برج مارطا مزرعة صغيرة على مشارف المدينة السياحية حمام دباغ بقالمة، يعيش سكانها بلا كهرباء منذ سنوات طويلة، بينها و بين مدينة الصخب و الأضواء مسافة ألف متر، لكنها مازالت محرومة من الكهرباء و الغاز و الماء.
النصر تنقلت إلى المزرعة، أين صادفنا فاتح بن قيراط، المزارع الشاب، حيث كان يجلس وسط كومة من قطع الغيار، يحاول إصلاح مولد كهربائي أصابه العطب و توقف عن الدوران، كما توقفت مولدات أخرى من قبل و صارت حطاما معدنيا يملأ المكان حتى صار أشبه بموقع  للخردة و مستودعا صغيرا لميكانيك السيارات و الدراجات النارية.
لم يعد فاتح كما سكان المزرعة، يهتم كثيرا بحقول القمح و أصبح همه الوحيد تشغيل مولد للكهرباء و إنارة مسكنه المظلم و بعث الروح في مصباح و ثلاجة أو تلفاز و إسعاد أبنائه الصغار الذين ولدوا و كبروا على ضوء الشموع.
يقول سكان برج مارطا متحدثين للنصر، بأنهم لم يتوقفوا عن المطالبة بحقهم في الكهرباء و العيش الكريم، متحدثين عن معاناتهم مع الظلام و تلف المواد الغذائية و خسائر كبيرة تصيب التجهيزات الكهرومنزلة، بسبب تعطل مولدات الكهرباء باستمرار و كلما تعطل مولد و استحال إصلاحه، يتوجه فاتح كما جيرانه أيضا إلى أسواق الخردة و معدات الكهرباء لشراء مولد جديد، حتى لا يدوم الظلام طويلا و تتحول المساكن الريفية إلى هياكل موحشة في الليل و النهار.
و استنجد سكان المزرعة أكثر من مرة بمرفق للخدمات يبعد عنهم بنحو ألف متر للحصول على الكهرباء، فاشتروا الكوابل الناقلة، لكن نور الكهرباء لم يدم طويلا و اضطر السكان لجر الكوابل النحاسية المغطاة بالبلاستيك الأسود و تجميعها بالمزرعة إلى جانب المولدات المعطلة و صفائح البنزين المكدسة في كل مكان.
و ينفق سكان المزرعة الكثير من المال على مدار العام لتشغيل المولدات الكهربائية و إصلاح الأضرار التي تلحق بالتجهيزات الكهرومنزلية و أمام ارتفاع الأسعار في السوق الوطنية، يكاد  فاتح و جيرانه يستسلمون للأمر الواقع و يعيشون في الظلام حياة بدائية بلا ثلاجة و تلفاز، كأنهم بدو رحل وسط المراعي النائية.
و قال رئيس بلدية حمام دباغ محمد فريعن للنصر، بأن سكان المزرعة يعشون ظروفا صعبة بسبب انعدام الكهرباء، و أضاف بأنه زار المزرعة ليلا رفقة مدير الطاقة، و وقف على معاناة سكان برج مارطا.
و يتوقع رئيس البلدية نهاية المعاناة بالمزرعة الصغيرة في غضون الأشهر القليلة القادمة، بعد أن تم تسجيل مشروع للربط بالكهرباء يشمل ما تبقى من مساكن بحي السنقط و سكان برج مارطا الذين عاشوا سنوات طويلة بلا كهرباء على مشارف الضاحية الشرقية للجوهرة السياحية، من حيث تنبعث الأنوار الساطعة لتضيء ما حولها من حقول زراعية و شعاب، لكن طيفها المتعدد الألوان بالكاد يصل إلى برج مارطا الغارقة في الظلام.
فريد.غ            

الرجوع إلى الأعلى