إستنجد سكان مدينة ميلة وتجارها بصفائح خشبية أو كرتونية وإستعملوها كألواح مرورية وتوجيهية لتعريف أصحاب المركبات العابرة لوسط مدينة ميلة بالوجهة الصحيحة، التي ينبغي أتباعها خاصة نحو ولاية جيجل بغية الاصطياف، والقادمين إلى ميلة من ولايات جنوبية بعيدة فوجدوا نفسهم مضطرين لعبور المدينة في ظل الغلق الدائم للطريق الإجتنابي الوحيد من ناحية الشرق، بسبب الأشغال التي لم تنته رغم تعدد الوعود المقدمة حول ذلك وافتقارها لطرق إجتنابية في الجهات الثلاث الأخرى المتبقية .
كثافة الحركة المرورية وسط مدينة ميلة وزحمتها والتي زادت حدتها خلال فصل الصيف، ظاهرة كان يتخوف الناس منها و لكنها أبرزت حقيقة أخرى فضحها مستعملو الطريق الذين لا يعرفون المدينة، ولم تسبق لهم زيارتها من قبل، وهي النقص الكبير في الألواح المرورية التوجيهية التي تجعل السائق يواصل رحلته دون توقف، ولا الاستنجاد بالمارة لمعرفة المسلك الصحيح الذي يسهل لهم الوصول إلى وجهتهم في الصباح كما في المساء، علما وأن تواجد رجال الشرطة لا يغطي كل مفترق طرق المدينة فهم متمركزون في مفترقات وسطها فقط.
ليس هذا فحسب فالأشغال التي تجري في شوارع مختلف الأحياء والتي تمس شبكات التطهير أو مياه الشرب وتهيئة الطرق والأرصفة قصد تزفيتها وتبليطها نغصت على سكان تلك الأحياء حياتهم بسبب كثافة الغبار والأتربة التي تعلو الشوارع والأرصفة، في الوقت الذي توقفت الأشغال ببعض هذه الو رشات وتجاوزت المدة المحددة لها دون أن يعرف الناس سبب هذه التأخيرات ومبرراتها التي أصبحت ميزة بارزة في أغلب الو رشات.
 والتخوف الأكبر الذي يخشاه السكان هو أن يصل فصل الشتاء على هذه المشاريع غير المكتملة الخاصة بتحسين وجه مدينة عاصمة الولاية التي أقرها الوزير الأول سلال لفائدة المدينة يوم زيارة العمل التي قادته لميلة منتصف شهر فيفري من العام الماضي فيعانون من الطين والأوحال مثلما يعانون حاليا من الأتربة والغبار .   

  إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى