عاش سكان ولاية عنابة، أمس، ظروفا صعبة جراء التقلبات الجوية و التساقط الغزير للأمطار، الذي استمر من ليلة الأحد إلى يوم الاثنين، مما خلف فيضانات كبيرة و أضرارا على مستوى المساكن و الطرقات الفرعية و حتى السريعة.
و تسببت السيول في غلق نفقي سيدي براهيم و سيدي عمار و غلق جزئي للطرقات على غرار مدخل المدينة الجديدة ذراع الريش و كذا البوني، ما صعب تنقل المواطنين و شكل ازدحاما مروريا في بعض المقاطع، إلى جانب صعوبة التحاق تلاميذ بمؤسساتهم التربوية، نتيجة لتسرب المياه للساحات و الأقسام .
حيث أدى التهاطل الغزير للأمطار، حسب ما عاينته النصر، إلى ارتفاع منسوب المياه على مستوى الوديان و المسطحات المائية، مع انسداد البالوعات و تسجيل عجز في جهر الأودية، ما نجم عنه فيضان عدة أحياء بوسط المدينة و السهل الغربي و كذا تجمعات سكنية متفرقة ببلديات البوني، الحجار، واد العنب، برحال، حيث غمرت المياه حيي لاكولون و لاسيتي بوسط المدينة لأول مرة، بعد إنجاز الأشغال الكبرى لصرف المياه بعاصمة الولاية، سنتي 2008 و 2009 في مشروع ضخ استهلاك مئات الملايير، مما يستدعي البحث عن أسباب فيضان أحياء وسط المدينة مجددا، حيث تسربت المياه للمحلات التجارية و المساكن الأرضية.
و عجز السكان عن الخروج من العمارات و هي نفس الوضعية التي عاشتها المدينة الجديدة ذراع الريش، أين غمرت السيول الطرقات الرئيسية، بسبب انسداد البالوعات و انعدام قنوات صرف المياه في بعض الأحياء و كذا تسبب الممهلات التي وضعت مؤخرا بوسط المدينة في احتقان المياه.
كما عانى سكان الجهة الشرقية بالشطر المؤدي إلى برحال على غرار عايب عمار، شابية، خرازة، بسبب فيضان الوديان و وصول المياه إلى الطريق الوطني رقم 44، محملة بالأتربة و النفايات الصلبة التي جرفتها السيول القادمة من جبال الإيدوغ.
كما تضرر سكان البيوت القصديرية بالأحياء الفوضوية بكل من سيدي حرب، بوحديد و الشعيبة، نتيجة لهشاشة الجدران و انعدام مسالك المياه السطحية، ما أدى إلى تسرب المياه لمنازلهم، نفس الوضعية شهدتها أحياء بوسدرة، بوخضرة، سيدي سالم بلدية البوني، فاجأت الأمطار الغزيرة المتساقطة السكان بفعل ارتفاع منسوب المياه.
و أحصت مصالح الحماية المدنية، حسب نشريات صدرت خلال 24 ساعة الماضية، عشرات التدخلات لامتصاص المياه بأحياء متفرقة ببلديات البوني، عنابة، سيدي عمار، واد لعنب و الحجار التي كانت أكثر تضررا، بعد أن وصل منسوب المياه إلى 1 متر بأحد الأحياء، قامت خلالها باجلاء عائلات و أشخاص،  وذلك  ببلدية عنابة على مستوى شوارع بن عميور عبد القادر، بوتياح صالح و أحياء برمة الغاز، المدينة القديمة، الريم، 20 مارس، حيث عملت فرق الحماية المدنية على امتصاص المياه المتراكمة لتسهيل حركة السير و كذا تمكين التلاميذ بثانوية الصفصاف من الوصول إلى حجرات الدراسة.
و في بلدية واد العنب، تم التدخل على مستوى حي ذراع الريش القديم و كذا  4422سكنا بالمدينة الجديدة و كذا حي خرازة ، أما في بلدية البوني حسب نشرية الحماية المدنية، تركزت التدخلات لامتصاص المياه نتيجة للفيضانات التي مست كل من،  ابتدائية سيبوس إناث، ابتدائية شيحاوي يوسف بسيدي سالم، التي سجل بها فيضان في الطريق و دخول المياه لـ 20 مدخلا دون تشكيل أي خطر، في حين سجل تسرب للمياه إلى ساحات بعض المنازل بغربي عيسى، نتيجة لارتفاع منسوب الوادي المحاذي، كما سجلت تدخلات كبيرة بالبوني مركز.
و استنادا لمصالح الحماية المدنية، فقد كانت بلدية الحجار أكثر تضررا، حيث وصل منسوب المياه بحي 110 سكنات إلى حوالي 1 متر و بحي عطوي صالح 2، تراكمت المياه بعلو 52 سم، في حين ارتفع منسوب المياه بحي الشومرا إلى حوالي 42 سم، مع تسرب السيول لبعض المنازل، و بحي 200 مسكن، كان المنسوب  25 سم،  كما تراكمت المياه بحيي برقوقة و حجر الديس في سيدي عمار.                                    حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى