قرّرت سلطات ولاية الطارف، في إجراء استعجالي، التكفل بمعالجة مشكلة طرح المياه المستعملة بشاطئ القالة القديمة و شاطئ المرجان بالوسط الحضري لمدينة القالة، حيث تم تخصيص الأموال المطلوبة للبلدية من أجل الإسراع في إطلاق الأشغال المبرمجة لحماية الشاطئين اللذين يستقطبان أعدادا كبيرة من المصطافين، من خطر التلوث.
و ذكرت مصادر مسؤولة بمديرية السياحة و الصناعات التقليدية و العمل العائلي، أن وضعية الشاطئين هما محل متابعة من أجل تحويل المياه المستعملة التي تصب نحوهما من قبل سكان الأحياء الحضرية في الجوار، بالشكل الذي تسبب في تدهور حالة الشاطئين العريقين أمام اتساع رقعة تلوثهما في الآونة الأخيرة، ما كان محل تحفظات اللجنة الولائية المكلفة بتحضير الموسم الصيفي التي وقفت عن كثب على الحالة التي بلغها شاطئ المرجان و الشاطئ الكبير المهددان بالغلق، بعد أن تحولا إلى مصبين للمياه القذرة المتسربة من الأحياء المجاورة، رغم التقارير المرفوعة للجهات المعنية من أجل إيجاد حل نهائي لمشكلة تلوث الشواطئ المحلية التي كانت بدورها محل استنكار بعض الجمعيات.
و قال المصدر، بأن السباحة هذا الموسم الصيفي بالشاطئين تبقى محفوفة  بالمخاطر، رغم قرار فتحمها أمام المصطافين من دون التكفل مسبقا بتحويل مصبات المياه القذرة التي تبقى رقعتها في اتساع مستمر و هو ما يؤكده تزايد حالات الإصابة بالأمراض الجلدية و الرمد التي أثبتت نتائج التحاليل المخبرية بشأنهما أن مصدرها هو نوعية مياه الشاطئين بسبب ارتفاع نسبة تلوثهما.
و أعلن المصدر عن ضبط كل التحضيرات المتعلقة بالموسم، بتدخل كل القطاعات و الفعالين، إلى جانب حزمة التدابير التي اتخذتها السلطات المحلية لإنجاح الموسم الذي تراهن عليه الولاية أن يكون أكثر تميزا من جميع الجوانب، في ظل التوقعات باستقطاب حوالي 2.5مليون مصطاف، فيما ستعرف المناسبة استلام 3فنادق جديدة بسعة 330سريرا، ستعزز طاقة الحظيرة الفندقية التي تتوفر على 18مؤسسة فندقية بطاقة استيعاب تقارب 1350سريرا، حيث يبقى القطاع يعاني عجزا كبيرا في هياكل الإيواء و الذي يتم تغطيته باللجوء إلى الاستنجاد بالمخيمات و مراكز العطل و بيوت الشباب، إضافة إلى الإيواء لدى الغير، حيث يتم عرض حوالي 6 آلاف شقة للكراء أمام المصطافين كل صيف و هي العملية التي تم تقنينها هذه السنة للتحكم في العملية السياحية حفاظا على الأمن و الصحة العامة، مع الأخذ في الحسان السهر على التطبيق الصارم للبروتوكول الصحي .
من جهته كشف مدير الإدارة المحلية لولاية الطارف، شاكري محفوظ، عن تخصيص حوالي 5 ملايير سنتيم من ميزانية الولاية لإنجاح و تحضير الموسم الصيفي من خلال التدخل و التكفل بتجهيز الشواطئ و تزويدها بالمياه، المراحيض و غرف خلع الملابس و الإنارة و الطاقة الشمسية و فتح المسالك، إضافة إلى تركيب إشارات التوجيه نحو الشواطئ على الطرقات و وضع حاويات جمع القمامة، بعد أن تكفلت الهيئات المعنية مسبقا بتنظيف كل الشواطئ من الأوساخ و النفايات.
كما تم تزويد الشواطئ المحلية بمكاتب متصرفين إداريين للشواطئ، أو ما يسمى «بسيد الشاطئ « الذي يكون على تواصل مستمر مع اللجنة الولائية لتحضير الموسم و المصالح المعنية، بإخطارها بكل النقائص من أجل التدخل لمعالجتها، علاوة على تدعيم البلديات خصوصا الساحلية مها، بوسائل و تجهيزات و عتاد النظافة للسهر على نظافة المحيط، موازاة مع إنشاء المؤسسة الولائية العمومية للنظافة التي ستعطي دفعا في الاعتناء بجانب النظافة و محاربة الأوساخ لإعادة الاعتبار للوجه الجمالي للولاية السياحية التي تعد منطقة عبور و وجهة سياحية بامتياز .
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى