تجاوزت مدة انجاز الطريق المنفذ انطلاقا من ميناء جن جن بجيجل نحو العلمة في سطيف مرورا بولاية ميلة، الآجال التعاقدية المحددة بـ 60 شهرا بداية من مطلع شهر مارس 2014، نتيجة لجملة من المشاكل الميدانية التي عرفها، ما دفع بوزير الأشغال العمومية و النقل في زيارته لولاية ميلة، الأسبوع الماضي للمشروع، إلى حث القائمين على ضرورة تدارك التأخر المسجل، بمضاعفة فرق العمل و مد نشاطها على ساعات اليوم كله، لتسليمه في الآجال الجديدة التي رسمت له.
و يحتاج المشروع في الوقت الحاضر، للإسراع بإزالة ما تبقى من حواجز في طريقه مثل السكنات و مختلف الشبكات و حتى المقابر، كما أن الدراسات التقنية للمشروع التي لم تكتمل هي الأخرى، بإمكانها أن تدرج طلبات المسؤولين و السكان، خاصة ما تعلق بإضافة بعض المحولات التي تسمح بالدخول للطريق، الذي سيبعث لا محالة بروح جديدة في المنطقة، تمس الجوانب السياحية و الاقتصادية و الاجتماعية.
و سيشكل مشروع الطريق السيار الجارية أشغال انجازه حال دخوله العام الداخل الخدمة الفعلية، تحفة فنية تضيف لمسة رائعة لجمال الطبيعة هناك و مكسبا هاما للمواطنين من سكان المنطقة و المتعاملين الاقتصاديين، بالنظر للأبعاد الاقتصادية، الاجتماعية و السياحية المنتظرة منه.  
هذا المشروع الذي رصدت له الخزينة العمومية غلافا ماليا معتبرا يقدر بـ 17 ألفا و 156 مليار سنتم، يتكفل بانجازه مجمع انجاز جزائري إيطالي، فيما تعود الرقابة التقنية و المتابعة لمجمع جزائري فرنسي.
و لأن هذا المشروع التابع لقطاع الأشغال العمومية، يتضمن جملة من المنشآت الفنية  (الجسور) و الأنفاق الخارقة للجبال و معابر و أنابيب أسمنتية كبيرة لتصريف مياه الأودية و الأمطار، فانه يشكل بحق مدرسة مفتوحة لإطارات القطاع الشابة التي تبحث عن اكتساب الخبرة و كذا الطلبة الراغبين في التكوين الميداني خارج أسوار الجامعات و المعاهد المختصة لذلك شدد وزير القطاع على أهمية احتكاك إطارات الجزائر الحاليين و المستقبليين بخبراء المجمعات و الشركات الأجنبية القائمة بالانجاز، التي عليها في نفس الوقت، طبقا لبنود العقود المبرمة، تمكين الجزائريين من أخذ حظهم كاملا في التحويل التكنولوجي للمعارف، ليكونوا جاهزين لمواجهة أعباء الصيانة و التكفل بمنجزات القطاع، دون الرجوع في كل مرة للشركات و مكاتب الدراسات الأجنبية.
مميزات هذا المشروع المنتسب للطرق السيارة ذات الاتجاهين و ثلاثة أروقة لكل اتجاه، المخترق لمساحات غابية و سلاسل جبلية و سهول، يتضمن 53 منشأة فنية عبارة عن جسور، واحدة منها ستكون فوق مياه سد تابلوط بولاية جيجل و الباقي ستمر فوق الأودية، أو تربط  السلاسل الجبال و التضاريس الطبيعية الصعبة ببعضها البعض و كشفت الدراسة التقنية، عن وجوب انجاز 26 جسرا بولاية سطيف التي يعبرها على مسافة 50 كيلومترا و 18 جسرا بولاية جيجل التي يعبرها على مسافة 45 كيلومترا و 9 جسور بولاية ميلة التي يعتبر مقطعها الممتد على 15 كيلومترا، من أصعب المقاطع، بالنظر لتضاريس الطبيعة بهذا الإقليم، فيما سمحت أشغال انجاز النفق المقترح بمنطقة تاكسانة بمعدل ثمانية أمتار في اليوم عبر فتحاته الأربع، ببلوغ نسبة تقدم الأشغال به 59 بالمائة و ينتظر أن يكون طول هذا النفق ممتدا على مسافة حوالي كيلومترين ( 1860 مترا) .
إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى