ترأس رئيس أمن ولاية عنابة، مراقب  الشرطة بوبير قمر الزمان، أمس، لقاء جواريا مع ممثلي المجتمع المدني بالحي الشعبي العريق سيدي سالم في بلدية البوني، بهدف تحسيس سكان الحي و دعوتهم للمشاركة في محاربة الجريمة من خلال ثقافة التبليغ، باعتبار أن المواطن شريك فعال في تحقيق المعادلة الأمنية.
و استنادا لمصالح الأمن الولائي، فقد استمع بوبير إلى انشغالات ممثل الحي بهدف التكفل بها، خاصة و أن حي سيدي سالم كان يتصدر في السنوات الماضية، الأحياء من حيث ارتفاع نسبة الجريمة بمختلف أشكالها، إلى جانب كونه معقلا لنشاط شبكات تهجير البشر و صناعة قوارب الهجرة السرية،   أصبح  معروفا على المستوى الوطني، يقصده الشباب من جميع الولايات لركوب قوارب الهجرة غير الشرعية.
و استنادا لمصادرنا، فقد سطرت مصالح الشرطة برنامجا بالتنسيق مع مختلف المصالح، لإخراج الحي من قائمة الأحياء المعروفة بالإجرام، عن طريق تكثيف الجانب التحسيسي و دعم شباب الحي بمختلف صيغ التشغيل و خلق فضاءات للتسلية، إلى جانب إعطاء الأولوية في التوظيف بالمؤسسات الصناعية القريبة لأبناء الحي، بالإضافة إلى مواصلة برنامج إعادة إسكان العائلات القاطنة في المحتشد الاستعماري « لاصاص».
وضمن الجهود المبذولة في مجال معالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وضعت قيادة الأمن الوطني شهر أفريل 2018، فرقة جهوية مختصة في محاربة الهجرة غير شرعية حيز الخدمة، مقرها حي سيدي سالم، في إطار تكثيف جهود الشرطة بإقليم الاختصاص لمحاربة الجريمة المنظمة و العابرة للحدود و تنفيذا لتعليمات القيادة العليا للأمن الوطني الرامية لتجسيد قرارات التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية و العسكرية، على غرار الدرك الوطني و البحرية الوطنية، على أرضية الميدان بالمناطق التي تعرف انتشارا لظاهرة الهجرة السرية.
و جاء استحداث هذه الفرقة، بناء على التقارير المرفوعة للجهات العليا و التي تشير إلى أن ورشات صناعة قوارب الهجرة غير الشرعية بمنطقتي جوانو و سيدي سالم بعنابة، أصبحت تُشكل تهديدا على أمن الحدود البحرية، نتيجة لتركيز قوات حرس السواحل بالجهة الشرقية خاصة عنابة، جهودها على التصدي لقوافل «الحراقة» و حماية أفرادها من الغرق بعرض البحر، في طريق توجههم إلى جزيرة سردينا الإيطالية، بالإضافة إلى إرهاق جهود الأمن الخارجي لحي سيدي سالم، في التصدي للظاهرة قبل أزمة الوباء، حيث لم تسجل أي محاولات للهجرة غير السرية منذ شهر مارس، نتيجة لتدهور الوضع الصحي في إيطاليا.   
و يعد حي سيدي سالم ببلدية البوني، معقلا لنشاط شبكات تهجير البشر في ولاية عنابة، حيث سجلت المصالح الأمنية المختلفة في السنوات الأخيرة، أرقاما مرتفعة لرحلات تنطلق من هذا الشاطئ باتجاه جزيرة سردينيا الإيطالية، إلى جانب حجز العتاد من زوارق و محركات تستخدم في تنظيم رحلات الهجرة.
كما سجلت مصالح البحرية في فترة سابقة، ظهور قراصنة يستهدفون زوارق النزهة و الصيد بعرض البحر في إقليم ولايتي عنابة و الطارف، يقتربون من الزوارق العائمة و يهددون ركابها بالسيوف و الخناجر، من أجل الاستيلاء على القوارب و المحركات و الأغراض التي بحوزتهم.
و تعتبر مصالح حرس السواحل، ورشات صناعة قوارب الموت، أهم تحد يواجهها، حيث أصبحت الشبكات الناشطة في هذا المجال تصنع و تبيع القوارب و المحركات مباشرة للمجموعات التي تحضر «للحراقة» دون وجود وسيط لتنظيم الرحلات، مما يحقق لهم عائدات مالية ضخمة و تقدر مصادرنا عدد القوارب الراسية و المُخبأة داخل الأحراش بشاطئ سيدي سالم، بحوالي 600 قارب، كما تحصي 200 قارب بشاطئ جوانو، 80 بالمائة منها غير معرفة و لا تحمل رقما أو ترخيصا لاستغلالها في الصيد. و في هذا الشأن، تم إطلاق برنامج لإحصاء جميع القوارب و تعريفها و دعم المهنيين الناشطين في مجال الصيد.
وحسب مصالح الشرطة، فقد سطر رئيس أمن الولاية برنامجا لمواصلة اللقاء الجوارية، لتمس مختلف الأحياء خاصة الساخنة منها، إلى جانب العمل على تكثيف نشاطاتها الجوارية مع مختلف شرائح المجتمع، في المقابل تواصل عملياتها الشرطية عبر مختلف الأحياء الكائنة بقطاع الاختصاص و هذا لمحاربة كل ما من شأنه المساس بأمن المواطن و سلامة ممتلكاته.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى