تعد حاضنة المؤسسات الناشئة بولاية تبسة، من بين الفضاءات الهامة التي استحدثتها الدولة لصالح الشاب المبتكر، حيث استطاعت في فترة وجيرة استقطاب عشرات الأفكار الشبانية الخلاقة التي يطمح أصحابها من ذوي الشهادات الجامعية، لتحويلها إلى مشاريع قادرة على منافسة الأسواق الجهوية و الدولية و من ثم ضخ موارد مالية إضافية في خزينة الدولة خارج قطاع المحروقات.
263 مشروعا تحت التجربة أو في انتظار الحصول على الوسم

و في هذا الصدد، قال مدير الحاضنة الشاب "فتحي قاسمي"، بأن حاضنته عبارة عن فضاء شباني يهتم بالأفكار الخلاقة، يعمل في البداية على استقبال المشاريع الناشئة و تحويلها من التنظير إلى التجسيد، في سياق توجيهات رئيس الجمهورية الرامية إلى الاستثمار في العلوم و الأخذ بيد المخترعين الشباب و تحويل ابتكاراتهم إلى أثر ملموس.
مشيرا إلى أن حاضنة ولاية تبسة للمؤسسات الناشئة، التي يتواجد مقرها مقابل مقر الولاية، فتحت أبوابها شهر مارس 2021، حيث استقبلت مؤسسة "إينو آست كومباني" بتبسة، العشرات من المشاريع الناشئة و الأفكار الشبانية التي ينتظر مرافقتها، كما يتضمن برنامجها السنوي، تخصيص 192 ساعة تكوينية لفائدة الشباب المبتكر و أصحاب الاختراعات على مدار 6 أشهر و يتضمن نشاطها كذلك في مرافقة و مراقبة العشرات من المؤسسات الناشئة، من خلال دراسة الجدوى الاقتصادية لتلك المشاريع و كذا ملاءمتها لطبيعة الولاية و تزود المبتكرين الشباب  بمختلف الاستشارات الرامية إلى تطوير مؤسساتهم المستحدثة، فضلا عن تذليل الصعوبات التي قد تواجه هذه الفئة أثناء مرحلة التجسيد
وبالخصوص العوائق ذات الطابع الإداري إن وجدت، أما بالنسبة لتمويل هذه المشاريع، فيتم عن طريق صندوق مخصص لتمويل المؤسسات الناشئة.
و حسب مدير الحاضنة، فإنه سيتم خلال هذه الأيام، الانطلاق في برنامج مسرعات الأعمال و هو البرنامج الذي سيوجه لحاملي علامة مشروع مبتكر، أو علامة مؤسسة ناشئة و هي العلامة التي تمنح من طرف الوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة باقتصاد المعرفة و المؤسسات الناشئة، كما يتضمن البرنامج دورات تكوينية مكثفة لمدة شهرين لحاملي هذه المشاريع، لتزويدهم بالآليات القانونية
و الإدارية و وضعية الأسواق العالمية قبل الخوض في التجربة، مع العلم بأن الحاضنة استقبلت لحد الآن أزيد من 263 مشروعا، من داخل ولاية تبسة و من خارجها و هي مشاريع لشبان جامعيين، خضعت بعض مشاريعهم للتجربة و نجحت، بينما مازال البعض منها قيد التجربة و هذه بعض المشاريع الواعدة.
 الدكتور بوعلاق يعقوب ينجح في زراعة الفلفل دون اللجوء للتربة

أكد الدكتور، يعقوب بوعلاق، على نجاح تجربته الزراعية المبتكرة و خاصة زراعة الخضر و منها الفلفل و ذلك بعد شهرين من إخضاع فكرته للتجربة و وضعها على المحك بمقر حاضنة المؤسسات الناشئة بتبسة، حيث خرج الفلفل من دون اللجوء للتربة و أشار الشاب يعقوب، إلى أن مشروعه الذي أطلق عليه اسم "إينو بونيا" للزراعات المائية المبتكرة في الجزائر، يشمل العديد من الحلول التي قد يعانيها مثل هذا النشاط و التي تتمثل في تقنية الزراعة الداخلية أي داخل منشآت مغلقة و ذلك لحماية المحصول من أي عوامل طبيعية مثل الصقيع و الحرارة، مع استعمال مصابيح خاصة تعمل على محاكاة أشعة الشمس و استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، حيث يتحكم المشروع في كل الظروف و العوامل التي تساعد على النمو الصحي و السريع للمحصول.
و أوضح صاحب المشروع، بأن المحاصيل التي تنبت باستخدام هذه التقنية، خالية تماما من أي مبيدات حشرية أو عشبية كيمائية، الأمر الذي يعطي منتوجا بجودة عالية و بانتهاء مرحلة إنشاء النموذج الأولي و دراسة القيمة الدنيوية للمنتوج، سيدخل الابتكار و كذا الحاضنة، في مرحلة إعداد تقرير شامل حول المشروع، للتقدم به للوزارة الوصية، قصد الحصول على وسم مبتكر، تمهيدا للبحث عن ممولين لتجسيده في الميدان.
 الشابة رامي بلقيس  تخوض تجربة مشروع سيارات نقل نسائية

من جهتها فضلت الشابة، رامي بلقيس، خوض تجربة جديدة على المجتمع التبسي، ألا و هي المراهنة على استحداث مشروع سيارات نقل نسائية، يعنى بنقل النساء فقط و هو المشروع الذي ظل يتخمر في ذهنها منذ عام 2014، إذ سيسمح بتوفير وسائل النقل للنسوة الراغبات، كما يقلص من مدة انتظارهن لسيارات النقل و يوفر حماية أكثر لهذه الفئة، بعيدا عن الاحتكاك بالرجال و معاكساتهم.
و يعتمد المشروع على تطبيق "إينوا آست" على الهاتف الذكي و تتيح هذه التطبيقة للنسوة الباحثات عن سيارة الاتصال بين السائقين و الزبائن و يساهم التطبيق الإلكتروني كهمزة وصل بينهم و يوجد على صفحة الفايسبوك باسم التطبيق "درايف إيوماس" و هي كلمة مركبة من كلمتين أي سياقة النساء، كما أن هذه الخدمة توفر عروض عمل خاصة للنساء للعمل كسائقات، غير أنه يتعين على النساء تدوين معلوماتهن الشخصية على التطبيقة الإلكترونية، كما يشترط امتلاك سيارة و حيازة رخصة السياقة
ويخضع حاليا المشروع للتجربة
وللجدوى الاقتصادية منه و بعد الانتهاء من هذه المرحلة و في حال حققت التجربة نجاحها، ستدخل الفكرة مرحلة البحث عن الوسم و الدعم للتجسيد.
الشاب بلال بلقاسم ينجز منصة رقمية لتسهيل تواصل المواطن مع الإدارات

أوشك الشاب، بلال بلقاسم، من تبسة، على الانتهاء من إنجاز منصة رقمية، لتسهيل تواصل المواطنين مع مختلف الهيئات و الإدارات و المؤسسات العمومية و الخاصة، مشيرا إلى أنه انكب على تطوير هذه المنصة، بعدما لاحظ قطيعة
وغياب شبه تام بين المواطنين و الإدارات، مؤكدا على أن التطبيقة الإلكترونية التي يعمل على إنشائها، بإمكانها ردم الهوة بين الطرفين، بحيث سيوفر مشروعه الوقت و الجهد و حتى المال، مقابل تقديم خدمات اتصالية في أقصر مدة ممكنة، كما يفتح عهدا جديدا من الشفافية، تجعل مسيري القطاعات على دراية بكل كبيرة و صغيرة في قطاعاتهم و مؤسساتهم، إذ لن يعود المواطن بحاجة للتنقل عشرات الكيلومترات من أجل البحث عن معلومة أو طلب وثيقة إدارية، بل بكبسة على زر الاتصال في المنصة، يمكن الوصول إلى المبتغى بأقل جهد.
و برأي صاحب الفكرة، فإن المشروع قد عرض على عدد من المسؤولين المحليين الذين أعجبوا بالفكرة، كما تم عرضه على إدارة حاضنة المؤسسات الشبانية بغرض متابعته و مرافقته و تقديم الإرشادات الكافية لبلورته في صورة نهائية قبل عرضه على الوزارة المنتدبة للحصول على الوسم و البحث لاحقا عن ممونين لتجسيده على أرض الواقع.
الجموعي ساكر

الرجوع إلى الأعلى