قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بتسليط عقوبة 8 سنوات سجنا نافذا للمتهم الرئيس في قضية محاولة قتل طفل و سرقة هاتفه النقال بحي البوسيجور في مدينة عنابة، فيما عوقب مرافقه بـ 5 سنوات سجنا نافذا لمشاركته في الاعتداء، حيث تم التوصل إلى هويتيهما عن طريق موقع الفايسبوك، فيما التمس ممثل النيابة العامة في حقهما عقوبة الإعدام عن جناية محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار و جناية السرقة باستعمال العنف.
و تعود وقائع القضية إلى تاريخ 16 سبتمبر 2020، عندما قدم أب الضحية القاصر (ب.ع 15 سنة)، شكوى لدى مصالح الأمن، مفادها تعرض ابنه في حدود الساعة التاسعة و النصف ليلا، لاعتداء و أصيب إصابة بليغة و ذلك أثناء محاولة عودته إلى مقر إقامته بحي البوسيجور.
و استنادا للوقائع التي ذكرت في جلسة المحاكمة على لسان الطرف المدني والد الضحية القاصر، فإن ابنه كان عائدا للبيت و بوصوله قرب المحول الكهربائي بالشارع الرئيسي، اعترض طريقه شخصان و استفسرا معه عن الوقت و بمجرد أن أخرج هاتفه النقال للتأكد من الساعة، أشهر أحدهما قاطع ورق و هدده بالاعتداء عليه في حالة عدم تسليمه الهاتف النقال و عندما رفض طلبه، حاول نزعه منه بالقوة و بمقاومته لهما، قام الشخص الذي كان بحوزته السكين بالاعتداء عليه مسببا له إصابة بليغة عمودية من الصدر إلى غاية الخصر، ثم لاذا بالفرار تاركين إياه يتخبط في دمائه و قد تمكن من تحديد هوية الشخص الذي اعتدى عليه بالسكين من خلال حسابه الإلكتروني عبر شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك المسجل تحت اسم « طوطو رينة».
و على اثر الاعتداء، تم نقله إلى المستشفى أين قدمت له الإسعافات الأولية بقسم الإنعاش الجراحي و تمت خياطته و منحت له شهادة طبية تثبت العجز لمدة 18 يوما.
و بعد توقيف المشتبه فيه (ك.ش)، أكد أنه بتاريخ الوقائع حوالي الساعة التاسعة ليلا و أثناء تواجده رفقة صديقه (ب.ف) المكنى الدمغة على مستوى حي المنظر الجميل تجاه شارع أول نوفمبر و بوصولهما قرب المحول، تقدم مرافقه تجاه أحد الأشخاص يجهل هويته و دون سابق إنذار أشهر سكينا من الحجم الكبير و اعتدي على الضحية مسببا له إصابة بليغة و سلبه حقيبة صغيرة قبل مغادرة المكان و لما تفحص صديقه الحقيبة لم يعثر على أي شيء بداخلها، نافيا اعتداءه على الضحية.
أما عند استجواب المتهم (ك.ش) خلال جلسة المحاكمة، أنكر التهم الموجهة إليه و أكد أنه لم يقم بالاعتداء على الضحية (ب.ع) إطلاقا و أنه لا يعرفه، مقرا بمعرفته للمتهم (ب.ف)  باعتباره من أبناء الحي و أنه فعلا التقى به بتاريخ الوقائع و قام بسرقة حقيبة يدوية من أحد الأشخاص ثم لاذ بالفرار، إلا أنه لم يقم بالاعتداء بالسكين على الضحية و أنه يملك فعلا حسابا على مواقع التواصل الاجتماعي مسجل تحت اسم « طوطو رينة»، كما أنه لم يشاهد (ب.ف) يقوم بالاعتداء بالسكين على الشخص الذي قام بسلبه حقيبته اليدوية.  
و عند استجواب المتهم (ب.ف)، أنكر التهمة المنسوبة إليه و أكد أنه لم يحاول إطلاقا الاعتداء بالقتل على الضحية الطفل (ب.ع) الذي لا يعرفه إطلاقا، كما أنه لم يقم بسرقة هاتفه النقال.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى