انطلقت، أمس، حملة التلقيح ضد وباء كورونا بجيجل، بعدما استفادت الولاية من كمية معتبرة من لقاح سبوتنيك، حيث تم خلال العملية الأولى، تلقيح 20 مسجلا ضمن القوائم من فئة المسنين و ذوي الأمراض المزمنة و أطباء و ممرضين، أكدوا على إيمانهم بأخذ اللقاح و أهميته للحد من انتشار فيروس كورونا، وسط حضور السلطات الولائية.
العملية انطلقت من العيادة متعددة الخدمات طبال عبد المجيد «الوزيز» وسط مدينة جيجل، أين أشرف والي الولاية والسلطات على الانطلاقة الرمزية للعملية ولدى وصولنا للعيادة قبل الموعد الرسمي، شاهدنا وصول المواطنين المعنيين بعملية التطعيم باكرا، وكانت أغلبيتهم من فئة المسنين، شرعوا في الفحص من قبل الطاقم المسخر و مراقبة ملفهم الطبي، كما وجهت الطبيبة المختصة مجموعة من الأسئلة حول وضعياتهم الصحية، مع قياس الضغط والتدقيق في حالاتهم الصحية، فيما كان ترتيب العملية يتم عبر مراحل بتسخير ثلاث قاعات للعملية.
وأوضحت الطبيبة المشرفة على قسم التلقيح، بأن عملية التطعيم تتم وفق مراحل، بداية بتسجيل المواطنين الراغبين في الحصول على اللقاح والذين يقومون بذلك عبر موقع التواصل الاجتماعي أو بالتوافد على المؤسسة و يتم إعداد قائمة مسبقة للمعنيين، ليتم استدعاؤهم يوما قبل التلقيح، بالإضافة إلى قائمة إضافية في حالة عدم حضور المعنيين و أرجعت ذلك لطبيعة العملية الحساسة، التي تتطلب تقديم جرعات اللقاح كاملة، كونه ينقل في ظروف تبريد عالية.
مضيفة بأنه يتم ضمان الإسراع في العملية و تلقيح العدد كاملا في ظرف وجيز و وفق الإجراءات المعمول بها و تبعا لبروتوكول صحي معتمد و عند دخول المريض، يتم القيام بعدة خطوات على غرار المتابعة الدقيقة للوضعية الصحية و تقديم أسئلة و القيام بفحوصات قبل أخذ اللقاح، كما ذكرت الطبيبة، ببرمجة تلقيح 20 مسجلا ضمن القوائم.
وخلال تواجدنا بالقاعة، تقربنا إلى المعنيين بالعملية، أين كانت الصدفة بلقاء رئيس جامعة جيجل سابقا، الدكتور زنير عبد المالك، أخبرنا بأنه جاء لأخذ اللقاح و أنه قدم عن قناعة بسبب أهمية اللقاح لمواجهة فيروس كورونا، كونه الحل الوحيد لمحاربة جائحة كورونا، قائلا « قدمت البارحة للتسجيل في القائمة، بعدما سمعت بمباشرة العملية و كنت جد مسرور لذلك و ما أستطيع قوله، هو أن التلقيح جد مهم في الوقت الراهن و قد أثبت لقاح سبوتنيك فعاليته، بدليل تتبعي للأخبار و أراء الأخصائيين عبر مختلف القنوات العالمية، كما أدعو المواطنين للتقرب وأخذ اللقاح في أقرب وقت والاستفادة منه».
أما صديقه، أحسن، الذي كان متواجدا بجانبه، فأشار إلى أنه فرح كثيرا عندما سمع بوصول اللقاح وكانت فرحته وسعادته لا توصف خصوصا عندما تم وضعه في القائمة الأولى لتلقي التطعيم، أما عمار ابن مدينة العوانة، فذكر أنه يقطن بإحدى مناطق الظل وقد جاء لأخذ التطعيم المقدم ضد الفيروس الخطير، مثمنا في نفس الوقت مجهودات السلطات العليا في توفير اللقاح وكذا ضمان أخذه بالمجان، داعيا المواطنين لضرورة التقرب لتسجيل أنفسهم واغتنام الفرصة.
تطمينات بفعالية اللقاح ومتابعات طبية لغاية الجرعة الثانية
كما كان أفراد الجيش الأبيض حاضرين بقوة، حيث وجدنا رئيس مصلحة الأوبئة بمستشفى محمد الصديق بن يحيى ينتظر دوره مع المواطنين لأخذ اللقاح، مؤكدا على أن الظرف الحالي يتطلب الإسراع في أخذ اللقاح بسرعة و خصوصا من قبل الطواقم الطبية وأصحاب الأمراض المزمنة، مشيرا إلى أنه جد مسرور لإدراج اسمه ضمن الأوائل لأخذ اللقاح، مضيفا بالقول «كوني متواجد ضمن الصفوف الأمامية، يتطلب مني الإسراع في أخذ اللقاح وتحمل المسؤولية لعدم نقل عدوى الوباء للمرضى و أفراد عائلتي و الحمد لله أن جيجل كانت من ضمن الولايات الأوائل التي يصلها اللقاح و أوجه ندائي للمواطنين بضرورة التلقيح و أخذ اللقاح جد مهم لمواجهة الفيروس في الوقت الحالي و من خلال إطلاعي على فحوى اللقاح، فقد تبين عدم وجود أعراض جانبية قد تضر بالمتلقي».
فيما أكدت ممرضتان تعملان بمستشفى محمد الصديق بن يحيى، على أنهما سارعتا لتسجيل  نفسيهما ضمن القوائم المستفيدة من اللقاح فور وصوله وقد قدمتا عن قناعة مطلقة بأهمية التلقيح، كونه الوسيلة الأنجع لمواجهة خطر انتقال عدوى فيروس كورونا و وجهتا نداء للعاملين في سلك شبه الطبي أو الطبي، بضرورة أخذ اللقاح بسبب أهميته و فعاليته ضد خطر الفيروس القاتل.
كما قدمت شروحات للوالي لحظة وصوله و الوفد المرافق له و تفقده للجناح المخصص لعملية التطعيم، حول العملية و مراحلها، لتبدأ الانطلاقة الرمزية، حيث تلقى الطبيب، نيبوشة جمال، العامل بمستشفى محمد الصديق بن يحيى، أول جرعة بولاية جيجل و قد أخبرنا المعني بأنه جاء عن قناعة لأخذ العلاج و إيمانه بأهميته، كما أنه يثق في اللقاح الروسي أكثر من باقي اللقاحات و قد قام بتتبع مراحله المختلفة عبر التلفزيون و أراء المتخصصين و الباحثين حوله.
و قد قام المواطنون المعنيون باللقاح، بأخذ الجرعات تباعا و المكوث لمدة نصف ساعة بقاعة الملاحظات الطبية، أين أكد جميع من تلقوا اللقاح على أنهم لم يحسوا بأي أعراض جانبية.
في حين ذكر أطباء حاضرون، أن المعنيين سيضلون تحت المتابعة الطبية المستمرة في الخارج إلى غاية أخذ الجرعة الثانية من اللقاح بعد مرور 21 يوما.
رهان على تلقيح أكبر عدد من المواطنين
و ذكر القائمون على العيادة، أن عددا معتبرا من المواطنين يتوافدون لتسجيل أنفسهم و الاستفسار عن العملية و شروط تلقي اللقاح، بحيث تم إبلاغهم بضرورة تسجيل أنفسهم مع احترام الأولوية لأصحاب الأمراض المزمنة و المسنين.
كما أشار والي جيجل، عبد القادر كلكال، إلى أن انطلاق عملية التطعيم محليا يعتبر حدثا، كون ولاية جيجل تعتبر من بين الولايات الأولى التي تم تقديم اللقاح فيها، مؤكدا على أن مجهودات الدولة تبذل ميدانيا لمواجهة فيروس كورونا و الوصول إلى تطعيم عدد كبير من المواطنين تباعا فور وصول باقي الدفعات، داعيا المواطنين لتسجيل أنفسهم وعدم تضييع الفرصة مع ضرورة الحيطة و الحذر و إتباع الإجراءات الوقائية المتعلقة بجائحة كورونا. وذكر مدير الصحة، أن العملية انطلقت وفق إجراءات صارمة و بروتوكول صحي معمول به، حيث تم تسخير إمكانيات بشرية و مادية عبر مراكز التلقيح المقدر عددها 89 مركزا، مؤطرة بتسعة و تسعين طبيبا، 118 ممرضا، 75 سكرتيرا، 39 فرقة متنقلة، حيث ستمس العملية أكبر عدد من المواطنين، خصوصا المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة والعاملين في قطاع الصحة.                كـ.طويل

الرجوع إلى الأعلى