تسببت أشغال إعادة تهيئة الأرصفة بوسط مدينة عنابة و خاصة بالطرقات الرئيسية على غرار محور دوران الحطاب، في موجة استياء واسعة لدى العنابيين و تحولت إلى نقاش و تداول للصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية قيام مؤسسة الإنجاز بنزع الرخام الموجود بمحور الدوران و تعويضه بمزيج الحصى و الزفت، بنفس الطريقة المستخدمة في تعبيد الطريق.
و حسب ما عاينته النصر، فقد كان الفرق واضحا في المنظر الجمالي لرصيف محور الدوران و الطرقات الأخرى، حيث تحول اللون الأجوري للمادة الرخامية التي كانت تغطي الرصيف، إلى اللون الأسود الداكن، في تشابه تام بين ممر السيارات و الرصيف.
و تأتي عملية إعادة تهيئة الأرصفة، في إطار المشروع الضخم لإعادة الاعتبار لوسط المدينة، غير أن توقيت الأشغال و تسببها في عرقلة حركة المرور، أدى إلى تعقيد حركة السير بوسط المدينة، فيما يؤكد رئيس بلدية عنابة، على أن الأشغال حتمية و وجب على المواطن مراعاة الظرف لاستكمال الأشغال في موعدها.
و ما إن هدأت الأصوات المنتقدة لتسيير الورشات، حتى ظهر مشكل جديد بسبب بتزفيت الأشجار الموجودة على الأرصفة دون القيام بإنجاز الأحواض التي تحيط بها، مما استدعى تدخل مصالح البلدية من جديد لفرض انجاز الأحواض قبل التزفيت، حيث كان تزفيت الأرصفة في أطراف و محيط وسط المدينة عادية في البداية و مع انطلاق تزفيت الأرصفة بقلب وسط المدينة من خلال إزالة الخزف و السيراميك و تعويضه بالزفت، كان الفرق واضحا و أدى ذلك إلى وقوع موجة استياء لدى المواطنين الذين تساءلوا عن الجدوى من تهيئة الأرصفة بمادة الزفت، التي تشوه المنظر حسبهم.
النصر نقلت هذا الانشغال لرئيس بلدية عنابة، الطاهر مرابطي، حيث أكد في تصريحه على أن المصالح التقنية اتخذت القرار تطبيقا لتعليمات مصالح الولاية بوقف الخرسانة المطبوعة، بناء على تقرير تقني يؤكد رداءة الأشغال، حيث قام والي عنابة السابق، توفيق مزهود، بالوقوف على هذه المشاريع و أصدر أمرا بمنع هذا النوع من أشغال الأرصفة، و توجيه إعذارات للمقاولات.
و حسب ما تضمنه التقرير، فإنه و بمجرد التساقط الغزير للأمطار، تتآكل طبقة الاسمنت العلوية و تُمحى زخرفة القوالب و يظهر مباشرة الحصى الخشن و تتحول إلى حفر مع مرور الوقت و هو ما وقفت عليه النصر في عدة أحياء منها الشوارع الداخلية.
كما أكد مرابطين على أن مصالح مديرية التعمير، لجأت لتقنية « البيتيم» الأسود، لسهولة نزعه في حال القيام بأشغال و كذا إرجاعه إلى حالته الطبيعية، كما هو معمول به في عدة دول.
و حسب مختصين في التعمير للنصر، فإن تقنية انجاز الأرصفة «بالبيتيم»، لها معايير تدخل فيها جودة المواد المستخدمة و كذا الألوان و الموقع أيضا، حيث لا يمكن استخدم « البيتيم» في المواقع السياحية و قلب وسط المدينة، لأنها مشوهة للمنظر الجمالي، فيما يمكن استخدامها في الشوارع الفرعية مع سوائل ملونة لمزج الحصى و ليس سائل الزفت المستخدم في تعبيد الطرقات.
و حسب متابعة النصر لمشاريع تهيئة الأرصفة بولاية عنابة، فقد أنفقت أموال طائلة عليها في السنوات الأخيرة و لحد اليوم، لا يوجد رصيف صالح للمشي، فكلها عبارة عن برك و حفر حتى بكورنيش «شابي و سانكلو»، حيث أثبتت كل التقنيات المستخدمة في التهيئة و الانجاز أنها غير ناجعة و هو ما أرجعته السلطات المحلية إلى الغش في الإنجاز بسبب ضعف الرقابة.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى