أعطت والي قالمة، لبيبة ويناز، نهاية الأسبوع، إشارة انطلاق مشاريع جديدة للتحسين الحضري و تطوير العمران بثلاث بلديات هي حمام النبائل، الدهوارة و وادي الشحم الواقعة شرقي الولاية، داعية شركات الإنجاز إلى بذل جهد اكبر لإنهاء العمل و تسليم المشاريع بجودة هندسية وفق المخططات المعتمدة.
و تندرج المشاريع الجديدة ضمن برنامج ضخم حصلت عليه ولاية قالمة قبل عامين، من صندوق الضمان و التضامن لوزارة الداخلية، و قدر غلافه المالي بأكثر من 3800 مليار سنتيم، موجه للقضاء على مشاكل العمران و الربط بالشبكات الحيوية عبر كل بلديات الولاية و التجمعات الثانوية التابعة لها.
و يعاني سكان بلديات حمام النبائل، الدهوارة، و وادي الشحم من تدني إطار المعيشة، و تراجع وضعية الطرقات و الشوارع الرئيسية، و الإنارة العمومية، و شبكات المياه و الصرف الصحي و الحماية من الفيضانات، و انعدام الغاز و الكهرباء ببعض مساكن الضواحي و التجمعات الريفية الجديدة.
كما يعاني سكان البلديات المذكورة من ضعف الاقتصاد المعيشي، و عزلة خانقة بسبب بعدها عن الطرقات الرئيسية الكبرى بالولاية، و اعتمادها على طريق ولائي واحد هو الولائي 19 للتواصل مع باقي مناطق الولاية الأخرى عبر الوطني 20 و الوطني 16 العابر للإقليم الشرقي باتجاه عنابة و سوق أهراس.
و تعمل سلطات قالمة منذ عدة سنوات على إعطاء سكان المنطقة حقهم في الربط بالغاز و الكهرباء، و فتح المسالك الريفية إلى المشاتي المعزولة، و دعم قطاع مياه الشرب الذي يعرف صعوبات كبيرة بسبب نقص الموارد المائية الجوفية و السطحية، حيث يعد منبع القلتة الزرقاء المصدر الرئيسي و الوحيد تقريبا لتوفير مياه الشرب لحوض سكاني هام يفوق 30 ألف نسمة.
و يتطلع سكان بلديات حمام النبائل و الدهوارة و وادي الشحم، لمزيد من المشاريع الاقتصادية الكبرى للقضاء على مظاهر الفقر و الحرمان، و ذلك من خلال بناء شبكة طرقات جديدة لفك العزلة المضروبة على الإقليم، و تطوير السياحة الحموية و الجبلية، و استغلال الكنوز النادرة بالمنطقة التي تحتفظ بتاريخ عريق، عندما كانت معقلا لثورة التحرير، و دفعت ثمنا غاليا في معارك ضارية، و مجازر ضد الإنسانية.
و تعد منطقة البسباسة الواقعة ببلدية الدهوارة شاهدا حيا على حرب الإبادة و التطهير العرقي الممارس من طرف قوات الاحتلال بالإقليم الجبلي الشرقي.
و يعيش سكان حمام النبائل و الدهوارة و وادي الشحم على الأنشطة الرعوية، و الزراعات المعاشية، و التجارة البسيطة، لكن هذه الأنشطة لم تعد قادرة على تلبية حاجيات التعداد السكاني المتزايد، حيث يتطلع سكان المنطقة إلى مزيد من المشاريع التنموية كبناء سد كبير على وادي غانم، و دعم الأنشطة الرعوية و تربية الدواجن، و غرس الأشجار المثمرة، و خاصة التين و الرمان الملائم لطبيعة الإقليم الجبلي الكبير.
فريد.غ    

الرجوع إلى الأعلى