته النصر في الجولة التي قادتها إلى عدد من المحلات بوسط المدينة و التي تشهد إنزالا في الأيام الأخيرة من شهر رمضان التي تسبق عيد الفطر، خاصة المتخصصة في بيع بدلات الأطفال الجاهزة، ما اضطر أصحاب المحلات و المساحات التجارية الكبرى، لتنظيم دخول الزبائن رفقة أبناهم بالدور وسط الطابور، في انعدام تام لمظاهر بيع الألبسة بطرق غير شرعية و على الأرصفة.
تعرف شوارع وسط المدينة منذ نحو أسبوع، ازدحاما للمارة ليلا و نهارا، حيث تحولت المحلات الواقعة بنهج ابن خلدون إلى غاية ساحة الثورة في الأيام الأخيرة لشهر رمضان، إلى وجهة لآلاف العنابيين يوميا لشراء الألبسة و مختلف الأغراض استعدادا للاحتفال بالعيد، حيث يولي العنابيون أهمية كبيرة لشراء الألبسة في هذه المناسبة، فهم يتنافسون في اقتناء أفضل الماركات رغم ارتفاع ثمنها.
و ساهم الإقبال الكبير على محلات بيع الألبسة لأول مرة منذ سنوات، في القضاء النهائي على ظاهرة التجارة الفوضوية و عرض السلع في الأرصفة و على الطريق العام،  حيث كانت تتحول شوارع وسط المدينة ليلا في الأيام الأخيرة التي تسبق عيد الفطر، إلى سوق مفتوحة تُغلق جميع المنافذ و يُعرض الباعة السلع وسط الطرق الرئيسية جنبا إلى جنب مع أصحاب المحلات التجارية بطريقة فوضوية، لبيع سلعهم و مزاحمة الباعة غير الشرعيين، لتسويق أكبر نسبة من الملابس الصيفية التي كانوا يحولونها إلى المخازن.
لكن هذه السنة و للعام الثاني على التوالي  ، تمكنت مصالح الشرطة من بسط سيطرتها بشكل كامل على الشوارع التجارية و أماكن التسوق، حيث لم تسمح بعودة أي أشكال من التجارة الفوضوية، ما جعل المواطنين و العائلات تتوجه إلى المحلات النظامية لشراء كسوة العيد، حيث أدى الإقبال الكبير إلى تشكل طوابير و ازدحام لم تشهده عنابة لسنوات، خاصة مع توافد زوار من الولايات المجاورة كالطارف، سكيكدة، قالمة و سوق أهراس، الذين يفضلون أجواء التسوق بعنابة.
و أكدت عائلات في حديثها للنصر، على أن مناسبة عيد الفطر التي تتزامن مع فصل الصيف و نتائج امتحانات نهاية السنة، فرصة لكسوة أبنائهم دفعة واحدة، كتحفيز و هدية للاحتفال بالمناسبة الدينية و نجاحهم الدراسي.
و أبدى العديد من المواطنين الذين تحدثت معهم النصر، عدم رضاهم عن الأسعار، خاصة ألبسة الأطفال التي اعتبروها مرتفعة جدا، حيث قالت سيدة « ثمن لباس الأطفال هذه السنة مرتفع جدا على ألبسة الكبار، حاولت شراء حذاء رياضي لابنتي البالغة من العمر 10 سنوات، غير أن ثمنه ليس في المتناول، حيث يتراوح سعر حذاء ذو نوعية متوسطة، ما بين 5 آلاف دج إلى 10 آلاف دج و هو ما دفعني للتوجه إلى المساحات الكبرى القديمة لبيع الملابس، أين وجت أسعارا أقل و التنوع في العرض من حيث الجودة».
و قال آخرون، بأن المنافسة مع التجار الفوضويين في السابق، كانت تساهم بشكل كبير في خفض الأسعار، وجد تجار المحلات الفرصة لرفع الأسعار مع كثرة الطلب و دعا محدثونا إلى تنظيم أسواق يومية مؤقتة لبيع الألبسة بمحيط عاصمة الولاية، في الأيام الأخيرة من شهر رمضان لكسر السعر، فيما فضلت عائلات أخرى اقتناء ألبسة العيد قبل دخول شهر رمضان، تفاديا للازدحام و اللهفة و كثرة الطلب و رفع الأسعار.   
من جهتها المساحات الكبرى الخاصة ببيع ألبسة البالغين، تعرف إقبالا هي الأخرى مع اعتماد التخفيضات، منها المختصة في بيع الماركات العالمية   حيث يجد فيها الزبائن الفرصة لاقتناء الملابس و الأحذية التي كانوا لا يستطيعون شراءها لغلاء ثمنها و تراوحت نسبة التخفيضات، ما بين 20 إلى 50 بالمائة، فيما يعتبر كثيرون هذه التخفيضات بغير الحقيقية و هي مجرد طريقة تجارية لجلب الزبائن و إغرائهم على الشراء.
و أرجع تجار تحدثت النصر إليهم، غلاء الأسعار، إلى ارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء و تراجع قيمة الدينار، على سبيل المثال سروال خاص بالأطفال يبلغ ثمنه في بلد المنشأ تركيا 10 دولار، أي ما يعادل 2000 دج جزائري دون احتساب الشحن و الإقامة و غيرها من التكاليف، معتبرين تشجيع الصناعة الوطنية، السبيل الوحيد لخفض الأسعار.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى