فتحت مصالح الأمن المختصة بعنابة، مؤخرا، تحقيقا في الاحتيال على زبائن بريد الجزائر، عن طريق المعاملات التجارية الإلكترونية، حيث تعرض ضحايا لاختراق حساباتهم عبر استغلال كلمات المرور للولوج لتطبيق «بريدي موب» والقيام بعمليات تحويل الأموال و شراء مقتنيات وشحن أرصدة الهاتف النقال.
وتعود وقائع القضية حسب مصدر عليم للنصر، إلى نحو أسبوع، عندما تقدم عدة زبائن من مراكز بريد بعنابة للتبليغ على تحويل أموال من حساباتهم والتصرف فيها، مباشرة بعد القيام بعمليات شراء عبر الانترنت، دون استلام السلعة.
 وبعد التدقيق من قبل مصالح بريد الجزائر في المعلومات ومطابقتها مع العمليات التي أجريت عن بعد، اتضح بأن شخصا استغل بيانات البطاقة الذهبية و الرموز التي أرسلت للزبون في فتح حساب هذا الأخير عبر تطبيق «بريدي موب»، ما مكن المحتال مجهول الهوية من القيام بعدة عمليات مالية الكترونية.
وذكرت مصادرنا بأن مصالح بريد الجزائر بعنابة قامت بتعطيل عمل البطاقات الذهبية للزبائن الضحايا، لوقف استخدام التطبيق في القيام بعمليات تحويل أو تسديد أخرى.
وعلى إثر اكتشاف عملية الاحتيال، فتح الأمن تحقيقا ابتدائيا في القضية، حيث يجري البحث والتحري بناء على المعطيات الموجودة بحوزة مصالح البريد وكذا تصريحات الضحايا، من أجل التوصل إلى الشبكة أو الأشخاص الذي يقفون وراء عمليات الاحتيال الالكترونية، باستغلال عدم إتقان بعض الزبائن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وكذا الانترنت، وهو ما سهل الحصول على بيانات و رموز سرية بسهولة، بعد الترويج لعمليات بيع وعرض سلع وهمية عبر الانترنت، مع ربط عملية التسديد بالبطاقة الذهبية.
وحسب ما جاء في أقوال الضحايا، فإنهم اطلعوا على منشورات تعرض بيع مواد الكترونية وألبسة للبيع عبر موقع «فايسبوك» بسعر مُغر، وعند التواصل مع مسيري الصفحات، طلبوا منهم إرسال 8 أرقام الأخيرة الموجودة في البطاقة الذهبية، كون عملية الدفع تتم إلكترونيا، بالإضافة إلى صورة بطاقة التعريف و رقم الهاتف.
وعند تقديم هذه البيانات، تلقى الضحايا رسالة نصية تحتوي على رقم سري، حيث طالبهم المحتالون بإرساله لهم، ما مكنهم من استكمال جميع خطوات فتح الحساب البريدي عبر تطبيق «بريدي موب» والتصرف في الحساب بكل سهولة. ويعمل المحققون على تتبع هذه الصفحات الوهمية التي تروج للسلع، للكشف عن هوية أصحابها الذين يستغلون جهل الزبائن لسرقة أموالهم.  
وأكدت مصادرنا ببريد الجزائر، بأن تطبيق بريدي موب مرتبط بالبطاقة الذهبية، وهما مؤمنان وفق التعاملات المالية العالمية ويصعب اختراقهما إلا إذا تم الحصول على معلومات من صاحب البطاقة الذهبية التي تعمل بمعيار تأمين عالمي»او ام في» معمول به أيضا في بطاقات «يوروباي»، «ماستركارد»، و «فيزا».
و تعتمد البطاقة الذهبية على ثلاثة رموز سرية، متمثلة في الرمز السري ذي الاستعمال الواحد، الرمز السري للبطاقة   كود بين» و الرقم المدون على ظهر البطاقة.
وحذرت مصادرنا، من تقديم هذه البيانات الخاصة بالبطاقة الذهبية عن بعد أو عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف، ولا حتى بواسطة رسالة نصية قصيرة، مؤكدة أن بريد الجزائر لا يطلب من الزبائن إدخال رقمهم السري بأي موقع لإجراء عملية الدفع الإلكتروني، أو إرسال بيانات بطاقة الدفع الخاصة بالزبون لأي جهة محددة.
كما نبهت مصالح البريد إلى عدم استخدام بيانات زبائنها السرية إلا في موقعها الالكتروني أو التطبيقات الرسمية التابعة لها، و حذرت من الدخول للروابط المجهولة.     
              حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى