أعلنت، أمس، وزيرة الثقافة والفنون من باتنة، عن رفع التجميد عن مشاريع لترميم كل من الضريح الملكي النوميدي إمدغاسن، بغلاف مالي يقدر بـ 15 مليار سنتيم، تضاف إليه 500 ألف دولار ضمن اتفاقية شراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية وكذا مشروع لحماية مدينة تيمقاد الأثرية.
و كانت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة خلال ثاني يوم من زيارتها لولاية باتنة، قد وقفت بمواقع أثرية وأبدت أسفها لما آل إليه بعضها من إهمال وتخريب وقالت في تصريح صحفي، بأن سنوات ضاعت دون أن يتم ترميم معالم ولا استغلالها، كاشفة عن اتخاذ جملة من القرارات الاستعجالية، أبرزها تخصيص إنجاز متحف بمدينة تازولت يليق بمكانتها الحضارية، بعد أن وقفت على غياب مكان يخصص لحفظ وعرض القطع الأثرية واللوحات الفسيفسائية التي تزخر بها المنطقة.
و بعد استماعها لانشغالات السلطات المحلية لبلدية تازولت والمجتمع المدني حول حيلولة مواقع أثرية عائقا لإتمام مشاريع تنموية، منها جزء من ازدواجية الطريق الوطني 31، أكدت مليكة بن دودة، على بحث حلول والخروج بقرار لا يضر المواقع الأثرية و يدفع بالتنمية في الوقت نفسه، مؤكدة على عدم إمكانية المساس بالخارطة الأثرية، لأن مشاريع أنجزت بأخطاء فادحة دون الإلمام بالإحداثيات الجغرافية للمواقع الأثرية. و من بين القرارات الاستعجالية التي أعلنت عنها وزيرة الثقافة، الشروع في جرد حقيقي للممتلكات الثقافية والأثرية بمدينة تيمقاد، للتصدي حسبها للتلاعب والنية المبيتة وراء تغاضي النظر عن المكتشفات الأثرية غير المحصية و التلاعب بمسارها.
كما كشفت بن دودة عن رفع الوزير الأول للتجميد عن مشاريع هامة لحماية الممتلكات الثقافية، منها مشروع لحماية المدينة الأثرية تيمقاد و هو المشروع الذي اطلعت على بطاقته الفنية بالموقع و يتضمن التسييج و الإنارة و إنجاز لوحات إرشادية بالمدينة الأثرية و مركز تفسير و تهيئة ساحة المدخل و انجاز أكشاك لفائدة حرفيي الصناعة التقليدية و ترميم متحف المدينة الأثرية.
و كشفت الوزيرة عن إبرام اتفاقية شراكة مع الوزارة المنتدبة للمؤسسات الناشئة لتشجيع الأفكار التي تروج للثقافة و هذا بعد وقوفها على مبادرة لمؤسسة ناشئة ابتكرت تطبيقا يسهل الولوج للمواقع الأثرية و السياحية بالجزائر، مؤكدة على تشجيعها لمبادرات الشباب حاملي المشاريع التي تخدم و تروج للثقافة.
و خلال وقوفها على وضعية ضريح إمدغاسن الذي عرف تأخرا في ترميمه لسنوات بعد تراجع الاتحاد الأوروبي، أعلنت الوزيرة عن رفع التجميد عن غلاف مالي بـ 15 مليار لترميم الضريح، بالإضافة إلى رصد 500 ألف دولار للعملية في إطار شراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
في حين نددت و تأسفت وزيرة الثقافة لعمليات التخريب التي طالت، مؤخرا، ضريح سيدي مرزوق بحي الزمالة العتيق الآثار بمدينة تازولت و اعتبرت تلك السلوكات، تنم عن غياب وعي بأهمية التراث و أكدت على ضرورة استغلال التراث في الترويج السياحي، حتى يدر مدخولا اقتصاديا.
ياسين عبوبو

الرجوع إلى الأعلى