بادرت فعاليات المجتمع المدني بدائرة جعافرة شمال ولاية برج بوعريريج، بتشكيل تنسيقية لحراسة الغابات الكثيفة بالمنطقة و حمايتها من الحرائق، بالاعتماد على مجموعة من الشباب المتطوعين و التنسيق مع محافظة الغابات ومصالح الحماية المدنية و الدرك الوطني، في إطار الحفاظ على الغطاء الغابي و زيادة الوعي البيئي بين المواطنين.
و أكد كريم عبلاوي، منسق هذه المبادرة باسم الشهيد جمال بن اسماعيل، على انضمام 16 جمعية من بلديات الدائرة الأربعة، في هذا المسعى الرامي إلى الحفاظ على الثروة الغابية و حمايتها من الحرائق والاعتداءات، أين تم تشكيل فرق للحراسة وسط الغابات و بمداخلها بعد الحصول على الترخيص من السلطات المحلية، و ذلك تجنبا للأعمال الإجرامية والحرائق التي عادة ما تتسبب في خسائر فادحة وسط الغابات، خاصة بعدما شهدت على مدار السنوات الفارطة العديد من الحرائق التي أتت على مساحات واسعة و مست حقول وبساتين المزارعين والأشجار المثمرة، مع العلم أن المنطقة معروفة بإنتاجها الوفير للزيتون و امتهان أغلب سكانها للنشاطات الفلاحية والزراعية، المتمثلة في غرس أشجار الزيتون و التين واللوز و الرمان و نشاط تربية النحل، لكنهم تكبدوا بفعل الحرائق التي عادة ما تندلع خلال موسم الحر، خسائر بفعل احتراق الأشجار المثمرة بحقولهم وصناديق تربية النحل .
و أضاف ذات المنسق، بأن هذه العملية التطوعية، بادرت إليها مجموعة من الجمعيات و المواطنين بالمنطقة، بعد الحرائق التي مست العديد من الغابات عبر ولايات الوطن، بما فيها الغابات المجاورة بولاية بجاية، ما دفع شباب المنطقةإلى دق ناقوس الخطر و اطلاق المبادرة التي لقيت تجاوبا كبيرا في أوساط الشباب، الأمر الذي ساعد على الاستمرار فيها و تنظيمها بمنح المتطوعين سترات خاصة، عليها شعار المبادرة (احمي غابتك يا مواطن) وصورة للشهيد جمال بن اسماعيل، و توزيعهم عبر مختلف المناطق الغابية، خاصة المساحات المتواجدة بجوار الطرقات و كذا تنظيم دوريات رقابية وسط الغابات و بمحيطها، وعلى مستوى الطرقات لرصد أي تحركات مشبوهة و التبليغ عنهالمصالح الدرك الوطني.
كما أشار في حديثه للنصر إلى الدعم الذي لقيته الجمعيات من طرف السلطات المحلية و محافظة الغابات، بعد التأكد في زيارات للمعاينة من جدية العمل وهذه الحملة التطوعية، بتشكيل تنسيقيات على مستوى البلديات و تنسيقة على مستوى الدائرة، و تشكيل فرق تضمن الحراسة و المناوبة الدائمة على مدار ساعات اليوم، ما أعطاها دفعة قوية لمواصلتها، خاصة وأن محافظة الغابات وضعت تحت تصرفهم أبراج المراقبة، و وعدتهم حسب ما أكده المنسق الولائي بدعمهم في مسعى إطلاق عملية تشجير واسعة لغرس 15 ألف شجرة، فضلا عن التحضير لإطلاق عملية واسعة لتنقية الغابات و محيطها من النفايات و بقايا الردم التي يتخلص منها بعض المواطنين وأصحاب الورشات بجوار الطرقات وسط الغطاء الغابي، حيث تهدف المبادرة كما أضاف إلى محاربة مثل هذه السلوكات بالتبليغ عن أية تجاوزات سواء كانت تتعلق بتشويه الغطاء الغابي و رمي النفايات أو القطع العشوائي للأشجار .
و تجدر الإشارة إلىأن هذه المبادرة لقيت تجاوبا من قبل فعاليات المجتمع المدني بالبلديات المجاورة لدائرة الجعافرة، بولايتي سطيف و بجاية، أين أكد ذات المنسق على التحضير لتوسيعها والتنسيق بين المتطوعين في هذا المجال لتشمل باقي الغابات في الولايتين المذكورتين، ما سيسمح بالحد و التقليل من الحرائق و سرعة التدخل بتبليغ محافظات الغابات و مصالح الحماية المدنية بالسرعة المطلوبة في حال تسجيل أي حادث، مع تجنيد المواطنين لمساعدة فرق الإطفاء والتدخل.
ع/ بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى