بدأت شبكات الغاز الطبيعي في الاشتغال بعدة تجمعات سكنية ريفية نائية بالإقليم الشرقي لولاية قالمة، بعد معاناة طويلة مع قارورات الغاز و برد الشتاء. و قد أشرف والي قالمة كمال الدين كربوش نهاية الأسبوع ء على إطلاق مشروع جديد لربط قرية مقسمية المتاخمة لجبال بني صالح الشهيرة بالغاز الطبيعي، و تشغيل الشبكة بمشاتي شيشاط، مكاسة، الشطاح، و القصر ببلديتي مجاز الصفا و بوشقوف، و عمت الفرحة تلك التجمعات الريفية الفقيرة التي مرت بأوضاع اقتصادية و اجتماعية صعبة تحت تأثير العزلة و العطش و أزمة الوقود.  
و تواصل شبكة الغاز تمددها بالإقليم الشرقي لولاية قالمة مؤذنة بمستقبل جديد يجسد مساعي إعمار المناطق الريفية النائية على أرض الواقع، و يتوقع أن تنته ازمة الوقود بالمنطقة قريبا عندما تكتمل مشاريع الربط الجارية.
و يعيش سكان الإقليم الشرقي على الزراعة و تربية المواشي و الدواجن، لكنهم يواجهون تحديات كبيرة بينها أزمة العطش المستفحلة و عزلة المنازل المتناثرة، و ضعف التغطية الصحية، و مرافق الشباب.
و قد عاين والي الولاية العديد من المشاريع التنموية بالمنطقة، بينها مشروع تزويد مشاتي  شيشاط ، الشطاح و مكاسة بمياه الشرب و ترميم مدرسة ابتدائية، و قاعة علاج، و تدشين ملعب جواري، و مشروع بناء ثانوية بمدينة مجاز الصفا تتسع لألف مقعد بيداغوجي، و تشغيل خزان جديد لمياه الشرب قدرته 5 آلاف متر مكعب بحي سيدي محمد بمدينة بوشقوف، التي تدعمت أيضا بمسبح نصف أولمبي و مقر جديد للبلدية.
و يعد مشروع ازدواجية الطريق الوطني 16 على مسافة 42 كلم من أهم المشاريع الاقتصادية و الاجتماعية بالإقليم الشرقي لولاية قالمة، حيث يعول عليه كثير للتخفيف من وطأة أزمة السير على الطريق القديم، و إحداث حركية تنموية واعدة تعتمد على تدفق السلع و السياح، انطلاقا من الطريق السيار شرق غرب، و ولايات عنابة الطارف سوق أهراس و تبسة. و قد انطلق الشطر الأول من المشروع الحلم منذ أكثر من سنة، و هو يحرز تقدما مشجعا بعد تعثر في بداية الأشغال.
و يمتاز الإقليم الشرقي لولاية قالمة بقدرات سياحية و زراعية كبيرة لكنه ظل يعاني من العزلة بسبب صعوبة الطرقات المؤدية إليه، كالوطني 20 و الوطني 16 و هما طريقان قديمان لم يعودا قادرين على مسايرة التحولات الاقتصادية و الاجتماعية التي يعرفها الإقليم الكبير الذي يظم 5 بلديات هي بوشقوف، وادي الشحم، مجاز الصفا، وادي فراغة و عين بن بيضاء المتاخمة لحدود ولايتي عنابة و الطارف.            
              فريد.غ  

الرجوع إلى الأعلى