دوّت صفارات النجدة و الطوارئ، صباح أمس السبت، بين مدينتي قالمة و هليوبوليس على الطريق الوطني 21 و انتشرت قوات الدرك الوطني و الشرطة حول المكان وتحركت سيارات الإسعاف والإطفاء في سباق مع الزمن للسيطرة على الوضع، عقب الإعلان عن حادث مرور خطير نجم عن اصطدام عنيف بين حافلة ركاب و شاحنة لنقل الوقود سريع الاشتعال و صدر قرار بتفعيل جزئي لمخطط الإسعافات تحت إشراف والية الولاية، لبيبة ويناز، و 6 قطاعات وزارية محلية تشكل عصب مخطط تنظيم الإسعافات «أورساك» المتكون من نحو 12 مقياسا، في مناورة صورية لمحاكاة حادث خطير وقع قرب جسر سيبوس، في حدود التاسعة صباحا، عندما اصطدمت الحافلة الممتلئة بالركاب بشاحنة تملكها شركة نفطال مجهزة بصهريج يتسع لنحو 12 ألف لتر من الوقود، مما أدى إلى اشتعال النار بقوة و امتدادها إلى الحافلة الملتحمة معها.
و قد بدأت المناورة بنداء للنجدة تلقته الوحدة الرئيسية للحماية المدنية بقالمة مفاده وقوع حادث مرور خطير بين شاحنة تنقل الوقود و حافلة ركاب، و بعد وصول طلائع الإسعاف و تبين بأن الوضع خطير للغاية يتطلب إعلان مخطط الإسعافات الجزئي، أرسل النداء إلى والية الولاية و مدراء الصحة و النقل و الأشغال العمومية و البيئة و الشرطة و الدرك الوطني و الاتصالات، و تم تنصيب مركز لقيادة العمليات و مستشفى ميداني يتكون من قسم للإسعافات الأولية و قسم لتجميع جثث الضحايا المتوفين.
و تجهز فريق الإطفاء بمعدات خاصة لمواجهة ألسنة اللهب و الحرارة القوية المنبعثة من صهريج الوقود المشتعل، و خاض رجال الحماية المدنية معركة شاقة لإخماد النيران المستعرة و الوصول إلى الضحايا داخل الحافلة، مستعملين ألبسة مضادة للحرارة و نظاما للتزود بالأوكسجين، بينما كان فريق آخر بالمستشفى الميداني يتجهز لاستقبال الجرحى و القتلى.
واستمرت عملية إخماد الحريق بعض الوقت، و بصعوبة كبيرة استطاع فريق مجهز باللباس المضاد للحرارة من الوصول إلى الحافلة ليقف على مشهد مروع، قتلى و أجساد تحترق و حالات صدمة و معادن تنصهر من شدة الحرارة المستعرة.
و قام الدرك الوطني المدعوم بالشرطة بإغلاق موقع الحادث و تحويل حركة السير بعيدا عن المكان حتى تتمكن فرق التدخل من أداء مهامها بفعالية و بأسرع وقت ممكن للتقليل من حالات الوفاة الناجمة عن الحروق و الاختناق جراء الدخان الكثيف.  وكانت حصيلة الحادث الافتراضي ثقيلة ومحزنة، 3 قتلى و 9 جرحى بينهم 3 في حالة الخطر، تم تحويلهم إلى مستشفى مدينة قالمة الذي أبلغ بالحادث و طلب منه الاستعداد لاستقبال الضحايا المصابين بالحروق و الكسور و النزيف و الصدمات النفسية العنيفة. و قال المشرفون على المناورة بأنها تهدف إلى الرفع من كفاءة وحدات مخطط الطوارئ، و الاستعداد الجيد لحادث حقيقي مماثل قد يقع مستقبلا على الطرقات الرئيسية و الفرعية بولاية قالمة.
و قد أدت كل القطاعات المشاركة في المناورة دورها بكفاءة عالية، و كانت الاستجابة للنداء سريعة، و في غضون وقت قصير كان الجميع حاضرا بموقع الحادث على ضفة سيبوس الكبير، حيث مصادر المياه و بساتين الأشجار المثمرة التي لم تصب بأذى بعد أن كانت مهددة بمخاطر الوقود المتسرب و الانبعاثات الغازية و ألسنة اللهب المستعرة.
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى